بعد تحديات عديدة واجهها قطاع التعليم في محافظة إدلب، تمثلت بقلة الدعم ونقص توفير الكتب الجديدة للطلاب، بدأت مديرية التربية في المحافظة بتوزيع الكتب على المدارس.
لكن التوزيع اقتصر مبدئيًا على مجمعي التربية في مدينتي أريحا والدانا، مع غياب نسخ مادتي التربية الإسلامية والاجتماعيات “للمرة الثانية”، بحسب ما قاله عضو المكتب التنفيذي لنقابة المعلمين في إدلب أحمد السعيد، لعنب بلدي.
وعن إمكانية تغطية جميع المناطق في إدلب، أكد السعيد أن نسخ الكتب ستصل إلى بقية المناطق في المحافظة، موضحًا أنها قُدمت بدعم من منظمة “قطر الخيرية”، وستشرف مع مديرية التربية على تسليمها، وفق جداول بأسماء المدارس.
ونشرت مديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب، عبر صفحتها في “فيس بوك”، الأحد 21 من شباط، صورًا قالت إنها لتوزيع الكتب على الطلاب، مشيرة إلى أنه سيشمل كل المجمعات التربوية في محافظة إدلب.
ويفتقد الطلاب في محافظة إدلب لطبعات الكتب المدرسية الحديثة منذ نحو أربع سنوات، وسط مخاوف من التأثير الكبير على العملية التعليمية مع نقص دعم القطاع، وعمل عشرات المعلمين بشكل تطوعي دون الحصول على رواتب.
النسخ الجديدة ليست في متناول الجميع
تسلّم أبناء مصطفى حلبية من مدينة أريحا، نسخًا كاملة من الكتب المدرسية الجديدة في 15 من شباط الحالي، وقال لعنب بلدي، إن الكتب التي كان أولاده يدرسون فيها سابقًا “قديمة وناقصة”.
لكن ساري الرحمون، وهو مدير مدرسة في أحد مخيمات “كللي” شمال إدلب، أكد لعنب بلدي عدم وصول النسخ حتى الآن.
وتحدث محمد يوسف العبيد عن مشكلة الكتب سابقًا، مشيرًا إلى أن الطلاب درسوا بكتب مستعملة، وتمارينها محلولة، ما ينقص، وفق وجهة نظره، من إفادتها.
وأضاف أن الكتب القديمة لا تسهم في تحسين مستوى الطالب، وبالتالي تؤدي إلى تراجع التعليم.
آلية توزيع الكتب وطباعتها
أكد مدير المطبوعات في مديرية تربية إدلب، أنور السعيد، أن 350 ألف نسخة مجانية ستوزع على الطلاب، وهي “كافية ومتوافقة مع عددهم في كل المجمعات التربوية بمديرية التربية، من الصف الأول حتى الثالث الثانوي العلمي والأدبي”.
وأضاف أن الكتب تُطبع في مدينة غازي عينتاب جنوبي تركيا بشكل مأجور، ويتم إدخالها من معبر “باب الهوى”، بحسب السعيد.
ولفت إلى أن مديرية التربية بالشراكة مع “قطر الخيرية” ستوزع الكتب المجانية على بقية المجمعات التربوية، “ما يؤمّن استقرارًا للعملية التعليمية في مدارس إدلب”.
وتابع السعيد في حديثه إلى عنب بلدي، “لن يبقى طالب دون كتب حتى نهاية العام الدراسي، وفق خطة للبيان الشهري الخاص بأسماء المدارس، وهناك ملف لاستدراك بعض المدارس المحدثة”.
وتعرّف مديرية التربية والتعليم في مناطق سيطرة المعارضة عن نفسها بأنها هيئة مستقلة ولا تتبع لأي جهة، وذلك عبر بيان تصدره كل عام للتأكيد على استقلاليتها، حسب حديث سابق لمدير دائرة الإعلام في المديرية إلى عنب بلدي.
أكثر من 3000 طالب في مدارس إدلب
بلغ عدد المدارس العاملة في إدلب 913 مدرسة، أما المدارس التطوعية فعددها 375 مدرسة، بحسب فريق “منسقو استجابة سوريا”.
وأكد مدير فريق “منسقو استجابة سوريا”، محمد الحلاج، لعنب بلدي، أن عدد الطلاب في إدلب بلغ 316 ألفًا و466.
وبلغ عدد المعلمين في المحافظة 17 ألفًا و491 معلمًا، أما بالنسبة للمعلمين المتطوعين فعددهم 5004 معلمين.
تأثيرات نقص الدعم
أشار مدير المطبوعات في مديرية تربية إدلب، أنور السعيد، إلى أن حالة التسرب لبعض الطلاب نتيجة غياب تقديم قرطاسية للطلاب، وانقطاع الدعم المادي للكادر التدريسي في الحلقة الثانية، أثر سلبًا على قطاع التعليم في المحافظة.
وكانت المديرية افتتحت المدارس واستقبلت الطلاب وأعادت التعليم الفيزيائي، في 15 من شباط الحالي، مع حديثها عن اتخاذ إجراءات وقائية من جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
وعملت مديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب شمال غربي سوريا منذ عدة أشهر على إعداد فيديوهات لمناهجها التعليمية لطلاب الحلقة الأولى، وفق منهاج سوري، ونشرها عبر قناتها في “يوتيوب”.
–