وثقت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” 38 حالة اعتقال في منطقة عمليات “نبع السلام” شمالي سوريا، خلال الفترة الواقعة بين أيار وكانون الأول 2020.
وفي تقرير أصدرته المنظمة اليوم، الاثنين 15 من شباط، وثقت بالأسماء اعتقال 38 شخصًا بينهم أربع سيدات، أُفرج عن شخص واحد منهم فقط، على يد فصائل “الجيش الوطني” التي تسيطر على مدينتي رأس العين شمال غربي الحسكة، وتل أبيض شمال الرقة.
واختلفت التهم الموجهة للموقوفين، فاعتُقل العدد الأكبر منهم بتهمة التعامل السابق أو الحالي مع “الإدارة الذاتية” (شرقي سوريا)، أو حيازة سلاح، أو لأسباب لا تزال مجهولة حتى الآن، بحسب التقرير.
الناطق باسم “الجيش الوطني”، يوسف حمود، قال لعنب بلدي، اليوم، ردًا على التقرير، إن “الجيش الوطني” يعتبر “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) منظمة إرهابية، ومن الطبيعي أن يعتقل من يتواصل معها أو يقدم لها أي معلومات.
وأضاف أن الاعتقال بتهمة التعامل مع “قسد” يجري بناء على معلومات مثبتة تتحقق منها استخبارات الشرطة العسكرية والمدنية التابعة للجيش الوطني”.
وتعتبر حيازة سلاح غير مرخص تهمة أيضًا، بناء على تعليمات وإجراءات لضبط السلاح الموجود لدى المدنيين في المنطقة، بحسب حمود.
ونفى حمود وجود الاعتقال التعسفي، أو الاعتقال لأسباب مجهولة من قبل “الجيش الوطني”، إذ ينتقل ملف الموقوف ضمن الإجراءات القانونية، بعد إتمام عملية التحقيق معه، إلى المحكمة العسكرية أو المدنية، ويعرف المتهم كل التهم الموجهة إليه، ويحق له توكيل أي محامٍ يختاره.
وقال حمود إن عمليات التحقيق والمحاكمة تجري لكل الموقوفين بجميع التهم، بإشراف القضاء والمحاكم التابعة لـ”الجيش الوطني” فقط على الأراضي السورية، دون أي تدخل تركي، أو نقل لمتهمين إلى الأراضي التركية.
وفي تصريح سابق لعنب بلدي، نفى مدير الشؤون القانونية في المجلس المحلي لرأس العين، المحامي عبد الكريم خلف، وقوع عمليات اعتقال تعسفي بمنطقة رأس العين، على يد فصائل “الجيش الوطني”، وذلك ردًا على تقرير أصدرته “لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا”، مشيرًا إلى أنه مستعد لتحدي أي جهة تتمكن من إثبات هذه الاتهامات، لكنه أقرّ بوجود حالات اعتقال قائلًا إن هناك مبررات لذلك.
وتوجد في رأس العين محكمتان عسكرية ومدنية، تم تشكيلهما بعد سيطرة “الجيش الوطني”، إلى جانب وجود قضاة، ومحامٍ خاص في المجلس المحلي، ومحامين عامين يديرون شؤون الناس، وفق ما أشار إليه خلف.
وتمتد المنطقة التي شهدت عملية “نبع السلام” من تل أبيض بريف الرقة إلى رأس العين بريف الحسكة، وهي تخضع لسيطرة “الجيش الوطني السوري” والجيش التركي بعد عملية عسكرية بدأت في 9 من تشرين الأول 2019 وانتهت في 22 من الشهر نفسه بعد اتفاقين منفصلين، بين تركيا وأمريكا، وتركيا وروسيا.
–