امتازت الدراما السورية بعدد من قصص الحب التي عاشتها شخصياتها بحلوها وعذاباتها، وتغذت تلك القصص على أساس واحد، وهي عدم اكتمالها في النهاية، بسبب موت أحد أطرافها، أو تدخل عوامل اجتماعية حالت دون امتلاك تلك القصص نهاية سعيدة.
“أحلام كبيرة”
يحكي المسلسل عددًا من الأفكار عن الحب والأحلام والطموح والعلاقات المبنية على المال والطمع، والعلاقات المعنوية داخل عائلة الحلبي التي تعتبر محور أحداث المسلسل الذي أخرجه حاتم علي.
طرحت كاتبة العمل، ريم حنا، مشكلة اختلاف الدين بين الحبيبين في المجتمع السوري كسبب لعدم اكتمال قصة الحب.
خلال أحداث المسلسل، يتعرف الشاب “عمر”، الذي عاش في عائلة من خلفية إسلامية، إلى الفتاة من الديانة المسيحية “منى”، التي تحرمها عائلتها من الزواج بمن تحب بسبب اختلاف الدين، إذ دبر أهلها تسفيرها إلى الخارج فور اكتشافهم أمر غرامها بـ”عمر”.
https://www.youtube.com/watch?v=NAFcrEE5i6Q
“التغريبة الفلسطينية”
سلّطت “التغريبة الفلسطينية”، لكاتبها وليد سيف وإخراج حاتم علي، الضوء على القصص الموجعة في سياق معاناة الفلسطينيين الإنسانية بكل تفاصيلها، ومنها قصص الحب، التي تلخصت بقصة حب “حسن” و”جميلة”.
“حسن” هو أحد أبطال مسلسل “التغريبة الفلسطينية”، وهو ثائر قُتل في اشتباكات النكبة. المميز في هذه الشخصية أنها صنعت ثورة من نوع آخر عندما أحب “حسن” فتاة يتيمة وهي “جميلة”، جاءت إلى قريتهم مع والدتها بعد أن طردها أهل والدها.
كان لهذه القصة أن تنتهي بالزواج، غير أنها تكبلت بالعادات الاجتماعية، وانتهت بقتل “جميلة” على أيدي أبناء عمومتها غسلًا للعار، لينفي “حسن” نفسه إلى جبهة القتال ضد الاحتلال البريطاني.
https://www.youtube.com/watch?v=VdLpHRaPMsc
“الانتظار”
يتضمن مسلسل الانتظار، لحسن سامي يوسف ونجيب نصير، تناقضات الحياة، بين المبادئ والمغريات، الفقر والغنى، الطمع والرضا.
في خلطة متقَنة، تمضي أحداث المسلسل، ليعالج واقع الحارات العشوائية في دمشق، ومخاوف سكان هذه الحارات وآمالهم وطموحاتهم بعدسة المخرج الليث حجو.
شخصية “عبود” هي بطلة المسلسل، إذ يشكل ثورة أمل في الحارة العشوائية التي تدور أحداث المسلسل فيها، لكونه صاحب مبادئ وينشغل في أغلب الوقت بحل مشاكل أهل حارته.
يكتشف “عبود” أن ابنة حارته “باسمة” تعمل في أحد الملاهي الليلية، ليدافع عنها بعد أن أُحيلت إلى قسم الشرطة عقب حدوث مشكلة داخل مكان عملها، ويقع في حبها، فيقرر الزواج منها.
لشخصية “عبود” عدو اسمه “الشاويش”، مهرب الدخان، يتصاعد الصراع بينهما بعد خطف “الشاويش” لابن حارته “رجا”، وينتهي هذا الصراع بمقتل “عبود”.
“ضيعة ضايعة”
أشار الكاتب السوري ممدوح حمادة في هذا المسلسل إلى قصة الحب في مجتمع الضيعة من خلال قصة الحب التي جمعت بين “سليم” و”عفاف”، والتي كانت بسيطة بكل تفاصيلها ومشكلاتها.
قد يكون حب “سليم” لـ”عفاف” هو بسبب انعدام الخيارات في الضيعة الصغيرة، لأن المشاهد يرى اندفاع “سليم” لأول فتاة جميلة تأتي إلى الضيعة، جسدتها الممثلة نسرين طافش، ونسيانه لحب حياته “عفاف”.
ولكن على امتداد الجزء الأول والثاني، في كل حلقة من حلقات المسلسل الذي أخرجه الليث حجو، كان يعبر الشاب “سليم”، العالق في المرحلة الثانوية، لحبيبته “عفاف” عن اشتياقه لها تحت شباك بيتها، رغم كم الإصابات التي يتلقاها من حجارة والدها مختار “أم الطنافس” (عبد السلام البيسة).
تعد هذه القصة أشهر ثنائي رومانسي في مسلسل سوري كوميدي، لم تكتمل بسبب الشروط التي فرضها المختار على الشاب “سليم” لتزويجه “عفاف”، وهي إتمام دراسة الثانوية العامة فقط، وإصراره على هذا الشرط، الأمر الذي لم يحصل أبدًا.
–