تداولت وكالات ووسائل إعلام عالمية، ومستخدمون في وسائل التواصل الاجتماعي، شرحًا لوسائل إعلام تركية عن خريطة منسوبة لـ”وكالة الاستخبارات الأمريكية” (CIA) تظهر مناطق النفوذ التركي عام 2050.
وتتبّعت عنب بلدي مصدر الصورة التي انتشرت على نطاق واسع، لتنقلها وسائل إعلام عربية ويعلّق عليها مسؤولون من بينهم روس.
الصورة مقتطعة من تقرير مصوّر لقناة “TGRT” التركية نُشر، في 9 من شباط الحالي، يشرح من خلاله أحد مذيعيها حقيقة الخريطة المنسوبة لـ”CIA”، موضحًا أن تداول الخريطة ليس جديدًا وليست منسوبة لـ”وكالة الاستخبارات الأمريكية”.
كما أوضح أنها خريطة مبنية على فرضيات وتحليلات لعالم السياسة والكاتب الأمريكي جورج فريدمان، ذكرها في فقرة بعنوان “مجال النفوذ التركي عام 2050” من كتابه “المئة عام المقبلة: توقعات للقرن الـ21″، المنشور عام 2009.
ويتنبأ فريدمان بأماكن النفوذ والتأثير التركي، السياسي والاقتصادي وبشكل جزئي العسكري، لعام 2050، التي تمتد بحسب الخريطة لتشمل دول اليونان وقبرص اليونانية وليبيا ومصر وسوريا والعراق ولبنان والأردن والسعودية وعمان واليمن ودول الخليج وجورجيا وأرمينيا وأذربيجان وشبه جزيرة القرم وتركمانستان وكازاخستان.
ويحاول فريدمان من خلال كتابه التنبؤ بالأحداث الجيوسياسية واتجاهات القرن الـ21، والتغيرات في التكنولوجيا والثقافة التي قد تحدث خلال هذه الفترة.
وفريدمان هو مؤسس مركز “سترانفور”، وهو مركز دراسات استراتيجي وأمني أمريكي، يعد إحدى أهم المؤسسات الخاصة التي تعنى بقطاع الاستخبارات، ومعروف بالصحافة الأمريكية باسم “وكالة المخابرات المركزية في الظل” (shadow CIA).
ولذلك نُسبت الخريطة إلى “وكالة الاستخبارات الأمريكية” (CIA)، لكنها في الأصل مرسومة بناء على توقعات صادرة عن فريدمان مؤسس “shadow CIA”.
وعلّق العضو في مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير جباروف، على الخريطة في حديث لقناة “إر بي كا” الروسية أمس، الجمعة 12 من شباط.
وقال جباروف، “أعتقد أن مثل هذه المعلومات يتم عرضها بشكل متعمد لرؤية ردود الفعل، لكننا لن نولي اهتمامنا بذلك، ولدينا علاقات طبيعية مع تركيا، ونحن شريكان في العديد من المجالات”.
وأضاف، “لا أظن أن أحدًا يعتقد بجدية أن الأتراك قد يعززون نفوذهم في أقاليم روسيا الاتحادية”.
من جهته، قال الإعلامي الروسي سرجون هدايا، في تغريدة عبر حسابه في “تويتر”، “خريطة يروّج لها أنصار (الإخوان المسلمون) والخلافة على أنها للنفوذ التركي بحلول 2050، ضمت كل الدول التي كانت تحت الحكم العثماني، بالإضافة إلى اليونان وقبرص وكل القوقاز وأجزاء من روسيا ودول الخليج… لكن الأهم هو عدم المساس بإسرائيل”.
ونصح هدايا، في تغريدة منفصلة، تركيا بـ”ترك أحلامها بشأن الأراضي الروسية، لأنها تواجه خطر تقويض سلامتها بسبب طموحاتها المفرطة. الآن أصبحت القرم جزءًا من روسيا قانونيًا. روسيا ليست أوكرانيا، ومثل هذه الألعاب وراء الكواليس معها لن تمر…”.
–