عروة قنواتي
أُسدل الستار، الخميس الماضي، على منافسات بطولة كأس العالم للأندية في العاصمة القطرية، الدوحة، وكما جاءت الترشيحات والتوقعات قبل بداية البطولة، فإن البافاري الألماني بايرن ميونيخ حصد اللقب بعد تغلبه على الأهلي المصري في نصف النهائي بهدفين دون رد، وعلى تايجرس أونال المكسيكي في المباراة النهائية بهدف نظيف، ليكون هذا اللقب هو الثاني للبايرن على لائحة شرف البطولة خلف برشلونة وريال مدريد.
كانت منصة هذه البطولة هي السادسة في ألقاب البافاري للموسم الماضي، إلى جانب ألقاب دوري أبطال أوروبا، والسوبر الأوروبي، والدوري الألماني، وكأس ألمانيا، وكأس السوبر الألماني.
سداسية تاريخية تسجَّل في خزائن البافاري للمرة الأولى، وهي الثانية على صعيد الأندية الأوروبية الكبرى بعد سداسية برشلونة في العام 2009.
هذا الإنجاز المتميز والصعب، وضمن ظروف ملاعب كرة القدم ومنافسات المسابقات التي تخوض صراعًا يوميًا ضد جائحة “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) وتهديداتها المستمرة لمجموعة العمل في أسرة البافاري.
ودخل السيد هانز فليك هذه المجموعة مدربًا مؤقتًا قبل عام وشهر واحد على خلفية إقالة المدرب الكرواتي نيكو كوفاتش، وترنح أداء البافاري في نهاية عام 2019. هانز فليك الذي تحول في أشهر قليلة إلى مدرب دائم وبعقد طويل مع الفريق الألماني، صار كابوسًا لأندية ألمانيا ومسابقات أوروبا، حاصدًا اللقب تلو اللقب والإنجاز تلو الإنجاز.
هل من جديد يا سيد فليك؟
يبدو أن طموحات هانز فليك لن تقف عند السداسية الحالية، ويرغب في تخطيها على الأقل، وفق إمكانيات الفريق البافاري، باتجاه ثلاثية جديدة في خزائن النادي لتكون الثانية له على التوالي محطمًا بها أرقامًا محلية وأوروبية لمدربين سبقوه في ملاعب العالم أو ما زالوا على رأس عملهم يشاهدون الشاب الذي شغل مهمة مساعد مدرب خلف يواكيم لوف، المدير الفني للمانشافت الألماني، منذ 13 عامًا.
ثم جاء ليكون مدربا أول ولأول مرة في حياته باختبار وامتحان البافاري، وهو يعلم جيدًا أن أي إخفاق لن يكون في مصلحته ضمن أروقة النادي، وأن الفرص شبه مستحيلة بعد تسجيل الإخفاقات في هذا النادي العريق.
لن تكون هنالك سداسية بأرقام البافاري في العام الحالي، لأن البايرن خرج من مسابقة الكأس في ألمانيا، ويبقى منافسًا على بقية الألقاب (الدوري، دوري الأبطال، السوبر الألماني، السوبر الأوروبي، كأس العالم للأندية).
من هنا يبدو فليك ناضجًا في تقسيم الجهد والتعب والعمل بين اللاعبين وبين البطولات، خصوصًا في فترة ضغط المباريات المستمرة قبل الصيف، لتجاوز أعباء ومشكلات ومنغصات “كورونا”.
نحو الثلاثية وهذا وارد جدًا
كل أوراق وأرقام هانز فليك في البايرن للموسم الحالي تهدد الخصوم، وتجعله في مقدمة المرشحين وفق المنطق والدراسة الواقعية لكرة القدم خلال هذه الأشهر.
وأمام نكبات وأزمات تداهم الأندية الكبرى في أوروبا، يبدو بايرن ميونيخ الأكثر تركيزًا واستقرارًا أو من بين أفضل ثلاثة أندية قليلة الأزمات، ما يرشحه مجددًا للقب الدوري المحلي، وبالتالي المنافسة لاحقًا على لقب السوبر الألماني مع بطل الكأس للموسم الحالي.
أما في دوري أبطال أوروبا، فلا نبالغ إن قلنا أن لا أحد يرغب حاليًا بمواجهة البايرن، ولن يكون حظه جيدًا إن اختارته القرعة في مواجهة فليك وأصدقائه.
لربما يخرج فليك في الأدوار الإقصائية (وهو أمر طبيعي جدًا ضمن لعبة كرة القدم وتفاصيلها البسيطة)، ولكن وسط أزمات الفرق الكبرى وتعاقداتها المتأخرة وصناديقها المالية المتعبة، لا أحد يرغب في مواجهة الفريق الألماني، ومن هنا تكون بوابة الثلاثية الجديدة في سجلات فليك واردة، وبهذا العنوان يبدأ الانتصار المعنوي للفرقة البافارية.
لكل عشاق النادي الألماني العريق في العالم، سداسية جميلة مع المباركة والتحية.