تضم أربع دول، بينها سوريا، أكبر عدد من الجنود الأطفال في العالم، بحسب تقرير نشرته وكالة “رويترز” اليوم، الجمعة 12 من شباط.
ووصل عدد الأطفال المجندين في عام 2019 فقط إلى 7740 طفلًا في أنحاء العالم، بعضهم لم يتجاوز سن السادسة.
وبالإضافة إلى سوريا، ضمت الكونغو الديمقراطية، والصومال، واليمن، أكبر عدد من هؤلاء الأطفال.
ولم يقتصر التجنيد على الفتيان فقط، بل استُخدمت الفتيات أيضًا، كما لا يُجنّد الأطفال فقط من قبل الجماعات المسلحة كمقاتلين، بل من الممكن أن يُستخدموا كمخبرين وجواسيس وعبيد منزليين ولصوص، بحسب التقرير.
وحذرت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي من دوام ظاهرة تجنيد الأطفال في العالم، على الرغم من التعهدات والجهود الدولية الممارَسة لمحاولة منع هذه الظاهرة.
جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن الممثلة الخاصة للأمين العام للأطفال والصراعات المسلحة، فيرجينيا غامبا، والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، جوسيب بوريل، اليوم، بمناسبة اليوم الدولي لمناهضة استخدام الجنود الأطفال، المعروف أيضًا باسم “يوم اليد الحمراء”.
ووفق المادة الرابعة من البروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية “حقوق الطفل في القانون الدولي”، يمنع تجنيد الأطفال في القوات المسلحة أو استخدامهم في الأعمال القتالية دون سن الـ18، بينما يعتبر تجنيد الأطفال دون سن الـ15 “جريمة حرب”.
تجنيد الأطفال في سوريا
وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في اليوم العالمي للطفل، في 20 من تشرين الثاني 2020، انتهاكات بحق الأطفال في سوريا، وركز التقرير على عمليات تجنيد الأطفال قسريًا، إذ جندت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، منذ بداية تأسيسها، ما لا يقل عن 113 طفلًا، قُتل 29 منهم.
وذلك على الرغم من توقيع “الإدارة الذاتية” على خطة عمل مشتركة مع الأمم المتحدة، لوقف عمليات تجنيد الأطفال دون سن الـ18، وتسريح من تم تجنيده منهم.
وفي تقرير حول تجنيد الأطفال، لمنظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة“، نُشر في 5 من أيار 2020، بيّنت المنظمة أن الانتهاكات بحق الأطفال تجري في جميع أراضي سوريا من قبل أطراف النزاع كافة، ولكن بوتيرة ونسب مختلفة.
ووفقًا للتقرير، جنّد “الجيش الوطني السوري”، المدعوم من تركيا، عددًا من الأطفال في صفوفه، عقب عملية “نبع السلام” في منطقة رأس العين بالحسكة.
وفي بيان صادر عن وزير الدفاع في “الحكومة السورية المؤقتة”، ورئيس هيئة الأركان، اللواء سليم إدريس، في 19 من أيار 2020، منع “الجيش الوطني” تجنيد وقبول تطوع أي شخص دون سن 18 عامًا في صفوفه، وتسريح متطوعين سابقين في حال وجودهم قبل تاريخ القرار.
ورصدت “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” تجنيد “هيئة تحرير الشام”، العاملة في إدلب، “عشرات وربما مئات الأطفال” دون سن 18 عامًا، خلال بدايات عام 2020 فقط.
وفي المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وتحديدًا في دمشق وريفها، عملت “قوات الدفاع الوطني”، و”الميليشيات الإيرانية”، و”حزب الله”، على تجنيد الأطفال ضمن صفوفها، وبحسب المنظمة، استهدفت هذه القوى الأطفال الأكثر ضعفًا من خلال تقديم الإغراءات المادية والمنصب والقوة.
سوريا الأكثر خطورة على الأطفال
صُنفت سوريا من بين أكثر الدول خطورة على الأطفال في عام 2019، إلى جانب كل من أفغانستان والعراق والكونغو ونيجيريا ومالي، وأوضح تقرير صادر عن منظمة “أنقذوا الأطفال”، في 20 من تشرين الثاني 2020، أن واحدًا من بين كل خمسة أطفال يعيشون في مناطق نزاعات أو مناطق مجاورة لها.
وبحسب تقرير لـ”الشبكة السورية لحقوق الإنسان“، قُتل ما لا يقل عن 29 ألف طفل في سوريا منذ آذار 2011، بالإضافة إلى وجود أكثر من أربعة آلاف طفل مختفين قسرًا، ومئات آلاف المشردين.
–