أعلنت تركيا عدم التراجع عن استحواذها على أنظمة الدفاع الروسية من طراز “S-400″ رغم العقوبات الأمريكية، بعد حديث وسائل إعلام غربية عن إمكانية تخليها عن المنظومة في حال إيقاف أمريكا دعمها لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في سوريا.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، في مقابلة مع قناة “TRT” التركية، الخميس 11 من شباط، إن تركيا لن “ترجع خطوة إلى الوراء بخصوص منظومة صواريخ الدفاع الروسية (S-400)”.
وأضاف كالين أن تصريحات وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، “أُسيء فهمها”، لكنه لم يخض في تفاصيل، مشيرًا إلى أن محادثات تجري مع واشنطن بشأن الخلافات، لكن لا ينبغي توقع حلول سريعة للمشكلات.
وكان آكار قال، في 9 من شباط الحالي، إن أنقرة ستقترح تفعيل صواريخ “S-400” بشكل جزئي فقط في المفاوضات مع الولايات المتحدة.
ولا تشكل منظومة “S-400” الروسية تهديدًا لأنظمة دفاع “الناتو”، بحسب كالين، الذي قال إن “بلاده تختلف مع روسيا في عدد من الملفات، مثل دعم الأسد في سوريا، وضمّ القرم، ودعم حفتر في ليبيا، لكن في نفس الوقت تتعاون في ملفات أخرى”.
وأشار إلى أنه من المتوقع أن يُعقد لقاء بين الرئيسين التركي والأمريكي خلال الأسابيع المقبلة، وبين وزيري خارجية تركيا والولايات المتحدة، خلال الأيام المقبلة.
وكانت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية ذكرت، في 9 من شباط الحالي، أن تركيا ترسل إشارات إلى الولايات المتحدة الأمريكية حول استعدادها للتخلي عن منظومة الصواريخ الروسية S-400″”، إذا أوقفت واشنطن دعم “قسد”.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين أتراك مطلعين على العلاقات بين البلدين، أن الحكومة التركية مستعدة لتقديم تنازلات لتسوية الخلاف.
وأوضح المسؤولون أن التنازلات تتمثل بالموافقة على الاستخدام المحدود لصواريخ “S-400” الروسية المضادة للطائرات، لأن تركيا حريصة على تأمين الإمدادات المستقبلية من قطع الغيار لأنظمة أسلحتها الأمريكية الصنع وتجنب الإضرار باقتصادها.
وقال المسؤولون، إن أنقرة حريصة أيضًا على منع واشنطن من تعزيز دور مقاتلي “وحدات حماية الشعب” (الكردية) عماد “قسد” في سوريا.
مقترح تركي للحل
قال وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، في مقابلة مع صحيفة “حرييت” التركية، إن بلاده منفتحة على مناقشة الخلاف مع إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، حول المنظومة الروسية، مضيفًا أنه “يمكن التوصل إلى حل على غرار ما حصل في جزيرة كريت اليونانية”.
وأشار إلى أن اليونان لا تزال تحتفظ بمنظومة “S-300” الروسية في كريت، التي نُصبت فيها إبان حقبة الاتحاد السوفييتي.
وأوضح أن الأنظمة الدفاعية العائدة إلى هذه الحقبة لا تزال أيضًا موجودة في الدول الأوروبية التي كانت تنتمي إلى حلف “وارسو”، ثم انضمت إلى “حلف شمال الأطلسي” (الناتو).
وشدد الوزير التركي على أن بلاده منفتحة على التفاوض مع الولايات المتحدة، بشأن إمكانية “تطبيق نموذج كريت”، وأن “الناتو” استوعب وجود هذه الأسلحة في الدول التي دخلت في عضويته.
وقال الدبلوماسي الأمريكي ديفيد ساترفيلد لوسائل إعلام، الأسبوع الماضي، إن سياسة واشنطن في العمل مع القوات الكردية السورية لم تتغير، وإن تركيا سيتعيّن عليها التخلص من صواريخ “S-400” إذا أرادت رفع العقوبات الأمريكية ذات الصلة، بحسب “بلومبيرغ”.
وترى واشنطن أن المنظومة الروسية قد تجمع معلومات استخباراتية عن القدرات العسكرية الغربية، بما في ذلك مقاتلات “F-35” الأمريكية.
وتريد الولايات المتحدة من تركيا إيقاف تشغيل صواريخ “S-400” التي صُنعت في الأصل لاستهداف معدات “الناتو” وحصلت عليها أنقرة في حزيران 2019.
وردت الولايات المتحدة على شراء أنقرة منظومات “S-400” بتعليق مشاركة تركيا في برنامج الطائرات المقاتلة “F-35” والعقوبات الاقتصادية.
–