حوار: أسامة آغي
أسهم المغتربون السوريون بدور كبير خلال الثورة السورية التي انطلقت في آذار من عام 2011، سواء بدعم المظاهرات الشعبية التي نادت برحيل رئيس النظام السوري، بشار الأسد، أو بالمشاريع الإغاثية، وكذلك بتعريف المجتمعات العربية والغربية على أسباب الثورة السورية وانتهاكات النظام السوري.
وللوقوف على دور المغتربين السوريين في أمريكا، والدعوات إلى مؤتمر وطني سوري شامل، التقت عنب بلدي بالدكتور خلدون الأسود، عضو مجموعة “أمريكيون من أجل سوريا حرة”.
نحو مؤتمر للجالية
قال الدكتور خلدون الأسود، الذي يشغل منصب عضو مجلس إدارة منظمة “promise” للتنمية البشرية والإغاثة، لعنب بلدي، إن “الجالية السورية في الولايات المتحدة الأمريكية لديها رصيد علمي وأخلاقي كسبته من خلال التبرع بملايين الدولارات، لمساندة السوريين في الداخل”.
ويرى الأسود أن الجالية السورية في أمريكا “أثبتت قدرة على إنجاز مشاريع إغاثية، وحتى فتح وتشغيل جامعات ومدارس ومستشفيات”، وأن الجالية تعلمت الديمقراطية والمدنية والمشاركة السياسية، الأمر غير المتاح للجاليات السورية على نفس الدرجة في أوروبا، بحسب رأيه.
وأشار الأسود، في حديثه لعنب بلدي، إلى وجود دعوات لتشكيل مؤتمر وطني عام، تستطيع الجالية تنظيمه وتمويله، بل والحصول على دعم دبلوماسي أمريكي، وذلك لامتلاك الجالية اتصالات مع الإدارة الأمريكية، وفق قوله.
ويرى الأسود أن مساعدة العالم للسوريين “ترتبط بمدى قدرة السوريين أولًا على تمثيل أنفسهم والاستقلال بقرارهم الوطني، والتحرك الفعال للتخلص من التطرف الإسلامي الجهادي”.
وحول عقد مؤتمر وطني شامل للسوريين، قال الدكتور خلدون الأسود، الذي شغل سابقًا عضوية المكتب التنفيذي في الخارج لـ”هيئة التنسيق الوطنية”، “هناك دعوات حثيثة لعقد مؤتمر وطني جامع، يبدأ من كل مدينة أو قرية، ليفرز ممثلين لمؤتمر أوسع، يشكل نواة لمؤتمر وطني سوري على مستوى العالم”
وأضاف الأسود أن هذا المؤتمر سيحضره ويموله سوريون، معتبرًا أن الدعوة إليه لاقت الكثير من الترحيب من قبل الجميع، وأن العمل على عقده سيبدأ بشكل حثيث بعد تجاوز أزمة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
ولم يشرح الأسود الأهداف التي يمكن تحقيقها من انعقاد هذا المؤتمر الجامع للسوريين، وما إذا كان بإمكانه نقل الملف السوري إلى مربع جديد يمكن أن يفضي إلى انتقال سياسي في البلاد، أو ما الجهات المرحبة بعقد المؤتمر.
الثورة مراحل
وعن مؤسسات المعارضة المختلفة التي تمثّل السوريين، يرى الدكتور خلدون الأسود، عضو مجلس إدارة جمعية “الأطباء السوريين” في ولاية ميتشغان بالولايات المتحدة، أن أي معارضة سورية هي “أكثر أهلية وشرعية من نظام الأسد، وهي مؤهلة أكثر من منظومة الأسد لقيادة سوريا”، بحسب رأيه.
وتنقسم المعارضة السورية إلى عدة جهات مدنية وعسكرية، ولم تنجح طوال سنوات الحرب في سوريا بتشكيل جبهة واحدة ضد النظام السوري، أو التوافق سياسيًا أو عسكريًا على أهداف واضحة تساعد على رحيل الأسد.
كما خرجت خلال السنوات العشر الماضية عشرات التظاهرات في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري، نددت بطريقة عمل بعض جهات المعارضة السورية وتوجهاتها.
وتوجد على الأراضي السورية حاليًا ثلاث حكومات، هي حكومة النظام السوري التي تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي السورية، وحكومة “الإنقاذ” المتهمة بتبعيتها لـ”هيئة تحرير الشام”، وتسيطر على محافظة إدلب وقرى محيطة بها (شمال غربي سوريا).
أما الحكومة الثالثة فهي “المؤقتة” التابعة لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة” (مدعومة تركيًا)، وتسيطر على مناطق في ريف حلب.
وأخيرًا، “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وجناحها السياسي “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد)، الذي يسيطر على مناطق الشمال الشرقي من سوريا.
ولا يرى الدكتور الأسود أن الثورة مجرد “منجز واحد، في زمان ومكان محددين”، بل “هي سيرورة تنضج خلالها هيئات المعارضة التي تصطفيها قوى الشعب الثائر عبر تراكم التجارب الثورية”.
ولهذا يعتقد الأسود بأنه “عندما تنضج القوى الثورية، ستفرز قيادات قادرة على إتمام المراحل التالية من الثورة”.
هذه الرؤية تدفع الدكتور خلدون الأسود إلى القول، “أعتبر المؤسسات المعارضة الحالية خطوات أولى بانتظار تبلور خط وطني واضح ومحدد، يجمع الكلّ ويفرز قياداته”.
لكن الأسود لا يقول إذا ما كانت قادرة على قيادة الشعب السوري وثورته إلى مربع الانتقال السياسي خارج أي دور للأسد.
–