أطلق القضاء الأرجنتيني تحقيقًا جديدًا بحق ثلاثة عاملين في مجال الرعاية الصحية، متهمين بالقتل غير المتعمد لأسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييغو مارادونا، وفق ما نقلته صحف أرجنتينية عن مصدر في القضاء الأرجنتيني.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية اليوم، الثلاثاء 9 من شباط، عن الصحف أن أول العاملين الذين شملهم التحقيق جراح الأعصاب ليوبولدو لوكي والطبيبة النفسية أغوستينا كوزاشوف.
وأضافت أن التحقيق امتد ليشمل عالم نفس وممرضين اثنين، كانوا برفقة “الفتى الذهبي” الراحل.
وفي أواخر تشرين الثاني 2020، أطلق مكتب المدعي العام في سان إيسيدرو تحقيقًا، حول ملابسات وفاة مارادونا وتحديد المسؤول عنها.
وكان مارادونا توفي، في 25 من تشرين الثاني من العام ذاته، عن عمر ناهز 60 عامًا، وذلك بمنزله في تيغري، شمال العاصمة بوينوس أيرس، إثر إصابته بمضاعفات في القلب.
التحقيق يمتد.. وأحاديث عن مخالفات
في 28 من تشرين الثاني 2020، فتحت النيابة العامة الأرجنتينية تحقيقًا حول إمكانية حدوث إهمال في منح مارادونا الرعاية اللازمة، ما أدى إلى وفاته.
وفي حديث لوكالة “فرانس برس”، آنذاك، قال مصدر قضائي، إنه بعد ساعات من وفاة الأسطورة الأرجنتينية دييغو مارادونا، أعلن محاميه وصديقه ماتياس مورلا أن “سيارة الإسعاف استغرقت أكثر من نصف ساعة للوصول إلى منزل مارادونا”، محذرًا من أنه سيذهب “إلى النهاية” (يتوفى).
وأضاف حينها، “فُتح التحقيق لأن شخصًا توفي في منزله ولم يوقع أحد على شهادة وفاته، هذا لا يعني حصول مخالفات”، بينما قال أحد أفراد عائلة اللاعب الراحل للوكالة إنه “حصلت بعض المخالفات”.
في السياق، أشار أحد أفراد عائلة مارادونا لـ”فرانس برس”، إلى أنه يجب تحديد ما إذا كان الأطباء قد أدوا عملهم بشكل صحيح أم لا، وتابع، “قدّمت الممرضة (الموجودة في أثناء وفاة مارادونا) إفادتها للمدعي العام يوم وفاة دييغو، ثم غيرتها. تحدثت أمام التلفزيون لتعلن أنه تم فرضها عليها. هناك تناقض في الإفادة”.
مارادونا في سطور
ولد دييغو أرماندو مارادونا في تشرين الأول من عام 1960، على أطراف بيونس آيرس الأرجنتينية، ونشأ في أسرة فقيرة، وهو أخ لسبعة أطفال، ويعد واحدًا من أساطير كرة القدم، والأكثر إثارة للجدل في تاريخ اللعبة.
كان لاعب خط وسط قصير القامة، لكنه سريع ولديه قدرة كبيرة على تسجيل الأهداف وخلق الفرص في اللعب، إذ قاد كل النوادي والفرق التي شارك بها إلى البطولات في الأرجنتين وإيطاليا، وكانت ذروة نجاحه عندما حمل كأس العالم سنة 1986.
شارك “الفتى الذهبي” بأربع بطولات لكأس العالم، وسجل 34 هدفًا في 91 مباراة دولية للأرجنتين.
وعلى الرغم من تألقه، أصبح مارادونا شخصية مثيرة للجدل، بعد إدمانه المخدرات في نهاية الثمانينيات، وفُصل لمدة 15 شهرًا من لعب الكرة، قبل أن يفصل لثلاث سنوات عام 1991.
وفي عام 1997، أعلن مارادونا اعتزاله لعب كرة القدم بعد أن أضنت جسده الإصابات وتدهورت حياته الصحية، واستمر ذلك حتى ما بعد الاعتزال، إذ أُصيب بمشاكل في القلب عدة مرات بعد اعتزاله.
وفي استطلاع لـ“فيفا”، اختير مارادونا بكونه اللاعب الأفضل في القرن الـ20.
وعُيّن في 2008 مدربًا لمنتخب الأرجنتين، ولكنه لم يستمر طويلًا بعد فشله في قيادة الفريق نحو الألقاب.
وعلى الرغم من عديد المشاكل التي اعترضت حياة النجم الأرجنتيني السابق، يعد الولد المحبوب للشعب الأرجنتيني، وذلك من خلال قصة صعوده إلى العالمية من وسط عائلة فقيرة، ليصبح أشهر لاعب كرة قدم عرفه العالم في عصره.
–