أوقفت “وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” (أونروا) عمل عشرات الموظفين بعقود مؤقتة العاملين معها في سوريا، بسبب الأزمة المالية التي تمر بها ونقص الدعم المقدم، بحسب “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا”.
ونقلت “مجموعة العمل“، الاثنين 8 من شباط، عن مصادر مطلعة قولها، إن الوكالة أنهت عشرات العقود المؤقتة لعمال وموظفين من فلسطينيي سوريا، كانوا قد عُينوا فيها منذ بداية الحرب السورية.
وعزت الوكالة سبب إنهاء العقود إلى الأزمة المالية التي تمر بها جراء نقص التمويل المقدم.
وقد أخبرت الوكالة الموظفين المفصولين بأنها ستعاود التواصل معهم عند الحاجة، وفقًا للمصادر.
وأشارت “مجموعة العمل” إلى أن “أونروا” تعمل على مداورة عشرات الوظائف المؤقتة بين شباب العائلات الأكثر فقرًا بعقود مدتها شهر واحد.
ولفتت إلى أن إنهاء العقود في ظل الوضع الاقتصادي المتردي الذي تعانيه العائلات سيفاقم أوضاعهم المعيشية، خاصة أنها تشكل مصدر رزقهم الوحيد.
وفي أيار 2020، عملت “أونروا” على تمديد خدمات العاملين المؤقتين لديها، بعد وساطة تقدمت بها “الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب في سوريا”.
ويعيش اللاجئون الفلسطينيون في سوريا أوضاعًا معيشية صعبة نتيجة تهجيرهم من المخيمات التي كانوا يقطنونها، جراء المعارك العسكرية التي دارت فيها خلال السنوات الماضية.
وتشير إحصائيات “أونروا” إلى انخفاض عدد الفلسطينيين في سوريا إلى 438 ألف لاجئ من أصل 560 ألفًا قبل الحرب، أغلبهم فروا من النزاعات إلى لبنان والأردن، لافتة إلى أن نحو 74% منهم يعيشون في فقر مدقع.
ومؤخرًا، قلّصت دولة الإمارات العربية المتحدة من مساعداتها السنوية المقدمة لـ”أونروا”، وذلك على خلفية توقيعها اتفاقية تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وتراجعت المساعدات الإماراتية للوكالة بشكل حاد عام 2020، إذ وصلت إلى مليون دولار فقط، بعد أن كانت تقدر بنحو 51.8 مليون دولار، في كل من عامي 2018 و2019، بحسب تصريح المتحدث باسم “أونروا”، سامي مشعشع.
وتعتبر الولايات المتحدة أكبر مانح للوكالة منذ تأسيسها عام 1949 لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين، وقدمت واشنطن تعهدات بدفع حوالي نحو 370 مليون دولار للوكالة عام 2016.
ولكن إدارة الرئيس ترامب قلّصت إسهامها إلى 60 مليونًا عام 2018، ثم إلى صفر عام 2019، وهي تعتبر أن بعض أنشطة “أونروا” مناهضة لإسرائيل.
وتعتزم الإدارة الأمريكية الجديدة إعادة الدعم المالي للفلسطينيين وتجديد العلاقات معهم، وفق ما أعلنه القائم بأعمال المبعوث الأمريكي لدى الأمم المتحدة، ريتشارد ميلز، في 26 من كانون الثاني الماضي.
وفي كلمة ألقاها خلال اجتماع مجلس الأمن، قال ميلز، إن إدارة الرئيس جو بايدن تعتزم إعادة الدعم للشعب الفلسطيني، واتخاذ خطوات لإعادة فتح البعثات الدبلوماسية التي أغلقتها إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب.
وأضاف في هذا الصدد، “لا نتخذ تلك الخطوات كمن يسدي معروفًا للقيادة الفلسطينية (…) المساعدة الأمريكية تفيد ملايين الفلسطينيين العاديين، وتساعد في الحفاظ على مناخ مستقر يفيد الفلسطينيين والإسرائيليين”.
وتقدم “أونروا” الخدمات الصحية والاجتماعية والتعليمية والإغاثية والمساعدات الإنسانية الطارئة في خمس مناطق، هي الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة منذ عام 1950، ويستفيد من خدماتها نحو 5.4 مليون لاجئ فلسطيني، أي ما يمثل 20% من اللاجئين حول العالم.
–