إدلب.. مزارعون يخسرون محاصيل غمرتها المياه

  • 2021/02/07
  • 4:06 م

أراضي زراعية على طرفي نهر قويق مغمورة بالمياه بعد فيضان النهر في بلدة دابق بريف حلب الشمالي - 31 كانون الثاني 2021 (عنب بلدي - عبد السلام مجعان)

بجوار أرضه المغمورة بمياه الأمطار، يجلس المزارع الأربعيني يحيى المصطفى، متحسرًا على مصير محصول الجلبان الذي تكلف على زراعته 250 دولارًا (نحو 750 ألف ليرة سورية)، من حراثة وأسمدة وأجور عمال وبذار.

تبلغ مساحة أرض يحيى المتضررة عشرة دونمات (هكتار)، على أطراف قرية كفر عروق شمالي إدلب، بحسب ما قاله لعنب بلدي.

ولم يكن محمد زيتون أفضل حالًا، إذ تسببت السيول بغرق أرضه بمساحة خمسة دونمات مزروعة بالقمح، وخسارته مليون ليرة سورية تكلفة الزراعة (نحو 330 دولارًا)، حسب قوله لعنب بلدي.

وأدت غزارة الأمطار التي شهدتها مناطق شمالي سوريا خلال الثلث الأخير من كانون الثاني الماضي، إلى غرق مخيمات وتضررها، وغمر الأراضي الزراعية أيضًا، نتيجة تشكل السيول، ما أحدث أضرارًا في بعض الأراضي، وهدد إنتاج المحاصيل في هذه الأراضي، وتعرضها لأمراض.

“الإنقاذ” تنفي حدوث أضرار

ونفى مدير المكتب الإعلامي في حكومة “الإنقاذ”، ملهم الأحمد، وجود أراضٍ تضررت، قائلًا إن “الضرر كان للمخيمات وليس للأراضي، لأن معدل الهطول المطري لم يصل إلى مرحلة الضرر بالأراضي الزراعية”.

وأضاف الأحمد، “الموضوع يقاس بنسبة معدل هطول الأمطار”، وذلك في إطار رده على أسئلة وجهتها عنب بلدي إلى وزارة الزراعة في الحكومة، فيما يتعلق بالإجراءات التي يمكن أن تتخذها الحكومة أو الحلول لتخفيف الأضرار.

المهندس الزراعي أنس أبو طربوش أوضح أن الهطولات المطرية الكبيرة التي شهدتها محافظة إدلب، ترافقت بغرق الأراضي الزراعية في المنطقة المزروعة بالقمح والشعير، إضافة إلى المحاصيل العطرية كالكمون واليانسون، ما يمكن أن ينعكس سلبًا على المحاصيل الزراعية.

واستمرار غمر المياه لهذه المحاصيل يمكن أن يسبب عدة مشاكل، حسب حديث أنس أبو طربوش إلى عنب بلدي، فسطوع الشمس على الأراضي المغمورة بالمياه يرفع درجة حرارتها، وبالتالي يمكن أن يسبب حروقًا لأوراق النباتات، وزيادة إصابة المحاصيل العطرية والطبية بالأمراض الطبية المسماة بالتعفنات الجذرية.

وتؤدي الإصابة بالتعفنات إلى قلة بالكثافة النباتية بوحدة المساحة، وبالتالي انخفاض المردود إذا استمر غمر الأراضي مدة طويلة.

ونصح المهندس أنس أبو طربوش في هذه الحالات المزارعين بتجرية مياه الأمطار، وإخراجها من الأراضي المزروعة للتخفيف من أثر هذه المياه على المحاصيل.

وأفاد مراسل عنب بلدي في المنطقة، أن مياه الأمطار استمرت بغمر الأراضي الزراعية في مناطق كفر عروق وكفر دريان منذ 25 من كانون الثاني الماضي حتى 3 من شباط الحالي.

ومع غزارة الأمطار يجري سيل من قورقنيا مرورًا بأراضي كفر عروق (يكون قطع 4.4 كيلومترات) ويصل إلى أراضي كللي (ويكون قطع مسافة أكثر من 12 كيلومترًا).

وتقدر مساحة الأراضي الزراعية في مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا بنحو 1500 كيلومتر مربع، بحسب إحصائية لمركز “نورس للدراسات” في شمال غربي سوريا، أفاد بها عنب بلدي.

لكن جزءًا من هذه المساحة غير مزروع لأسباب، منها الأراضي الزراعية القريبة من خطوط التماس، خاصة في جبل الزاوية جنوبي إدلب وسهل الغاب، إذ قُتل مدنيون وأُصيب آخرون خلال محاولتهم زراعة أراضيهم أو تجهيزها للزراعة.

كما أنشئت مخيمات عشوائية في عدد من الأراضي الزراعية، وبالتالي لم تُزرع، وهي المخيمات الأكثر تضررًا خلال العاصفة المطرية.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية