رصد موقع “ذا وور زون” (The war zone)، المختص في التحليلات العسكرية، أعمال توسيع لمدرجي الطيران الرئيسين في قاعدة “حميميم” الجوية الروسية باللاذقية.
وقال الموقع، في تحقيق نشره في 5 من شباط الحالي وترجمته عنب بلدي، إن صور الأقمار الصناعية التي حصل عليها لموقع قاعدة “حميميم” الجوية الروسية في سوريا تُظهر استمرار العمل لتوسيع أحد مدرجيها الرئيسين بحوالي 1000 قدم (305 أمتار).
وأوضح أن ذلك سيسمح بدعم المزيد من عمليات النشر المنتظمة للطائرات الأكبر والأكثر حمولة، بما في ذلك الرافعات الجوية الثقيلة وحتى القاذفات المحتملة.
صور الأقمار، التي يعود تاريخها إلى 14 من كانون الأول 2020، تثبت أن الروس يضيفون الامتدادات إلى طرفي المدرج الغربي، ما يجعله أكبر من طوله السابق البالغ حوالي 2900 متر (في عام 2015)، إلى حوالي 3200 متر.
ورجح الموقع أن يجري إنشاء ممر للطائرات لربط الأطراف الشمالية للمدرجين بالقاعدة.
تمدد أبعاده لوجستية وعسكرية
على الرغم من تنفيذ الناقلات الجوية الروسية الكبيرة (من بينها طائرات An-124 الضخمة) العديد من الرحلات إلى “حميميم”، قد يسمح تمديد المدرج لها بالتحليق داخل القاعدة وخارجها بأوزان إجمالية أكبر، وفق “The war zone”.
يعني ذلك أن الطائرات الضخمة ستكون قادرة على جلب المزيد من البضائع والركاب في كل رحلة، وتبسيط العمليات الروتينية إلى القاعدة، التي تعمل كقناة لوجستية مهمة للقوات الروسية في جميع أنحاء سوريا، بحسب التحقيق، الذي لفت إلى أن تمديد المدرج سيمنح هوامش أمان أفضل لحالات الإقلاع المرفوضة.
يضاف إلى ذلك، أن توسيع المدرج سيمكن طائرات الشحن الفردية من جلب حمولات أكبر في مدة قصيرة لدعم الزيادات المخطط لها في النشاط التشغيلي أو الاستجابة للتغيرات المفاجئة في القتال بالبلاد، وكذلك نقطة انطلاق وسيطة مفيدة للرافعات الجوية الروسية المثقلة بالأحمال، التي لا يمكن التزود بالوقود جوًا منها، متجهة إلى دول أخرى في المنطقة، مثل ليبيا وما وراءها.
مزيد من الاستخدام للقاذفات الاستراتيجية
ولم يستبعد التحقيق احتمالية توسيع وإعادة تأهيل المدرج الغربي في “حميميم”، كوسيلة لاستيعاب أي من القاذفات الثلاث الروسية الحالية (TU 22 M3 ،TU-95 MS، TU 160).
ويرى أن امتلاك روسيا القدرة على نصب قاذفات في “حميميم”، حتى في وظائف قصيرة المدة، من شأنه أن يوفر بديلًا أقل تعقيدًا من الناحية السياسية لاستخدام هذه الطائرات بالقتال المستمر في سوريا.
وأوضح في الوقت نفسه أن نشر القاذفات الروتينية في القاعدة أيضًا سيوفر قوة استراتيجية في المنطقة.
وأكد التحقيق أن بامتلاك روسيا القاذفات في “حميميم”، ستكون في وضع أفضل للاستجابة للأزمات والطوارئ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
“حميميم” أولى نوافذ التدخل الروسي العسكري في سوريا
تقع “حميميم” في محافظة اللاذقية، وتعد مركزًا رئيسًا لتدخل روسيا العسكري في سوريا منذ عام 2015.
ووقعت موسكو مع النظام السوري، في 2017، عقد إيجار جديدًا طويل الأجل للقاعدة لمدة 49 عامًا، فضلًا عن عقد مماثل في مرفأ “طرطوس”، قدمه رئيس النظام السوري، بشار الأسد، كفاتورة لموسكو التي ساندته في المعارك ضد المعارضة.
وبحسب الموقع، ففي 2016 أضافت روسيا للقاعدة منحدرًا تبلغ مساحته 250 مترًا مربعًا، بالإضافة إلى صف من ملاجئ الطائرات المحصنة في الزاوية الشمالية الغربية للمنشأة التي بُنيت بين عامي 2018 و2019، وذلك لحمايتها من هجمات الطائرات المسيّرة من مناطق المعارضة.
–