قال المبعوث الأمريكي السابق لقوات التحالف الدولي في سوريا، ويليام روباك، إن بلاده ليست في عجلة من أمرها بالوضع الراهن في سوريا، ولن تدعم قيام دولة كردية شمال شرقي سوريا.
جاء ذلك في حديث للمبعوث السابق مع صحيفة “الشرق الأوسط” نُشر اليوم، الأحد 7 من شباط، لخص فيه أهداف الولايات المتحدة الأمريكية وسياسات الإدارة الجديدة المتوقعة في سوريا.
الأهداف والأدوات
وأوضح روباك أن أمريكا حددت قبل سنوات خمسة أهداف في سوريا، هي هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية” ومنع عودته، ودعم مسار الأمم المتحدة لتطبيق القرار الدولي “2254”، وإخراج إيران من سوريا، ومنع النظام السوري من استعمال أسلحة الدمار الشامل والتخلص من السلاح الكيماوي، والاستجابة للأزمة الإنسانية ورفع المعاناة عن الشعب السوري داخل البلاد وخارجها.
ولتحقيق هذه الأهداف، امتلكت أمريكا عددًا من “الأوراق والأدوات”، تشمل الوجود الأمريكي المحدود في القسم الشرقي من شمال شرقي سوريا قرب ثروات النفط والغاز وحدود العراق، إذ يتراوح عدد القوات الأمريكية بين 500 و800 من جنود ومتعاقدين.
وتشمل دعم “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) والشركاء المحليين الذين يسيطرون على تلك المنطقة الاستراتيجية ومواردها وطرقها، وعدتهم، بعددهم البالغ 100 ألف.
كما تشمل العقوبات الاقتصادية ضد النظام السوري، بالإضافة إلى “التحالف الدولي” ضد تنظيم “الدولة”، الذي يوفر منصة نفوذ دبلوماسية دولية، والتأثير عبر الأمم المتحدة الذي سعت الصين وروسيا لمواجهته.
وقال روباك إنه إلى جانب هذه الأدوات توجد أدوات “عرقلة” لتحقيق الأهداف، تتمثل في وقف أو تبطيء جهود التطبيع العربي أو الأوروبي مع دمشق، ووقف إعمار سوريا ومساهمة دول عربية وأوروبية في ذلك.
كما توجد أدوات “ضغط”، بحسب روباك، تشمل الغارات الإسرائيلية للضغط على النظام والوجود التركي في مناطق شمال غربي سوريا لمنع سيطرة النظام عليها.
السياسة المتوقعة
وأوضح أن فريق الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يراجع السياسة الأمريكية فيما إذا كانت سوريا أولوية للإدارة الأمريكية، والأدوات المتوفرة لتحقيق الأهداف الأمريكية في سوريا، والمحددات القانونية في أمريكا باعتبار أن قانون “قيصر” الذي يفرض عقوبات لا ترفع إلا بشروط معينة، صدر من الكونجرس بموافقة الحزبين، “الديمقراطي” و”الجمهوري”.
واعتبر أن فريق بايدن لديه الوقت الكافي للوصول إلى سياسة متعلقة بسوريا، وإلى ذلك الحين قد تتجه الأمور إلى الإبقاء على الوضع الراهن، عبر توفير الدعم لـ”قسد” مع إجراء بعض التغييرات، مثل إلغاء قانون تجميد الأموال المخصصة لـ”دعم الاستقرار” شرقي سوريا.
وكان الرئيس السابق، دونالد ترامب، اتخذ قرار التجميد لعامي 2018 و2019، وأوقف من خلاله صرف واشنطن حوالي 300 مليون دولار أمريكي، عوضته دول عربية وخليجية بتوفير 600 مليون دولار في سنتين.
كما تشمل التغييرات إعادة تعريف “الاستقرار”، لأن التعريف القانوني الأمريكي السابق عرقل كثيرًا من وسائل الدعم، بالإضافة إلى الذهاب إلى الحلفاء الدوليين والإقليميين للتشاور معهم إزاء الأسئلة قبل إعلان السياسة والتغييرات، بحسب روباك.
دعم “قسد”
وقال روباك، إن بلاده لن تدعم قيام دولة كردية في شمال شرقي سوريا، ولا يعتقد أن العمل على قيامها سيكون مقاربة بناءة، إذ إن الأوضاع في منطقة شمال شرقي سوريا مختلفة عن إقليم كردستان العراق.
وأضاف أن “التحالف” جاء لهزيمة تنظيم “الدولة”، والولايات المتحدة قدمت بعض المساعدات لدعم حياة السوريين هناك، وساعدت المجالس المحلية التابعة لـ”الإدارة الذاتية” لتحسين عملها، وقدمت مساعدات عسكرية لتعزيز دور “قسد” ضد تنظيم “الدولة”، والتي تقوم بذلك “بكفاءة”، وليس للسيطرة على شمال شرقي سوريا.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تعتبر “قسد” جزءًا من حزب “العمال الكردستاني”، بل هي جزء من الحرب ضد تنظيم “الدولة”، و”إجراءات مؤقتة” لمحاربته.
وشغل روباك منصب مستشار سياسي في السفارة الأمريكية بين عامي 2004 و2007، وعمل مبعوثًا للإدارة الأمريكية إلى شمال شرقي سوريا بين عامي 2018 و2019.
–