عندما يصبح العام الدراسي الجديد كابوسًا في حماة
عمر عبد الرحيم – حماة
بدأ العام الدراسي في مناطق سيطرة النظام السوري بما فيها مدينة حماة، الأحد 13 أيلول الجاري، ورغم مجانية التعليم الحكومي إلا أن بداية العام الدراسي أضحى حدث غير مرحب به عند الكثير من الأهالي لما يحمله من مصاريف جديدة تتطلب ميزانية تزداد على كاهلهم عامًا بعد عام.
ومع بداية كل عام دراسي جديد يحشد الطالب ما جمعه خلال الصيف من عمله الحر، ويستجمع الأهل الميزانية المالية الخاصة بمستزمات المدرسة.
تحدثنا أم عبد الله، وهي أم لثلاثة أطفال، عن تكاليف مرحلة التعليم الأساسية دون التطرق لما قبلها “الروضة” فهي على حد تعبيرها “رفاهية لا تتوفر لكل طفل عندنا”، وتقول “يحتاج طالب المرحلة الأساسية ما لا يقل عن 10 آلاف ليرة ثمنًا للقرطاسية والحقيبة المدرسية إضافة للباس بسيط أقرب إلى المطلوب، علمًا أن التكلفة قد تصل لـ 15 ألفًا في بعض الأحيان”.
أما البدلة المدرسية الموحدة فقد عفت عنها وزارة التربية والتعليم التابعة للنظام نظرًا لغلاء سعرها الذي يبدأ عند 5 آلاف ليرة صعودًا إلى ما شاء المشتري.
ويتلوها المرحلة الثانوية وفيها يحتسب بالإضافة للقرطاسية والحقيبة، الكتب التي يدفع ثمنها الطالب، وهنا يلجأ الكثير من الطلاب لشراء نسخة مستعملة نظرًا لغلاء النسخة الجديدة التي يتجاوز سعرها 4 آلاف ليرة، بحسب تسعيرة اليوم.
للشهادة الثانوية (البكالوريا) حديث آخر مختلف تمامًا عمّا سبق، ويحتاج الاستعداد لها ميزانية خاصة لتأمين “مستقبل” الطالب، فالمدرسة لم تعد تندرج تحت أماكن التعليم لطلاب البكالوريا، بل تتعدى ذلك لتصبح عند الكثير من الطلاب والمدرّسين على حد سواء “مضيعة للوقت”، فيقول سامي الذي حصل على شهادته الثانوية هذا العام “الدروس الخاصة ومعاهد التعليم الخصوصية هي الأساس عند الطلاب في استقاء معلومة مفيدة، ومع أنني حاولت اختصار دروسي قدر الإمكان، إلا أنني تكلفت نحو 125 ألف ليرة ثمنًا لها”.
طالب الجامعة يحتاج لـ 10 آلاف ليرة على الأقل كمصروف شهري جامعي “كل شيء تغيّر، حتى سعر تصوير الورقة يصل في بعض المكتبات لعشر ليرات بعد أن كانت ستة في العام الماضي، الشيء الوحيد الذي لم يتغير هو قسط الجامعات غير الحكومية الذي هو في ذروته 160 ألف ليرة في السنة لحامل الشهادة السورية، وقرابة نصف مليون ليرة لحامل الشهادة الأجنبية”، وفق ما ينقله أحد الطلاب.
نعرج أيضًا على واقع الطلاب الذين يدرسون خارج حماة، فخطورة طرقات السفر وما قد يتعرض له الطريق من اشتباكات مفاجئة يعرّض حياة الطلاب للخطر، وتشرح إحدى الطالبات (رفضت ذكر اسمها) عن حادثة جرت معها عند سفرها إلى جامعتها في مدينة حمص “على طريق حماة سلمية وقفنا لمدّة ساعة ننتظر فتح الطريق مع استمرار الاشتباكات عليه، أصدقائي ممن خرجوا قبلنا بقليل مرّوا تحت ضرب الرصاص والقذائف، أما نحن فأوقفتنا الاشتباكات وعند وصولنا للكلية كنا متأخرين وفاتنا الامتحان”.
بينما يلفت طلاب آخرون إلى الابتزاز الذي قد يتعرضون له من قبل الحواجز وحالات الاعتقال الناجمة عنها.
يرى الطلاب في مدينة حماة أن تكلفة الطالب في جامعة حمص تبلغ حوالي 20 ألف ليرة لتسيير أمور المعيشة بشكل مقبول، وثلاثين ألف ليرة للطالب الواحد في جامعتي دمشق وحلب.
ربما ترتفع التكلفة ويواجه الطلاب مصاعب كثيرة لمواصلة تعليمهم، لكنهم ما يزالون هنا يبحثون عن مستقبلهم تحت وقع الرصاص.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :