قوات بيلاروسية قد تكون ذراعًا روسية جديدة في سوريا

camera iconروسيا تنشئ قاعدة عسكرية لها في قرية قصر ديب في ريف الحسكة - 3حزيران 2020 (صدى الواقع السوري” (vedeng news)

tag icon ع ع ع

نشر معهد “دراسات الحرب” الأمريكي تقريرًا يتحدث فيه عن نية الحكومة الروسية نشر قوات بيلاروسية في سوريا في أيلول المقبل.

وجاء في التقرير الذي صدر، في 4 من شباط الحالي، وترجمته عنب بلدي، أن مجموعة من المحاربين البيلاروسيين القدامى، قالوا إن القوات المسلحة البيلاروسية تستعد لنشر كتيبتين باسم “حفظة السلام” في سوريا في أيلول 2021.

وذكرت المجموعة أنه، في 30 من كانون الثاني الماضي، أمرت القوات المسلحة البيلاروسية قيادة العمليات في بيلاروسيا، التي تماثل “وحدات القوات العسكرية الروسية”، ببناء وحدات لعمليات “حفظ السلام” وتسيير الدوريات في سوريا.

وأوضحت أن أول انتشار بيلاروسي في سوريا سيتألف من وحدتين، كل كتيبة يبلغ عدد أفرادها 300 فرد، ليصل عدد الكتيبتين إلى 600 فرد.

وترجح المجموعة أن يكون الكرملين قد حرض على هذا الأمر وسيسهل نشر القوات البيلاروسية، التي ستدعم القوات العسكرية الروسية في سوريا.

ولم تعلّق سلطات بيلاروسيا ولا الكرملين على انتشار القوات البيلاروسية، حتى لحظة إعداد هذا التقرير.

وقدمت وزارة الدفاع البيلاروسية بيانًا عامًا، في 1 من شباط الحالي، جاء فيه أن بيلاروسيا “تسعى باستمرار نحو توجهات جديدة” لأنشطة حفظ السلام.

وسعى الكرملين إلى الاستفادة من القوى المسيطرة في سوريا لعدة سنوات، ولم تنجح خطته في إرسال قوات لعمليات “حفظ السلام” المشتركة في تموز من 2017، من “رابطة الدول المستقلة”، ومنظمة “معاهدة الأمن الجماعي”، بما في ذلك بيلاروسيا.

كما رفضت كل من كازاخستان وقيرغيزستان هذا الطلب الروسي، بينما نشرت أرمينيا (أحد الأعضاء  في منظمة معاهدة الأمن الجماعي)، في شباط 2019، خبراء ألغام بمحافظة حلب في سوريا.

ومن المحتمل أن تبني القوات العسكرية البيلاروسية قدرة جديدة لانتشارها، بدلًا من نشر الوحدات الحالية، إذ لا يوجد حاليًا في القوات الجوية البيلاروسية كتيبتان لـ”حفظ السلام”.

ويقال إن الجيش البيلاروسي يدير سرية واحدة لـ”حفظ السلام”، قوامها يبلغ حوالي 100 فرد من الضباط الاحتياط (ليسوا من المجندين).

وتدعي مجموعة “المحاربين”، بحسب ما نقله معهد “دراسات الحرب”، أن السلطات البيلاروسية تعرض على البيلاروسيين حوالي 2000 دولار شهريًا، للانتساب إلى الاحتياط، ما يشير إلى الجهد الجديد المبذول في توظيفهم .

من المرجح أن يزيد الجيش البيلاروسي من العدد الحالي للاحتياط في قوات “حفظ السلام” على مدى الأشهر الستة المقبلة، لدعم نشر 600 فرد، بدلًا من نشر وحدات قائمة غير تابعة لقوات “حفظ السلام”.

ويتناسب نشر وحدات بتشكيل كتيبة واحدة مع العمليات الروسية الحالية في سوريا، ومع التدريبات الروسية- البيلاروسية السابقة، فكتائب الشرطة العسكرية الروسية هي التشكيل العملياتي القياسي المنتشر في سوريا.

وأجريت مناورات روسية- بيلاروسية مشتركة، كـ”تشكيل قتالي واحد” على مستوى الكتيبة مع القوات البيلاروسية لأول مرة في 20 من أيلول 2020.

يمكن أن يساعد الانتشار البيلاروسي الوحدات الروسية على تأمين خطوط اتصالات أرضية في وسط سوريا، حيث أطلقت روسيا جهودًا متجددة لحماية البنية التحتية القيمة للنفط والغاز في وسط سوريا في آب 2020، وتجلى ذلك من خلال توسيع نطاق انتشار “الشرطة العسكرية الروسية” وقوات “فاغنر” العسكرية الخاصة.

وتقوم القوات المدعومة من روسيا في سوريا، بما في ذلك “الفيلق الخامس” في “الجيش”، بعمليات عسكرية للقضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية” على طول طريق دير الزور- تدمر السريع منذ 19 من كانون الثاني الماضي، ردًا على تصعيد كمائن “التنظيم” المنتشرة على طول الطريق.

خطوط استراتيجية للكرملين لدعم العمليات الروسية في سوريا

وقال معهد “دراسات الحرب” إن الكرملين ينوي الاستفادة من انتشار القوات البيلاروسية لإضفاء شرعية إضافية على التدخل الروسي في سوريا، من خلال تأطيره على أنه جهد دولي.

ويسعى الكرملين إلى تنمية القوى المتحالفة مع التحالفات الدولية لتضخيم انتشار قواته.

ويتوقع معهد “سياسات الحرب” أن يستفيد الكرملين على الأرجح من القوات غير الروسية في العمليات الاستكشافية.

كما يرى أن الكرملين يسعى إلى دمج الوحدات العسكرية الروسية البيلاروسية تحت هياكل القيادة الروسية.

زيادة النفوذ العسكري الروسي في بيلاروسيا

سيتزامن نشر القوات البيلاروسية في أيلول المقبل في سوريا، مع التدريبات العسكرية الروسية- البلاروسية (زاباد) لعام 2021.

ومن المرجح أن يستخدم الكرملين التدريبات المشتركة، لتحقيق مزيد من التكامل العسكري الروسي- البيلاروسي، وأن تنتشر القوات الروسية التقليدية في بيلاروسيا في “زاباد 2021” على نطاق أكبر بكثير مما كانت عليه في “زاباد 2017”.

وبتطبيق الكرملين لنشر القوات البيلاروسية في سوريا، قد يزيل بذلك الضباط البيلاروسيين المعارضين لجهود الكرملين في السيطرة على الجيش البيلاروسي من خلال نشرهم في سوريا، بحسب المعهد.

قاوم رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، جهود الكرملين لتعزيز التكامل العسكري الروسي- البيلاروسي خلال تدريبات “زاباد 2017”.

وقد يحاول الضباط البيلاروسيون مقاومة الضغط الروسي المكثف من أجل الاندماج في “زاباد 2021″، كما فعلوا في عام 2017.

ومن المرجح أن يؤدي الانتشار المزعوم في سوريا إلى انتقاء أفضل الضباط البيلاروسيين من بيلاروسيا، حيث سيكون إرسالهم هو أول بعثة استكشافية في بيلاروسيا، وبنقل الضباط تتخلص روسيا من المقاومة البيلاروسية ضد الجهود الروسية في تعظيم التكامل العسكري الروسي- البيلاروسي.

وقد يسعى الكرملين إلى وضع سابق بتعيين بيلاروسيا كوكيل للكرملين في سوريا، كمحاولة لاستخدام بيلاروسيا قوة “حفظ سلام” بالوكالة في شرق أوكرانيا.

ويرجح التقرير احتمالية توصيف الكرملين لقوات “حفظ السلام البيلاروسية” بأنها مهمة تابعة لمنظمة “معاهدة الأمن الجماعي”، وسعي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى طمس الخطوط الفاصلة بين الأنشطة الروسية وأنشطة منظمة “معاهدة الأمن الجماعي” للتعتيم على الإجراءات الروسية.

وقد يستشهد الكرملين بـ”عملية حفظ السلام البيلاروسية” في سوريا في محاولتها عام 2021 لإضفاء الشرعية على منظمة “معاهدة الأمن الجماعي”.

وكون قوات “حفظ السلام” معترفًا بها من قبل الأمم المتحدة، صرحت منظمة “معاهدة الأمن الجماعي” بأنها تخطط لإجراء مفاوضات مع الأمم المتحدة في عام 2021، لإجراء عمليات حفظ سلام تابعة لمنظمة “معاهدة الأمن الجماعي” تحت رعاية الأمم المتحدة.

يتماشى هذا الجهد المعلن مع حملة الكرملين، للاستفادة من الأمم المتحدة لتبرير عمليات الانتشار العسكرية الدولية لروسيا، وهي قدرة حربية مختلطة مهمة يعمل الكرملين على تطويرها.

من المحاربون البيلاروسيون القدامى؟

هم جمعية من أفراد خدمة الأمن البيلاروسيين السابقين والمحاربين القدامى، المؤيدين للاحتجاجات القائمة ضد الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة