اليانسون النجمي (Illicium verum)، مستخلص من بذور نبات دائم الخضرة موطنه جنوب غربي الصين، شكله نجمي ثُماني الأذرع، في كل ذراع يوجد بذرة واحدة، وتستخدم هذه البذور كمنكهات في الطهي ويباع كاملًا أو مطحونًا.
ويُستخدم اليانسون النجمي في الطهي لنكهته المميزة، كما يُستخدم لفوائده الطبية، ويُزرع في الصين والهند واليابان، ويُشار إليه أحيانًا باليانسون الصيني لأنه عنصر أساسي في المطبخ الصيني.
ويُقطف اليانسون النجمي قبل نضوجه ثم يجفف في الشمس، ويتحول لونه إلى البني الغامق أو لون الصدأ.
الفرق بين اليانسون النجمي والعادي
غالبًا يخلط الناس بين اليانسون النجمي واليانسون العادي، بسبب تشابه اسمهما وطعمهما أيضًا، إلا أن هذين النباتين ليسا من نفس العائلة النباتية، فاليانسون النجمي من “الماغنوليا” أما اليانسون العادي فهو من عائلة البقدونس، كما تختلف البذور في الشكل أيضًا، فالـ”نجمي” أكبر من العادي ولون بذرته بني أو أحمر داكن.
واستُخدم اليانسون النجمي لأكثر من 3000، ووصل إلى أوروبا عبر بحّار إنكليزي أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، ثم تداولته الدول على طول الطريق من الصين إلى روسيا بسبب نكهته، وكان يُستخدم كعنصر أساسي في المربى والشراب والحلويات، بحسب موقع “world-foodhistory“، وهو موقع متخصص باستكشاف مختلف قضايا تاريخ الطعام.
فوائد اليانسون النجمي واستخداماته
غالبًا تكون الأعشاب والتوابل مجهولة في عالم الصحة والتغذية، ومن الممكن أن يكون العنصر الأكثر قيمة في اليانسون النجمي هو الـ”الفلافونبيدات” والـ”بوليفينول”، المعروفة بفوائدها الطبية المتعددة مثل منع أمراض القلب والحفاظ على صحة الأسنان، والوقاية من أمراض الكبد.
كما يحتوي اليانسون على بعض المركبات المعززة لصحة الجسم، كالـ”لينالول” و الـ”كيرسيتين” والـ”الأثينول” وحمض الـ”شيكيميك” وحمض الـ”الغال” والـ”ليمونين”، وقد تساهم هذه المركبات كمضادات للأكسدة والالتهابات والميكروبات بحسب موقع “healthline” الطبي المختص بتوفير معلومات صحية.
وأشارت أبحاث أجريت على الحيوانات وبعض أنابيب الاختبار أن مضادات الأكسدة في هذه التوابل تمتلك خصائص تجعلها مضادة للسرطانات، وتقلل حجم الأورام، لكن هناك حاجة لمزيد من البحث لفهم كيفية دعم المركبات النشطة بيولوجيًا في اليانسون النجمي لصحة الجسم.
وتُمضغ بذور اليانسون النجمي بعد الوجبات أو تُغلى بالماء لتنشيط التنفس والمساعدة على الهضم.
ويحتوي اليانسون النجمي على حمض “الشيكيميك” الذي يعطي اليانسون قدراته المضادة للفيروسات، وهي أكثر السمات ذات الصلة لليانسون النجمي بالأدوية.
وحمض “الشيكيميك” الذي يُعتبر اليانسون النجمي مصدرًا له، هو مركب ذو قدرات مضادة للفيروسات، وهو أحد المكونات النشطة الرئيسة في عقار “تاميلفو” المعروف لعلاج الإنفلونزا.
وبحسب موقع “NCBI” (المكتبة الوطنية للطب) الأمريكي، أظهرت بعض الأبحاث في أنابيب الاختبار أن الزيت العطري لليانسون النجمي، قد يعالج أنواعًا من الالتهابات الفيروسية بما في ذلك “الهربس البسيط”.
كما لليانسون النجمي خصائص مضادة للفطريات، فهو مصدر غني بالـ”أثينول الفلافونويد”، وهذا المركب مسؤول عن النكهة المميزة للتوابل وله فوائد مضادة للفطريات.
كما أن مادة “trans -anethole” المشتقة من اليانسون النجمي قد تمنع نمو الفطريات المسببة للأمراض في المحاصيل الصالحة للأكل.
والمركبات النشطة بيولوجيًا الموجودة في الزيت العطري لليانسون النجمي مثل “تيربين لينالول”، قد تثبط الغشاء الحيوي وتكوين جدار الخلية لفطريات المعدية لدى البشر.
لكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم تطبيقات اليانسون النجمي بشكل أفضل لعلاج الالتهابات الفطرية لدى البشر.
وتوجد فائدة طبية أخرى لليانسون، هي قدرته على تثبيط نمو البكتيريا المتسببة لمجموعة متنوعة من الأمراض الشائعة.
وكشفت بعض الأبحاث أن مستخلص اليانسون النجمي له نفس فعالية المضادات الحيوية ضد العديد من البكتيريا المسببة للأمراض المقاومة للأدوية، قد يكون هذا مفيدًا بشكل خاص للتطوير المستقبلي لأدوية جديدة من المضادات الحيوية.
كما أظهرت دراسات أنابيب الاختبار أيضًا أن المركبات النشطة بيولوجيًا في اليانسون النجمي، قد تكون فعالة في علاج التهابات المسالك البولية التي تسببها البكتيريا المختلفة.
لكن معظم الأبحاث حول الخصائص المضادة للبكتيريا لليانسون النجمي، تقتصر على دراسات الحيوانات وأنابيب الاختبار، وتوجد حاجة إلى المزيد من الدراسات لفهم أفضل لكيفية استخدام هذه التوابل لدعم صحة الإنسان.