قصفت قوات النظام السوري اليوم، الخميس 4 من شباط، بلدات وقرى جبل الزاوية جنوبي إدلب.
وقال مدير المكتب الإعلامي في المديرية الجنوبية بـ”الدفاع المدني”، محمد حمادة، لعنب بلدي، إن القصف كان “عنيفًا” منذ الصباح وامتد طوال النهار، واستهدف منازل المدنيين في بلدة البارة ومحيط قرية الفطيرة، بأكثر من 80 قذيفة مدفعية، مخلفًا دمارًا في الممتلكات.
وسارعت فرق “الدفاع المدني” بالتوجه إلى المكان وتفقد أماكن سقوط القذائف، ولم تسجل أي إصابات بشرية، حسبما قال حمادة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في إدلب، أن قوات النظام استهدفت بلدة كفرعويد في منطقة جبل الزاوية، وأدى القصف إلى أضرار مادية.
ونشر فريق “منسقو استجابة سوريا”، اليوم، بيانًا حول عمليات التصعيد العسكرية الأخيرة، أشار إلى أن القصف يمثل خرقًا لاتفاق “وقف إطلاق النار” في مناطق شمال غربي سوريا.
وبلغ عدد خروقات النظام التي وثقها “منسقو الاستجابة” أكثر من 289 خرقًا للاتفاق الساري منذ 5 من آذار 2020 وحتى بداية العام الحالي.
وحذر البيان من وجود مؤشرات “خطيرة لعمليات التصعيد”، إذ إن الاستهداف الروسي كان لإحدى أكثر المناطق المكتظة بالسكان المدنيين عمومًا، والمخيمات التي يتجاوز عددها 116 مخيمًا، موضحًا أن القصف سبب حالة خوف “كبيرة” للنازحين.
وحسب الفريق، فإن المنطقة “غير قادرة” على استيعاب حركة نزوح جديدة، وخاصة في ظل الخسائر والأضرار التي شهدتها المخيمات نتيجة الهطولات المطرية، خلال كانون الثاني الماضي.
الخطر أو الغلاء
وقال أحمد مصطفى أحد سكان بلدة البارة، لعنب بلدي، إن قوات النظام استهدفت منازل المدنيين في البارة بقذيفتين، موضحًا وجود 360 عائلة مستقرة في البلدة، من العائدين والنازحين من مناطق أخرى.
وكان التصعيد في المنطقة “ملحوظًا”، حسب أحمد، خلال الأيام العشرة الماضية، مع تحليق مستمر للطيران الروسي، الذي يترافق مع قصف مدفعي من قوات النظام على خطوط التماس، إذ “لا تمر ساعة دون أصوات قصف”، كما قال.
وكان الغلاء هو دافع أحمد للعودة مع زوجته وطفلته إلى البارة، بعد أن نزح شمالًا بداية عام 2020، رغم ما تحمله المنطقة القريبة من الجبهات القتالية من مخاطر، لكن فكرة النزوح مجددًا لا تفارقه، “الوضع يوم كويس وعشرة لأ”.
ووصف أحمد وضع منطقة جنوب طريق “M4” بـ”كف عفريت”، مشيرًا إلى أن مصيرها غير محسوم، وهذا ما سبب ابتعاد المنظمات ونقص الخدمات والنقاط الطبية والمدارس في المنطقة، حسب رأيه.
ويعاني النازحون في مخيمات شمالي إدلب من سوء الخدمات الصحية والخدمية، وتكرار مشاكل فصل الشتاء كل عام.
وكثّف سلاح الجو الروسي خلال الأيام الماضية قصفه بالصواريخ المتفجرة للمناطق الشمالية التي تعتبر آمنة نسبيًا.
واستهدفت طائرات حربية روسية مساء أمس، الأربعاء 3 من شباط، المناطق الجبلية شرق بلدة أرمناز شمال غرب إدلب، دون ورود تفاصيل عن ضحايا مدنيين، وسبقه قصف مناطق قورقنيا شمال مدينة إدلب.
–