قال وزير الإدارة المحلية والبيئة في حكومة النظام السوري، حسين مخلوف، إن عدد اللاجئين السوريين العائدين من الخارج إلى سوريا بلغ 1.1 مليون لاجئ، وإن أكثر من خمسة ملايين مهجر في الداخل أيضًا عادوا إلى مناطقهم.
وخلال جلسة مجلس الشعب التي خصصها، الخميس 4 من شباط، لمناقشة أداء وزارة الإدارة المحلية والبيئة، أكد مخلوف أن سلسلة من المشاريع يجري تنفيذها بالتعاون مع المنظمات الدولية، ومنها تأهيل 27 مركز إيواء و6443 منزلًا متضررًا، مضيفًا بحسب ما نقلته صحيفة “الوطن“، أن “عنواننا الرئيس في الوزارة السعي لإعادة اللاجئين من الخارج والمهجرين في الداخل”.
وتتعارض الأرقام التي قدّمها مخلوف مع تقارير أممية نُشرت في عام 2020، وتحدثت عن عودة 256 ألف لاجئ منذ عام 2016، كما توقعت عودة 165 ألف لاجئ حتى نهاية 2020.
لكنها ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها النظام عن عودة أعداد كبيرة من اللاجئين، إذ نقلت صحيفة “الوطن” عن وزير الإدارة المحلية والبيئة، في كانون الأول 2019، أن عدد العائدين من المهجرين إلى البلاد، حينها، بلغ نحو مليون سوري.
وقال مخلوف، إن كل مواطن يعود إلى البلاد يتم استقباله من الوزارات المعنية لتقدم له الخدمات الكاملة، سواء في استكمال الوثائق التي يحتاج إليها، ومنحه تأجيلًا لستة أشهر عن الخدمة العسكرية الإلزامية، وتأمين الاحتياجات التي تساعده في بدء حياة مستقرة، بحسب تعبيره.
دعوات للعودة
في 11 من تشرين الثاني 2020، أطلق النظام برعاية وتنظيم روسيين، مؤتمر “عودة اللاجئين” في العاصمة السورية، دمشق، بغياب الدول التي تستضيف أكبر أعداد اللاجئين السوريين، مثل تركيا.
في حين رفض الاتحاد الأوروبي المشاركة في المؤتمر باعتباره “سابقًا لأوانه”، مع التأكيد على أن “الظروف الحالية في سوريا لا تشجع على الترويج لعودة طوعية ضمن ظروف آمنة وكرامة تتماشى مع القانون الدولي”، بحسب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل.
وحتى نهاية عام 2019، بلغ عدد اللاجئين السوريين 6.6 مليون لاجئ موزعين على 126 دولة، مشكلين نسبة 8.25% من عدد اللاجئين في العالم حتى ذلك الوقت، بحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة في حزيران 2020.
العودة إلى أين؟
جاء في البيان الختامي لمؤتمر “عودة اللاجئين”، أن الحكومة السورية ستواصل جهود إعادتهم وتأمين حياة كريمة لهم، ليأتي تصريح محافظ ريف دمشق، علاء إبراهيم، وينسف وعود النظام السابقة.
إذ قال إنه يمكن استقبال اللاجئين السوريين ضمن تجمعات، إذا رُفعت العقوبات عن سوريا، وإن العائدين لن يعودوا إلى مناطقهم مباشرة، حيث يتوفر لدى المحافظة وحدات تجمع، كتلك المقامة في منطقة الحرجلة، وهي مخيمات استخدمت في وقت سابق للخارجين من مناطق “التسويات”.
وتشهد مناطق سيطرة النظام أزمات اقتصادية ومعيشية مستمرة ومتواصلة، أبرزها أزمة الغذاء والمحروقات، في ظل انخفاض الرواتب، وتراجع الليرة السورية بشكل حاد أمام الدولار الأمريكي.
ويحاول النظام استغلال جميع المناسبات للحديث عن موضوع اللاجئين السوريين في الخارج، مع ترويجه المستمر لرغبتهم بالعودة، إذ قال رئيس النظام السوري، بشار الأسد، في كلمته خلال مؤتمر عودة اللاجئين، إن “الأغلبية الساحقة” من السوريين راغبون في العودة إلى وطنهم.
وردت منظمات وهيئات سورية على المؤتمر بتوقيع بيان إطلاق حملة “العودة تبدأ برحيل الأسد”.
–