طالب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، نظيره الأردني، أيمن الصفدي، بإخراج عناصر منظمة “الدفاع المدني السوري” أو ما يعرف بـ”الخوذ البيضاء” من الأراضي الأردنية، خلال مؤتمر صحفي جمعهما اليوم، الأربعاء.
واعتبر لافروف أن الغرب “حرص على إنقاذ زبائنه وإبعاد التوتر عنهم”، من خلال دعوة الأردن لتوطين ممثلي المنظمة بشكل مؤقت على أراضيها، داعيًا الأردن لإخراجهم في غضون شهرين من أراضيه، تنفيذًا لوعده.
وقال إن المنظمة غير الحكومية تلقت أموالًا من الغرب “لإثارة استفزازات وقحة، وحوادث مسرحية، ومقاطع فيديو مصمّمة للرقص”، للادعاء بأن حكومة النظام استخدمت أسلحة كيماوية في سوريا، استُخدمت لتبرير الضربات الجوية على الأراضي السورية.
وأضاف الوزير، بحسب ما نقلته وكالة “تاس” الروسية اليوم، الأربعاء 3 من شباط، أن “الأرض بدأت تحترق” تحت أقدام “الخوذ البيضاء” بعد العمليات التي استهدفت “تحرير الأراضي السورية”.
وبحسب لافروف، فإن منظمة “الخوذ البيضاء” أُنشئت بمشاركة نشطة من ممثلي المخابرات الغربية، ومُوّلت من الغرب، ولم تقدم خدمات إنسانية في الأراضي الخاضعة لسيطرة حكومة النظام السوري.
وعملت حصريًا في المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة، وخاصة “جبهة النصرة” التي عملت معها المنظمة بنشاط، بحسب تعبيره.
مرور لا لجوء
من جهته، قال الصفدي إن الأردن استجاب في 2018 لطلب عدد من الدول الصديقة للسماح بمرور بضع مئات من السوريين الذين كانوا يعملون في “الخوذ البيضاء” وفق اتفاق خطي، تمهيدًا لإعادة توطينهم في هذه الدول، انطلاقًا من “مسؤولية إنسانية ومن واجب إنساني”.
وتحدث عن وجود أقل من 50 شخصًا من العاملين في المنظمة على الأراضي الأردنية بصفة مرور وليس بصفة لاجئين، بعد السماح بمرور بضع مئات منهم عبر الأردن إلى أماكن إعادة توطينهم، بحسب ما نقلته صحيفة “الغد” الأردنية اليوم.
وأضاف أن الأردن على اتصال دائم مع الدول الصديقة التي كانت قد طلبت السماح بمرورهم من أجل إتمام عملية إعادة توطينهم في تلك الدول.
ونفى الوزير عودة أي ممن غادر الأراضي الأردنية من “الخوذ البيضاء” إليها، كما نفى وجود أحد قياديي المنظمة في الأردن.
“الخوذ البيضاء” في الأردن
وفي كانون الثاني 2018، أعلنت وزارة الداخلية الأردنية أن 52 شخصًا من “الخوذ البيضاء” لا يزالون في الأردن، بعد توطين 377 في أوروبا من أصل 422 ممن دخلوا البلاد من سوريا في تموز من العام نفسه.
وكانت الحكومتان الأردنية والإسرائيلية وافقتا على مرور 800 من عناصر “الدفاع المدني”، العاملين في محافظة درعا، عبر أراضيهما لإعادة توطينهم في بريطانيا وألمانيا وكندا، وذلك بعد سيطرة النظام السوري على الجنوب السوري، في تموز 2018، ورفضه “تسوية” أوضاعهم.
ويعيش أفراد “الدفاع المدني السوري” المتبقون في الأردن مع عائلاتهم في مخيم “الأزرق” بشكل معزول ومزود بالخدمات المعيشية والإغاثية تحت إشراف السلطات الأردنية والمفوضية الأممية، وفقًا لوزير الداخلية الأردني، سمير مبيضين.
وكانت دول بريطانيا وكندا وألمانيا قدمت تعهدًا خطيًا قانونيًا، في تموز 2020، بإعادة توطين عناصر “الدفاع المدني” خلال فترة زمنية محددة بسبب وجود خطر على حياتهم، بعد سيطرة قوات الأسد على الجنوب السوري.
منظمة “الخوذ البيضاء”
أُسست منظمة “الدفاع المدني” المعروفة بـ“الخوذ البيضاء” مطلع عام 2013، ومع تصعيد النظام وتزايد استخدامه القصف الجوي، شكلت مجموعات نظمت نفسها بهيكلية مراكز تطوعية بسرعة، وكانت المراكز الأولى في مدينة حلب ودوما والباب.
ونال عناصر “الخوذ البيضاء” شهرة واسعة للأعمال التي قدموها، وظهروا في أفلام وثائقية، أبرزها “الخوذ البيضاء” الذي نال جائزة “أوسكار” عن أبرز فيلم وثائقي عام 2020.
في أواخر 2016، منحت ألمانيا وفرنسا جائزة “حقوق الإنسان ودولة القانون” للمنظمة.
وتسلم مدير المنظمة، رائد الصالح، الجائزة، حينها، من وزير خارجية ألمانيا، فرانك والتر شتاينماير، ونظيره الفرنسي، جان مارك أيرولت.
وفي العام ذاته، أعلنت مؤسسة “Right Livelihood” السويدية، ومقرها العاصمة ستوكهولم، عن فوز مؤسسة “الدفاع المدني السوري” بجائزة “نوبل البديلة”.
–