تحدثت منظمة “أنقذوا الأطفال” الدولية عن وجود حوالي 500 قاصر غير مصحوبين بذويهم من بين اللاجئين الذين يقيمون حاليًا في مخيمات في البوسنة والهرسك، ويعاني كثير منهم من الصدمات ويحتاجون إلى المساعدة.
وقالت رئيسة فريق الطوارئ في شمال غرب البلقان للمنظمة، دوبرافكا فرانجاناك، إن حوالي ألف لاجئ دون السن القانونية، أغلبيتهم من سوريا وأفغانستان وباكستان، يوجدون في البوسنة والهرسك، نصفهم تقريبًا بمفردهم دون ذويهم، غير مصحوبين بشخص بالغ.
وتحدثت فرانجاناك بحسب ما نقلته شبكة “DW” الألمانية، في 1 من شباط الحالي، عن إيواء الأطفال في الغالب في مخيمات اللاجئين التي لا توفر مناطق منفصلة لهم، كما أنهم غير محميين، ومعرضون للمخاطر الصحية والمضايقات والعنف.
كما أن حوالي 50 قاصرًا غير مصحوبين بذويهم لا يمتلكون أي مكان في المخيمات، إذ إنهم غير مسجلين، وليس لديهم مكان آمن للنوم، ولا يتلقون حصصًا غذائية منتظمة.
وأضافت أن “المتاجرين بالبشر” يعاملون الأطفال أسوأ من معاملة البالغين، وينقلونهم في صناديق السيارات أو تحت المقاعد، مشيرة إلى انتشار العنف الجنسي، إذ عادة ما تُستهدف الفتيات والشابات، لكن المنظمة وثقت أيضًا 17 حالة عنف جنسي ضد الفتيان.
وأشارت إلى أن الأمر لا يتعلق بعدم وجود مساحة كافية للاجئين دون السن القانونية، فما ينقص هو وجود نظام فعال لإيوائهم، إذ توجد شواغر لكنها في أماكن لا يريدون الذهاب إليها.
وأوضحت أن الوضع أصبح أكثر صعوبة منذ إغلاق مخيم للاجئين في موقع مصنع “بيرا” السابق في مدينة بيهاتش، حيث احتوى المخيم على قسم خاص يتسع لـ270 قاصرًا غير مصحوبين بذويهم.
ومنذ إغلاق المخيم، خططت السلطات لنقل القاصرين إلى المخيمات بعيدًا عن الحدود، لكن معظمهم رفضوا خوفًا من عدم تمكنهم من العودة بمجرد تحسن الأحوال الجوية.
ويفضل الأطفال أن يكونوا بالقرب من الحدود، لذلك يوجد العديد منهم في الشوارع، وينامون في مبانٍ مهجورة أو في مخيمات مؤقتة بدائية.
وطالبت المنظمة بتسجيل جميع الأطفال لتلقي المساعدة الطبية والدعم، والحماية للحصول على وضع اللاجئ القانوني.
ويعاني المهاجرون في شمال غربي البوسنة والهرسك (قرب الحدود الكرواتية)، من تدني درجات الحرارة وتراكم الثلوج.
وعلى الرغم من عمل اللاجئين هناك على إنشاء خيام عشوائية في الغابات المحيطة ببلدة فيليكا كلادوسا الحدودية مع كرواتيا، فإنها لا تقاوم قساوة البرد.
ويلجأ المهاجرون في هذا المخيم إلى إشعال النار باستخدام الخشب وغيره من المواد، ويضطرون للاستحمام بمياه الأنهر الجبلية، بحسب وكالة “الأناضول” التركية.
وفي نهاية 2020، نشب حريق في مخيم “ليبا” المؤقت للمهاجرين (شمال غربي البوسنة)، الذي كان يؤوي نحو 1300 مهاجر، وأسفر ذلك عن تشرد نحو 900 شخص في العراء، في حين لجأ 800 شخص إلى المنشآت المهجورة للهروب من الصقيع، وسط شح الطعام، بحسب شبكة “يورو نيوز”.
ودعا مسؤولون من الاتحاد الأوروبي ووكالة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة السلطات البوسنية إلى نقل المهاجرين واللاجئين الذين ينامون في ظروف قاسية إلى أماكن إقامة مناسبة.
وتقطعت السبل بآلاف المهاجرين دون مأوى مناسب في شمالي البوسنة، ويواجه هؤلاء درجات حرارة منخفضة جدًا.
وقال المتحدث باسم منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، بول ديلون، “شاهدنا بقلق متزايد الوضع الإنساني المتردي الذي يواجه العديد من المهاجرين في البوسنة”.
ووفقًا لتقديرات المنظمة الدولية للهجرة، يوجد حاليًا ما يقارب ثلاثة آلاف مهاجر ولاجئ في شمالي البوسنة يواجهون طقسًا شتويًا قاسيًا دون مأوى مناسب.
ولم تعرض أي دولة في الاتحاد الأوروبي حتى الآن استقبال المهاجرين أو اللاجئين من البوسنة، وقد اتُهمت كرواتيا، العضو في الاتحاد الأوروبي، والتي لها حدود مشتركة مع البوسنة، بارتكاب عمليات صد قاسية على الحدود، بينما نفى المسؤولون الكرواتيون هذه الاتهامات.
–