بعد الاعتذار من مشيخة العقل.. دعوات لتهدئة التوتر مع النظام في السويداء

  • 2021/02/02
  • 7:37 م
الشيخ حكمت الهجري يخاطب أهالي السويداء - 2 شباط 2021 (السويداء 24)

الشيخ حكمت الهجري يخاطب أهالي السويداء - كانون الثاني 2021 (السويداء 24)

صدر بيان عن الرئاسة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز، يطوي صفحة الخلاف الأخيرة مع النظام السوري، اليوم الثلاثاء 2 من شباط.

وجاء في البيان، الذي نشرته الصفحة الرسمية للرئاسة الروحية عبر “فيس بوك”، أنه “بعد تقديم الاعتذار الشديد من الجهات الرسمية من أعلى المستويات في سوريا، نطمئن الجميع أنه تم تطويق هذا الحدث المسيء بكل أبعاده”، في إشارة إلى “الإهانة” التي تعرض لها الشيخ حكمت الهجري من قبل رئيس فرع “المخابرات العسكرية” في المنطقة الجنوبية، العميد لؤي العلي.

وكانت “الإهانة” سببًا في استياء شعبي وتوترات شهدتها السويداء خلال الأسبوع الماضي.

وأضاف البيان، الموقع باسم الرئيس الروحي للطائفة الشيخ حكمت سلمان الهجري، “لن نسمح بوقوع مثل هذه السلوكيات الشاذة، حصل ما حصل وكنتم الدرع الحصين حولنا، وتمت معالجة الجرح كما أردتم وكما يجب أن يكون مع احترامنا لمطالب الناس المحقة، وإننا نأمل من الجميع عدم الخروج عن توجيهاتنا بالتهدئة ووأد الفتنة”.

وبحسب مصدر خاص لعنب بلدي، من أبناء بلدة قنوات التي يقيم فيها الشيخ، شمالي السويداء (تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية)، وجه العميد لؤي العلي “إهانة” للشيخ، في أثناء مكالمة هاتفية أجراها الهجري معه، في 25 من كانون الثاني الماضي، للكشف عن مصير أحد المعتقلين من أبناء المحافظة، كانت عبارة عن شتيمة، ما دفع الشيخ إلى إنهاء الاتصال.

وسادت حالة غضب في المحافظة، نظرًا إلى رمزية مكانة الرئاسة الروحية في نفوس المواطنين باعتبارها المرجعية الدينية للطائفة في السويداء، وهو ما دفعهم لتمزيق صور رئيس النظام السوري، بشار الأسد، ونشر دعوات وبيانات للتضامن من قبل أبناء المحافظة والفصائل المسلحة فيها.

ووجه “آل زين الدين” في بلدة قنوات، دعوة لوجهاء من مناطق حضر وجرمانا وصحنايا وعموم مناطق جبل العرب، لعقد لقاء تشاوري وتضامني، في 26 من كانون الثاني الماضي، وزارت العديد من العائلات منزل الشيخ في البلدة تضامنًا معه.

وأطلقت فصائل مسلحة محلية بيانات دعمًا للشيخ، وتضامنًا معه، مثل “بيرق قوات الفهد” و”بيرق سلطان الأطرش“، تضمنت تهديدًا صريحًا للعميد لؤي العلي ‏وللجهات المسؤولة.

وذكر بيان “قوات الفهد” أن “توجيه الإساءة لسماحة الشيخ حكمت الهجري من أحد الضباط المتعجرفين هي إساءة للجبل كله”.

وهددت القوات بأنه “إذا لم تتم محاسبة هذا الضابط على تصرفه من قبل الجهات المسؤولة فتكون هذه الجهات مشاركة بالإساءة، والجبل قادر على رد الصاع صاعين وقد أعذر من أنذر”.

محاولات التهدئة

وأطلق النظام السوري سراح الشاب المعتقل سراج الصحناوي، في 26 من كانون الثاني الماضي، الذي كان سؤال الشيخ حكمت الهجري عنه سبب الإهانة من رئيس فرع “المخابرات العسكرية” في المنطقة الجنوبية.

وكانت فصائل محلية ردت على اعتقال الشاب من قبل أجهزة أمن النظام السوري على أحد حواجزها، باحتجاز ضباط وعناصر تابعين لجيش النظام السوري على طريق دمشق- السويداء بهدف الضغط لإطلاق سراحه.

وعقب تدخل الشيخ الهجري، وتواصله مع اللواء كفاح الملحم، رئيس شعبة “المخابرات العسكرية”، تلقى وعودًا بإطلاق سراح المعتقل مقابل الإفراج عن المحتجزين، وهو ما تم دون التزام من النظام بالإفراج عن الصحناوي، الذي لم تكن بحقه تهم واضحة تبرر اعتقاله.

وتداولت صفحات محلية خبر اتصال رئيس النظام السوري بالهجري، في 31 من كانون الثاني الماضي، ووعده بكف يد العميد العلي عن السويداء.

في حين نقلت شبكة “السويداء 24” عن مصادر، أن العلي داوم في مكتبه بمحافظة درعا بعد نبأ الاتصال، إلا أن التعليمات التي وجهت إليه قضت بعدم تدخله بالسويداء.

وكانت محافظة السويداء شهدت خلال عام 2020 مظاهرات متكررة، احتجت على سوء الأوضاع المعيشية، قبل أن تتوقف بعد حملة من الاعتقالات.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا