وقفة احتجاجية تنديدًا بانقطاع رواتب المعلمين للعام الثاني في إدلب
سبّب استمرار انقطاع الدعم المقدم لمديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب، والمخصص لدفع رواتب المعلمين من الاتحاد الأوروبي، أزمة معيشية لمئات منهم.
ومع استمرار توقف الدعم للعام الحالي، نظم معلمون في محافظة إدلب اليوم، الأربعاء 3 من شباط، اعتصامًا تحت شعار “بناة الأجيال” أمام مديرية التربية في محافظة إدلب، للمطالبة بإعادة الدعم.
إيصال أصوات المعلمين
مشرف مجمع تربية إدلب، عبد الله العبسي، أوضح لعنب بلدي أن المعلمين المعتصمين اليوم محرومون من رواتبهم لمدة عامين متتاليين، لافتًا إلى انعدام الجهات الداعمة لهم، وصعوبة إتمام عملهم دون رواتب “تؤمّن لهم حياة كريمة”.
وأضاف أن المعلمين يحاولون عبر الاعتصام، إيصال أصواتهم لـ”يونيسف” و”الأمم المتحدة” أو أي منظمة تؤمّن الدعم الكافي لهم.
وتسعى “تربية إدلب” لإعادة الدعم، بحسب ما قاله العبسي، موضحًا أن سبب إيقاف الدعم غير معروف، ولفت إلى وجود بعض المدارس في إدلب تحصل على منح وأجور رمزية من مجالس محلية ومنظمات تعمل على الأرض في إدلب، بينما تعاني أغلب المدارس من انعدام الدعم.
وكان المدرّس في إدلب يتقاضى راتبًا شهريًا من “مديرية التربية والتعليم” في إدلب يقدر بـ120 دولارًا، بعقد محدد بثمانية أشهر، ورغم ارتفاع الأسعار الذي فرض الحاجة إلى دخل ثابت لتأمين احتياجات عائلات المعلمين في المنطقة، استمر مدرّسون بعملهم، إلى أن توقف الدخل كليًا منذ سنتين.
توقف الدعم منذ عامين
منذ أيلول عام 2019، أوقف الاتحاد الأوروبي الدعم المقدم لمديرية التربية في محافظة إدلب، والمخصص لرواتب المعلمين.
وتزامن إيقاف الدعم، حينها، مع بدء العام الدراسي، ونزوح آلاف الطلاب من المناطق التي يقيمون فيها إلى مناطق أكثر أمنًا.
وكان فريق “منسقو الاستجابة” توقع أن يؤدي إيقاف الدعم عن التعليم في إدلب إلى إيقاف الدعم عن أكثر من 840 مدرسة، مشيرًا إلى تخوفه من تسرب أكثر من 350 ألف طالب وطالبة.
وذكر الفريق أن عدد من فقدوا حياتهم من المعلمين بلغ أكثر من 21 مدرّسًا ومدرّسة، إضافة إلى أكثر من 278 طالبًا وطالبة، نتيجة الأعمال العسكرية في محافظة إدلب.
التطوع في التعليم
تحدث مشرف مجمع تربية إدلب، عبد الله العبسي، عن فتح باب التطوع دون أجر للمعلم، عبر اللجوء إلى تخفيض ساعات الدوام وتخفيض عدد المعلمين، وتكثيف عدد الطلاب في الصف الواحد ليصل إلى 70 طالبًا.
وأضاف العبسي، في حديثه إلى عنب بلدي، “بدأت المعاناة منذ عام 2015، وتواصل الدعم بشكل نسبي، بينما توقف منذ سنتين”.
المدرّسة في مدرسة “البراعم” في إدلب سميرة حاج، قالت لعنب بلدي، إنها عملت عامًا كاملًا بشكل تطوعي ودون راتب، موضحة أن إدارة المدرسة ناشدت المنظمات لإعادة الرواتب “دون جدوى”.
وأشارت المدرّسة إلى أن الأوضاع المعيشية “صعبة جدًا”، لافتة إلى وجود منظمات تقدم وعودًا “وهمية” بإعادة الدعم لكنها “تكتفي بالكلام لا أكثر”.
وطالبت “الجهات الفاعلة والمسؤولة عن تمديد الدعم بإيصاله كما كان سابقًا، لنعاود العمل في قطاع التعليم ونؤدي رسالتنا”.
الإداريون مشمولون بتوقف الدعم
الموجه الاختصاصي في مديرية التربية والتعليم بإدلب محمود حفسرجاوي، قال إن الموجهين المتطوعين لم يحصلوا حتى اليوم على راتب، ما اضطرهم للجوء إلى أعمال أخرى، بعد انقطاع الدعم.
وأضاف أن المعلمين يسعون للفت انتباه المنظمات لتلبية متطلباتهم ورفد المنظمات بالدعم الكافي لإعطائهم الرواتب، موضحًا أن الإضراب هو الثاني، لافتًا إلى فشل الإضراب السابق الذي كان في شباط 2020.
وما زال محمود حفسرجاوي يعمل دون راتب، حرصًا على مستقبل الطلاب في إدلب، بحسب ما قاله لعنب بلدي.
أسهم في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في إدلب أنس الخولي.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :