محافظ برتبة لواء.. غسان خليل رجل الأسد في الجزيرة السورية

  • 2021/02/05
  • 11:31 ص

رئيس النظام السوري بشار الأسد ومحافظ الحسكة اللواء غسان خليل (تعديل عنب بلدي)

أمام موكب يحمل جثمان شاب قُتل برصاص “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) خلال احتجاجات بمدينة الحسكة، في 1 من شباط الحالي، يمشي غسان خليل بوجه عابس، يدل على ارتباطه الكامل بالنظام، ويشير إلى دوره في التوترات شمال شرقي سوريا.

يتصدر خليل المشهد كرجل النظام السوري الأول في الجزيرة السورية، بعد أقل من عشرة أشهر على تعيينه محافظًا للحسكة في أيار 2020.

ويعكس تعيين خليل توجه النظام السوري إلى زيادة تعيينات ضباط بمنصب محافظ في عدة محافظات سورية خلال 2020، منها درعا ودير الزور.

وانتقدت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، في تقرير نشرته في 12 من حزيران 2020، تعيين ضباط بمناصب مدنية، وقالت إن النظام السوري يُعيّن قادة عسكريين، قد يكونون ضالعين في ارتكاب “جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب”، ضمن أعلى مستويات القيادة المدنية في الدولة.

محافظ الحسكة غسان خليل خلال مشاركة بتشييع قتيل تتهم قوى الأمن الداخلي التابعة للإدارة الذاتية بقتله – 1 من شباط 2021 (وزارة الداخلية السورية)

رجل الأمن

شغل المحافظ الذي يحمل رتبة لواء، منصب رئيس “فرع المعلومات” في جهاز “أمن الدولة” الذي يترأسه اللواء علي مملوك، في الفترة ما بين عامي 2011 و2013.

وورد اسمه في تقرير لمنظمة “هيومن رايتس ووتش” في 2011 كأحد الضباط المشرفين على عمليات القمع خلال انطلاقة الثورة السورية.

شغل خليل منصب مدير عام “الشركة العامة للفوسفات والمناجم”، ومنصب نائب رئيس “شعبة المخابرات العامة”.

وفي العام 2017، تم تعيينه معاونًا لمدير إدارة جهاز “أمن الدولة”، بعد ترقيته إلى رتبة لواء.

خليل المولود في بلدة صافيتا بمحافظة طرطوس عام 1957، ضابط متقاعد في قوات النظام، واتبع عددًا من الدورات العسكرية.

وبحسب موقع “مع العدالة” السوري المعني بتسليط الضوء على الشخصيات التي ارتكبت جرائم في سوريا، شغل خليل مناصب أخرى، أبرزها رئيس “الفرع الخارجي 279” (2013)، ورئيس “فرع المعلومات 255” (2010)، ونائب رئيس “فرع المعلومات 255″، وحماية رئيس النظام السوري، بشار الأسد.

يتمتع خليل بعلاقة قوية مع الأسد، ويتهم بعقد صفقة مع قناة “BBC عربي”، بعد الإفراج عن مراسليها اللذين اعتقلتهما قوات النظام في محافظة إدلب.

إذ أوقع بعدد من أعضاء “تنسيقية برزة” (مجموعة إعلامية ثورية) بعد إيهام مراسل القناة محمد بلوط، أعضاء التنسيقية بأنه سيُعد برنامجًا وثائقيًا عنهم، وهو ما أدى إلى اعتقالهم من قبل “فرع المعلومات”، بحسب موقع “مع العدالة”.

واسمه مدرج في قائمة العقوبات البريطانية والأوروبية والكندية.

تهم بإثارة الفتنة

تتهم “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا المحافظ خليل بإثارة فتنة في المدينة، انطلاقًا من المربع الأمني الذي يسيطر عليه النظام في المدينة.

ويفرض النظام السوري سيطرته على المربع الأمني داخل الحسكة وعلى “فوج كوكب” العسكري، بينما تسيطر “قسد” على بقية أجزاء المحافظة.

كما تسيطر “قسد” على كامل مدينة القامشلي (داخل محافظة الحسكة)، من دون مطارها الذي ظل منذ بداية الثورة في سوريا بيد قوات النظام، كما أنه دخل مؤخرًا بعهدة موسكو التي جعلت منه قاعدة عسكرية جديدة لها في سوريا.

خريطة تظهر توزع السيطرة في شمال شرقي سوريا – 12 كانون الثاني 2021 (Livemap)

ونقلت وكالة “نورث برس” عن مسؤول في “الإدارة الذاتية” اشترط عدم نشر اسمه، أن المحافظ خليل يحاول إثارة التوتر في منطقة الجزيرة شمال شرقي سوريا، خاصة في مدينتي الحسكة والقامشلي.

ويتحدث المحافظ عن وحدة الشعب وأهالي الحسكة وسط تصريحات لا تخلو من تحريض السكان ضد “قسد”.

واعتبر خليل، في 31 من كانون الثاني الماضي، أن المواطنين ومن خلال وقفتهم الاحتجاجية ضد “الإدارة الذاتية” تنفسوا الصعداء، حيث عبروا عما يشعرون به من ضيق دام لسنوات بسبب الظلم والغبن.

وأضاف، “نحن لا نريد ولا نرغب بالخيارات العسكرية، لأننا لا نريد أن نرى الدم السوري يسفك على الأرض السورية، ولا نرغب بذلك، لكن إذا ارتكبوا هذه الحماقة، فسنكون جاهزين للدفاع عن المواطن السوري، والدفاع عن كرامة المواطن وكرامة الدولة السورية”.

المحافظ النشيط

يشارك خليل، بشكل شبه يومي خلال الأسابيع القليلة الماضية، بفعاليات واجتماعات في المحافظة، إثر التوتر الذي شهدته مع “الإدارة الذاتية”.

في 29 من كانون الثاني الماضي، تحدث خليل بعد جولة في المحافظة، لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن حصار المدينة ووصف “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بالميليشيات التي تعمل تحت أمر أمريكا وتمنع دخول المواد الأساسية.

ومحاطًا بمرافقين، مشى اللواء خليل وسط الحسكة، في 29 من كانون الثاني الماضي، للرد على أنباء عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن انشقاقه.

وعقب التوترات بين “قسد” والنظام خلال الشهر الماضي في القامشلي، توصلت روسيا و”قسد”، في 2 من شباط الحالي، إلى اتفاق مبدئي لفك الحصار الذي تفرضه الأخيرة على أحياء خاضعة لسيطرة النظام السوري في الحسكة والقامشلي.

وقال محافظ الحسكة لإذاعة “شام إف إم” يومها، إن مساعي روسية بُذلت لفك الحصار الذي تفرضه “قسد”، مشيرًا إلى أن النظام “أُبلغ” بالاتفاق الذي لا يوجد أي ضامن له.

وفي اليوم التالي، أكدت وكالة “سانا” حديث خليل، وقالت إن “قسد” نصبت حواجز عند مخبز “البعث الآلي” في محيط مركز مدينة القامشلي، مع استمرار توقف المخابز العامة والخاصة ومنع دخول الطحين.

وانتقدت “ اختطاف قسد” عددًا من المدنيين على حواجزها في الحسكة، بعد مشاهدة مقاطع من الاحتجاجات ضدها على هواتفهم، رغم أنه السلوك ذاته الذي يتبعه النظام تجاه معارضيه.

محتجون ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في مدينة الحسكة – 31 من كانون الثاني 2021 (المكتب الصحفي في محافظة الحسكة)

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا