“وقف إطلاق النار” مهدد بخروقات أوقعت قتلى على جبهات إدلب وحماة

  • 2021/02/02
  • 6:53 م

مقاتلون في "الجبهة الوطنية للتحرير" يستعدون للانطلاق لمعركة النيرب شرقي ادلب - 20 من شباط 2020 (عنب بلدي)

صدت قوات غرفة عمليات “الفتح المبين”، خلال كانون الثاني الماضي، أربع محاولات تقدم لقوات النظام على جبهات ريف إدلب، حسبما أكد قائد عسكري في “الجبهة الوطنية للتحرير”.

ورغم توقف المعارك وتوقيع اتفاق “وقف إطلاق النار” منذ 11 شهرًا، لم تهدأ جبهات إدلب وحماة، التي شهدت وقوع قتلى وجرحى في صفوف العسكريين والمدنيين.

وقال القائد العسكري، الذي تحفظ على ذكر اسمه، لعنب بلدي، إن غرفة عمليات “الفتح المبين”، التي تضم أبرز ثلاثة فصائل عسكرية في إدلب، هي “الجبهة الوطنية للتحرير”، و”هيئة تحرير الشام”، و”جيش العزة”، أحبطت محاولات التسلل التي لم تتوقف عنها قوات النظام منذ عقد اتفاق “وقف إطلاق النار”، في آذار 2020.

وشكلت الفصائل العسكرية في إدلب غرفة عمليات “الفتح المبين”، في أثناء الحملة العسكرية الأخيرة التي شنتها قوات النظام وروسيا، في نيسان 2019، على أرياف حلب وحماة وإدلب.

وفي 11 من كانون الثاني الماضي، صدت الفصائل محاولة تقدم قوات النظام الأولى على نقطة رباط للفصائل على محور العنكاوي في ريف حماة الغربي، والتي أدت إلى مقتل 11 عنصرًا من فصيل “جيش النصر”، المنضوي في “الجبهة الوطنية للتحرير”، إثر الاشتباكات.

وصدت الفصائل محاولة التسلل الثانية والثالثة، في 15 من كانون الثاني الماضي، على محور العنكاوي ومحور الحلوبة جنوبي إدلب، مع اشتباكات بين عناصر المعارضة وقوات النظام، أدت إلى وقوع خسائر بالأرواح في صفوف المتسللين، حسبما قال القائد العسكري.

وأفشلت الفصائل المحاولة الرابعة، في 24 من كانون الثاني الماضي، على محور فليفل في جبل شحشبو جنوبي إدلب، ولم يذكر عنها أي تفاصيل.

فصائل المعارضة ترد

وأعلنت غرفة عمليات “الفتح المبين” مقتل مجموعة من ميليشيا “لواء القدس”، الحليفة للنظام السوري، أمس الاثنين 1 من شباط، نتيجة استهدافها بصاروخ “م.د” على محور بلنتا في ريف حلب الغربي، حسبما أكد المتحدث الرسمي باسم “الجبهة الوطنية للتحرير”، ناجي مصطفى، في حين لم تذكر معرفات الميليشيا شيئًا عن الاستهداف.

وقال مصطفى لعنب بلدي، إن فصائل المعارضة ترد على خروقات قوات النظام وحلفائها باستهداف المواقع العسكرية في أكثر من منطقة، مؤكدًا سقوط قتلى وجرحى وتدمير وآليات عسكرية للنظام.

وتستمر المعسكرات التدريبية للفصائل، والاستعداد لرفع سوية المقاتلين مع تحصين الجبهات لصد محاولات التسلل، حسبما قال مصطفى، واصفًا الخروقات العسكرية من قبل قوات النظام وروسيا خلال الأيام الأخيرة بـ”الكثيرة” من محاولات التسلل والقصف المدفعي والمروحي.

ولم تقتصر خروقات الاتفاق على استهداف المناطق العسكرية، بل تستهدف قوات النظام وحليفتها روسيا بشكل مستمر مناطق المدنيين في ريف إدلب وحلب، بالقذائف المدفعية و الصاروخية، والطائرات المسيّرة والحربية.

ونتيجة لقصف قوات النظام على مدينة أريحا ومناطق جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، قُتل ثلاثة أشخاص، بينهم رجل وزوجته في مدينة أريحا، بالإضافة إلى إنقاذ ثلاثة مصابين، حسبما قال مدير المكتب الإعلامي في المديرية الجنوبية التابعة لـ”الدفاع المدني”، محمد حمادة، لعنب بلدي.

واستجابت فرق “الدفاع المدني السوري”، خلال كانون الثاني الماضي، لـ87 حادثة قصف وخرق لـ”وقف إطلاق النار” من قبل قوات النظام، في حين تركزت الهجمات على مدينة أريحا وجبل بزة وقرى وبلدات جبل الزاوية، بالإضافة إلى مناطق سهل الغاب.

ويمنع استمرار خرق اتفاق “وقف إطلاق النار” المدنيين النازحين من العودة والاستقرار في منازلهم والعمل بأراضيهم الزراعية، حسب رأي حمادة.

وقال مهند اليماني أحد سكان مدينة أريحا، لعنب بلدي، إنه عاد إلى المناطق المستهدفة في تموز من العام الماضي، بسبب غلاء الإيجارات، و”الواحد ما بيحسن يقعد غير ببيته”، على حد تعبيره، ورغم تكرار القصف على المدينة، “أهلي رفضوا المغادرة وقالوا إن الأرض غالية”، بعد أن ذاقوا مرارة النزوح أول مرة.

وأضاف مهند أن المدينة لم تعد إليها الخدمات، ويعيش سكانها حالة تخوف دائم يمنعهم من العمل بالوتيرة التي كانت، وجلب كمية كبيرة من البضائع.

وتخضع محافظة إدلب لاتفاق “موسكو”، الموقع بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، الذي نص على إنشاء “ممر آمن”، وتسيير دوريات مشتركة على الطريق الدولي (M4)، تبدأ من بلدة الترنبة (شرق إدلب) وحتى عين الحور (غرب إدلب) آخر منطقة تحت سيطرة فصائل المعارضة.

ووثق “الدفاع المدني” مقتل 118 شخصًا في شمال غربي سوريا، بقصف قوات النظام وروسيا، منذ إقرار الاتفاق في آذار وحتى نهاية عام 2020.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا