بدأت قيمة الليرة التركية بالارتفاع أمام الدولار، منذ بداية شباط الحالي، لتصل أمس، الاثنين 1 من شباط، إلى 7.17 مقابل الدولار الواحد، بحسب موقع “Doviz” التركي المختص بأسعار صرف العملات الأجنبية.
وسجل سعر صرف الدولار الأمريكي 7.19 ليرة تركية اليوم، الثلاثاء 2 من شباط.
وقال الخبير الاستراتيجي في الاستثمار باتوهان أوزشاهين لموقع صحيفة “Sozcu” التركية، إن ارتفاع قيمة الليرة التركية بدأ بعد 6 من تشرين الثاني 2020، “ويرجع هذا إلى موقف البنك المركزي المتشدد تجاه الأسواق”.
وأشار أوزشاهين إلى أن موقف البنك المركزي في تقرير التضخم الأول لعام 2021، “مهم في إعادة بناء المصداقية التي كان المركزي فقدها سابقًا”.
وأضاف خبير الاستثمار أنه بعد 6 من تشرين الثاني 2020، بدأت أموال أجنبية تدخل إلى تركيا بشكل جاد، إذ خرجت من الخزينة التركية أموال بقيمة 15.5 مليار دولار حتى هذا التاريخ، أما بعده، فكان هناك تدفق إلى تركيا بقيمة خمسة مليارات دولار حتى نهاية عام 2020.
وأهم سبب لارتفاع قيمة الليرة، بحسب أوزشاهين، هو رفع سعر الفائدة الذي طُرح على الطاولة مؤخرًا.
وأشار أوزشاهين إلى أن العامل الأول لتحسن قيمة الليرة، هو الموقف الصارم الذي كرره البنك المركزي، قائلًا إن “تقدير البنك المركزي لموضوع الليرة التركية كان فعالًا”.
أما العامل الثاني فهو أن عجز الحساب الجاري، الذي من المتوقع أن يصل إلى 39 مليار ولار للعام الحالي، سينخفض في عام 2021.
وبعبارة أخرى، فإن انخفاض الحاجة إلى العملة الأجنبية يمنح المستثمرين الثقة بالعملة التركية، كما يعتقد خبير الاستثمار أوزشاهين.
عوامل ارتفاع قيمة الليرة التركية
وفي الفترات السابقة التي زادت خلالها قيمة الليرة التركية، يمكن الملاحظة أن أهم العوامل في قوة الليرة هو القدرة على التنبؤ بالوضع المستقبلي.
كما عزا الخبير الاقتصادي في شركة “Tera” التركية للاستشارات الاستثمارية، إنفير إركان، ارتفاع قيمة الليرة التركية، إلى الموقف النقدي المتشدد للبنك المركزي، وتجارة المناقلة (الاقتراض من عملة ذات فائدة منخفضة وإيداع القرض بعملة ذات فائدة عالية).
بالإضافة إلى تعهد رئيس البنك المركزي، ناجي آغبال، في تقرير التضخم السنوي الذي أصدره الأسبوع الماضي، بأن تكون السياسة متشددة بما يكفي حتى تحقيق هدف التضخم على المدى المتوسط، مع تخفيف المخاوف في الوقت نفسه بشأن التخفيض المبكر في أسعار الفائدة، بحسب الخبير الاقتصادي.
كما توقع إركان انخفاضًا تدريجيًا للدولار، وقال إن “بيانات التضخم لشهر كانون الثاني الماضي ستكون لدينا يوم الأربعاء المقبل، ونتوقع استمرار ارتفاع الضغوط التضخمية، وستكون أسعار الفائدة هي الحالية أو أعلى في المستقبل المنظور”.
وكان معدل التضخم في تركيا ارتفع، في 4 من كانون الثاني الماضي، بنسبة 1.25%، ليصبح التضخم السنوي 14.60%.
وبحسب ما أعلنته هيئة الإحصاء التركية (TUIK)، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين خلال كانون الأول 2020 ليصبح 1.25%.
وارتفعت أسعار المستهلك بنسبة 12.28% في تركيا خلال أشهر السنة الماضية، كما ارتفعت أسعار المنتجين المحليين بنسبة 12.18%، بحسب “TUIK”.
تحسن قيمة الليرة التركية خلال الفترة الماضية
وتحسنت قيمة الليرة التركية بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الماضية، بعد أن وصلت إلى مستويات متدنية في وقت سابق من تشرين الثاني 2020، إذ تجاوز سعر صرف الدولار الواحد حينها 8.50 ليرة تركية.
ووصل سعر صرف الدولار، في 31 من كانون الأول 2020، إلى 7.42 تركية للبيع والشراء، وفقًا لموقع “Doviz” التركي.
وقال الباحث الاقتصادي في مركز “جسور للدراسات” خالد تركاوي، في حديث سابق إلى عنب بلدي، إن تحسن قيمة الليرة التركية يعود إلى عاملين رئيسين يتعلقان بالسياسة النقدية والسياسة الاقتصادية في تركيا، أولهما يتعلق بتغيير وزير المالية واستبدال حاكم المصرف المركزي.
أما السبب الثاني لتحسن قيمة الليرة، بحسب تركاوي، فهو قيام البنك المركزي في الإدارة الجديدة بقلب السياسة النقدية، موضحًا أن الاتجاه في السابق كان لخفض سعر الفائدة، بينما قُلبت السياسة ورُفع سعر الفائدة وأصبح السعر حاليًا 17%، وهو سعر ممتاز أعلى من سعر التضخم.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أقال، في 7 من تشرين الثاني 2020، رئيس البنك المركزي التركي، مراد أويسال، بعد الانخفاض القياسي الذي سجلته الليرة التركية، وعيّن ناجي آغبال بدلًا عنه.
وقال آغبال، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول” في 9 من تشرين الثاني 2020، “تماشيًا مع الهدف الرئيس لاستقرار الأسعار، سنستخدم جميع أدوات السياسة بشكل حاسم”.
–