يخفض أصحاب أفران الخبز في مدينة حلب عدد الربطات المباعة للمدنيين، مع استمرار بيعها بأسعار غير مدعومة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في مدينة حلب، أن المدنيين الذين يقفون ضمن طوابير على دور الخبز، وينتظرون لساعتين أو ثلاث، لا يحصلون على المخصصات اليومية لهم على الرغم من وصول رسائل تؤكد حصولهم على أعداد محددة من ربطات الخبز عبر “البطاقة الذكية”.
وحسب آلية التوزيع، يحق للعائلة المكونة من خمسة أشخاص أن تحصل على أربع ربطات من الخبز، بسعر 100 ليرة سورية من الفرن، ولكنهم لا يحصلون سوى على ربطتين أو ثلاث.
وقال عامل في فرن “الوحدة” بحي الميسر بمدينة حلب، إن أصحاب الأفران يتلاعبون بالمخصصات، “لبيع جزء من ربطات الخبز للباعة الجوالين، وجزء لأصحاب الوجبات السريعة، وقسم يترك لمخصصات الأفرع الأمنية في مدينة حلب”.
وأضاف العامل أن الطاقة الإنتاجية للفرن بشكل يومي هي عشرة أطنان، وهي مخصصة لتغطية احتياجات الأحياء المحيطة، وتشمل الجزماتي وطريق الباب والميسر وضهرة عواد.
وخلال الأيام الأولى من العمل بنظام “البطاقة الذكية” لتوزيع الخبز، قبل ما يزيد على شهر، كانت “تزيد كميات كبيرة”، يستخدمها البعض علفًا للأغنام والدجاج بعد تجفيفها.
ويتسبب تخفيض عدد ربطات الخبز المباعة بحدوث مشادات كلامية بين عاملي توزيع الخبز في الأفران والمشترين.
وحسبما قال عامل في فرن “الحيدرية” لعنب بلدي، فإن مخصصات الأفران اليومية “تكفي لتلبية احتياجات السكان”، ولكن في بعض الأيام يكون هناك ضغط بسبب قدوم مدنيين من مناطق أخرى لشراء الخبز، وهذا ما يسبب الأزمة وحرمان البعض من الواقفين على الدور من مخصصاتهم بسبب نفادها أو انتهاء وقت العمل.
وتابع عامل فرن “الحيدرية” أنه حين يأتي أشخاص ويشترون الخبز ومعهم أربع أو خمس بطاقات، “لا نعطيهم الخبز بسبب توصيات صاحب المخبز”، فهناك قسم يباع لـ”البسطات” أو محال البقالة، وجزء لأصحاب محال الوجبات السريعة، الذين يدخلون من باب الفرن ويأخذون حاجتهم من الخبز بشكل يومي دون مساءلة من أحد.
بينما يعاني جاسم، من سكان حي الجزماتي، من إنقاص عدد الربطات التي يحصل عليها من فرن “الوحدة”، ويحاول بشكل يومي الحصول على ربطتين لعائلته المكونة من تسعة أشخاص، وقال لعنب بلدي، “بائعو الخبز الجوالون قرب الأفران يستغلون الوضع ويبيعون ستة أرغفة بـ600 ليرة سورية”.
ووصف جاسم الوضع بـ”المعاناة”، لحصوله على أربع ربطات مدعومة فقط، وهو بحاجة إلى ست يوميًا، و”لذلك أضطر للبحث عن ربطتين أو أقوم بشرائهما بسعر مرتفع”.
وينتشر باعة الخبز الجوالون في الساحات العامة وقرب الأفران بشكل ملحوظ، على الرغم من وجود دوريات بجانب الأفران لتنظيم الدور في حال حدوث مشاجرات.
كما أدى تخفيض عدد الربطات الموزعة على الطلاب والطالبات إلى أزمة خبز في السكن الجامعي بمدينة حلب.
وافتتح، في 30 من كانون الثاني الماضي، فرن “تشرين” في حي الحمدانية غربي مدينة حلب، بطاقة إنتاجية تبلغ عشرة أطنان يوميًا، لتغطية احتياجات سكان الحي الذي يعتبر الأكبر في مدينة حلب من ناحية الكثافة السكانية، وبلغ عدد أفران المدينة بعد افتتاحه 28 مخبزًا.
واعتُمدت آلية توزيع الخبز عبر “البطاقة الذكية”، منذ 25 من كانون الأول 2020، وتسبب ذلك باستياء وغضب المدنيين الذين تسلّموا ربطات الخبز وهي شبه تالفة بسبب تأخرها عن التوزيع.
–