زادت الهطولات المطرية التي شهدتها مناطق شمالي سوريا من معاناة النازحين في المخيمات، خاصة العشوائية.
وقال إبراهيم جبرائيل (نازح من ريف إدلب الغربي) لعنب بلدي، اليوم، الأحد 31 من كانون الثاني، إن المخيم الذي يسكن فيه ببلدة دابق شمالي حلب “غير مؤهل للسكن”، وأمضت عائلته ليلتها بالتنقل من خيمة إلى أخرى أو نقل الخيمة من مكان إلى آخر، إلا أن هذه المحاولات لم تمنع مياه الأمطار من الدخول إلى الخيم.
ويتشابه حال إبراهيم مع حسن العبد الله الذي ضاقت به السبل بعد دخول المياه إلى خيمته، متسائلًا أين المنظمات والجهات المعنية، التي يتوجب عليها الاستجابة لهكذا حالات.
ووصف المهجر عبد الكافي الحسين، ما مر عليه ليلة أمس، بأنه نزوح للمرة الثانية، بعدما كانت الأولى بخروجه من بلدته دير حافر بريف حلب الشرقي.
ولم تقتصر الأضرار على مخيم دابق فقط، إذ تضررت معظم مخيمات سجو ويازي باغ التابعة لمدينة اعزاز شمالي حلب، بسبب جريان مياه الأمطار من التلال المحيطة إلى السهل، حيث تتجمع في مناطق المخيمات.
وأدت لهطولات المطرية، من مساء أمس حتى صباح اليوم، إلى ارتفاع منسوب مياه الأنهار كنهري قويق وقره جاير الواقع غرب مدينة صوران.
وحسبما نشره “مكتب اعزاز الإعلامي” عبر حسابه في “فيس بوك“، بلغ ارتفاع المياه نحو 30 سنتيمترًا في شوارع المدينة نتيجة الهطولات.
ونشر ناشطون تسجيلات مصورة لتشكل السول وغرق المخيمات.
https://twitter.com/Ahmad_1alshble/status/1355820461372923905
وبلغ عدد المخيمات على الشريط الحدودي مع تركيا في ريفي إدلب وحلب نحو 1300 مخيم، بينها 400 مخيم عشوائي، ويقطنها أكثر من مليون نازح داخليًا.
وتفتقد المخيمات للبنية التحتية الأساسية، كالطرقات وشبكات الصرف الصحي، الأمر الذي أدى إلى تكرر مأساة النازحين فيها في كل فصل شتاء بسبب الأمطار التي تغرق الخيام.
https://twitter.com/vqenA6zia032S21/status/1355817763256881152
محاولات للتخفيف من الأضرار
مدير المكتب الإعلامي لمديرية “الدفاع المدني السوري” بريف حلب، إبراهيم أبو الليث، أوضح، في حديثه لعنب بلدي، أن “فرق الدفاع المدني” استمرت بالاستجابة طول الليلة الماضية.
وعملت فرق “الدفاع المدني” على الاستجابة السريعة لنجدة الأهالي ضمن المخيمات، واستخدمت كافة المعدات المتواجده لديها من آليات ثقيلة.
وفتحت ممرات مائية ضمن المخيمات لتصريف المياه، ورفع سواتر ترابية حول الخيام، وشفط المياه من الممخيمات المغمورة بالمياه، حسب إبراهيم أبو الليث.
والمخيمات التي استجابت فرق “الدفاع المدني” لها هي مخيمات قرية قطمة، مخيمات مدينة مارع وصندف وحور النهر، مخيمات أخترين، مخيمات مدينة اعزاز، مخيمات بلدة سجو مخيم زوغرة مخيم دابق.
قلق متزايد على المخيمات
وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء ما يعانيه النازحون السوريون في مخيمات شمال غربي سوريا من أوضاع مأساوية ترافقت مع انخفاض درجات الحرارة والفيضانات التي شهدتها المنطقة مؤخرًا.
ودمرت الفيضانات ما لا يقل عن 21 ألف خيمة، ما أثر على 120 ألف شخص في مخيمات شمال غربي سوريا، بحسب تغريدة في “تويتر” لنائب المنسق الإقليمي للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية المعني بالأزمة السورية، مارك كاتس.
وأضاف كاتس، “لا يمكن للعالم أن يدير ظهره لهذه الأزمة التي تنتقل من سيئ إلى أسوأ”.
وحذر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، الأربعاء الماضي، من أن ما يزيد على 67 ألف نازح داخلي في نحو 200 موقع شمال غربي سوريا تضرروا من الفيضانات التي شهدتها المنطقة.
وخلال مؤتمر صحفي عقده بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، أشار دوجاريك إلى أن عمليات النزوح ناجمة عن تهدم أو إتلاف ما يقارب 11 ألفًا و500 خيمة في تلك المناطق، مضيفًا أن شخصًا توفي وأصيب ثلاثة آخرون، جراء تعرض خيامهم للتدمير بسبب الفيضانات.
ولم تقتصر الأضرار على شمال غربي سوريا، إذ اضطرت عائلات من النازحين داخليًا في مناطق أخرى، مثل طرطوس، لمغادرتها أيضًا بسبب الأمطار الغزيرة.
وأوضح دوجاريك أن ظروف الشتاء القاسية تشكل مصدر قلق خاص لنحو 2.2 مليون نازح داخلي يعيشون في ظروف غير ملائمة بجميع أنحاء البلاد.