يستعد سكان في مدينة الحسكة، اليوم الأحد 31 من كانون الثاني، للخروج في مظاهرة ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وتحاصر القوات أحياء خاضعة لسيطرة النظام السوري في الحسكة والقامشلي، لنحو 20 يومًا، وسط اشتباكات واعتقالات متبادلة بين الطرفين.
مراسل قناة “الإخبارية” السورية الرسمية في الحسكة، قال إن “دعوات وتحضيرات جماهيرية وشعبية للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية صباح اليوم الأحد ضد ممارسات (قسد) القمعية ضد المواطنين”، في مؤشر على دعم النظام السوري لهذه التحركات.
مراسل الإخبارية في #الحسكة: دعوات وتحضيرات جماهيرية وشعبية للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية صباح اليوم الأحد ضد ممارسات (قسد) القمعية ضد المواطنين، وسط ارتباك في صفوف الميليشا المدعومة من قبل الاحتلال الأمريكي، ومحاولات لإرهاب الأهالي وبث الخوف والذعر لمنعهم من الاحتشاد
— الاخبارية السورية (@alikhbariasy) January 30, 2021
جولات “استعراضية”
في المقابل، تداول رواد في مواقع التواصل الاجتماعي، تسجيلات مصورة تظهر دوريات تابعة لـ “قسد” تجوب شوارع الحسكة.
ولم يصدر عن وسائل إعلام “قسد” الرسمية أي تعليق حول المظاهرات، إلى حين كتابة الخبر.
وتمنع “قسد” دخول الطحين إلى الأحياء المحاصرة، ما أدى إلى توقف الأفران العامة والخاصة منذ خمسة أيام.
وكذلك تمنع دخول صهاريج المياه والمحروقات، ما سبب توقف عمل محركات الديزل، وانقطاع الكهرباء لأكثر من 22 ساعة يوميًا.
لماذا الحصار؟
أمس السبت، 30 من كانون الثاني، قال نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا بدران جيا كرد، لوكالة أنباء “هاوار” إن النظام السوري يمارس ضغوطات واعتقالات في مناطق شمال وشرقي سوريا.
وأضاف أن قوات النظام، “اعتقلت العشرات من المدنيين، بالاضافة الى حصارها المتواصل على مناطق الشهباء وحي الشيخ مقصود في مدينة حلب حيث تمنع وصول المساعدات الانسانية للمهجرين، إلى جانب عدم قبولها بالإدارة الذاتية”، وفق قوله.
ولفت إلى أن ما تشهده مدينتا القامشلي والحسكة من توترات، ناتج عن اعتقال النظام للمواطنين، “إلى جانب افتعال مظاهرات بالقرب من حواجز قوى الامن الداخلي (أسايش) وذلك بهدف تعميق الازمة وزيادة حدة التوترات في المنطقة”، بحسب وصفه.
وفي لقاء سابق مع عنب بلدي، قال القيادي في الأمن الداخلي (أسايش) طلب عدم ذكر اسمه، إن الحصار المفروض على حيي حلكو وطي في مدينة القامشلي، سيبقى على حاله، “حتى إفراغ المربع الأمني من قبل قوات النظام”، وتوجهها نحو مطار المدينة، الذي يقع في أطرافها الجنوبية.
على الجانب الآخر، وحسب رأي أحد مقاتلي “الدفاع الوطني”، الذي جرى التواصل معه سابقًا في اتصال هاتفي، طالبًا عدم الكشف عن اسمه، فإن “قسد” تبتز قوات النظام، و”تعوّل كثيرًا” على الدعم الأمريكي “غير المحدود” لها، وهي تحقق مصالح دولية على أرض سوريا، حسب وجهة نظره.
المقاتل في “الدفاع الوطني” أكد أن قوات النظام “لا تستطيع حاليًا” القضاء على “قسد” أو حتى فتح جبهة معها، بسبب تعقد الأمور وتشابك المصالح الدولية وارتباط كل منهما بها.
وزاد التوتر بين الطرفين بسبب إطلاق عناصر من “الدفاع الوطني”، في 5 من تشرين الثاني الحالي، النيران على نقطة تمركز لقوى “أسايش” في حي حلكو، ما أدى إلى إصابة مدني حسب “نورث برس“.
وجرت عمليات اعتقال بين “أسايش” وقوات النظام، خلال الأيام الماضية، إذ اعتقل فرع “المخابرات الجوية” التابع للنظام خمسة عناصر من “أسايش” وموظفين في مؤسسات “الإدارة الذاتية” لشمالي وشرقي سوريا.
ونقلت “نورث برس” عن مصادر أمنية، في 6 من كانون الثاني الحالي، أن عملية تبادل ستجري بين “أسايش” والنظام بوساطة روسية، إلا أن الأمر لم يتم بعد.
وشهدت مدينة القامشلي توترات تطورت لاشتباكات سابقة بين “أسايش” وقوات النظام والميليشيات التابعة لها، خاصة “الدفاع الوطني”، أدت إلى مقتل العشرات من الطرفين.
وتحاول القوات الروسية في القامشلي نزع أي فتيل أزمة بين الطرفين، من شأنها أن تؤدي إلى تفجر الوضع واندلاع مواجهات مفتوحة بينهما.