يستمر غياب الأندية السورية عن أهم بطولة لكرة القدم في قارة آسيا، دوري الأبطال.
ولا يأتي غياب الكرة السورية نتيجة لأي عقوبات، بل لأن هذه الأندية “لا تحقق شروط المشاركة في المسابقة”، وبالتالي فإنها تشارك في بطولة “كأس الاتحاد الآسيوي”، التي تعد أضعف من البطولة الأولى، وتشارك فيها أندية آسيوية ذات مستويات أضعف فنيًا.
وتتمثل الشروط التي وضعها الاتحاد، بعدم تدخل القطاع العام في إدارة الدوري الكروي، وأن تملك الأندية بنية إدارية تنظم المنافسة والتسويق والإعلام والشؤون المالية، وأن يكون لدوري كرة القدم نظام تسويقي مركزي، وغيرها من الشروط الاحترافية التي تغيب عن كرة القدم السورية.
ولا تعد هذه الشروط تعجيزية بالنظر إلى المستويات التي وصلت إليها اللعبة الأكثر شعبية حول العالم، لكن الأمور تختلف في سوريا بطبيعة الحال.
ومنذ عام 2008 حتى الآن، لم تشارك الأندية السورية في المسابقة الأهم بالنسبة للاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
أهم الأسباب التي أثرت على المشاركات هو التدخل الحكومي في شؤون الأندية والرياضة السورية، وخاصة من قبل الاتحاد السوري لكرة القدم والاتحاد الرياضي العام في سوريا، بينما يرغب الاتحاد الآسيوي أن تكون الأندية ذات استقلالية كاملة عن تدخل الحكومات في شؤونها، أسوة بكرة القدم الأوروبية.
محاولات سورية للمشاركة باءت بالفشل
حاول ناديا الوحدة وحطين المشاركة بدوري أبطال آسيا بموسمه الجديد، 2020-2021، إلا أن ملف حطين رُفض، بينما فضل الوحدة الانسحاب وتقديم ملفه للمشاركة في كأس الاتحاد الآسيوي، وفقًا لما صرح به المنسق الإعلامي للوحدة، قتيبة الرفاعي، لبرنامج “لطفي برس“، الذي يبث عبر “يوتيوب” في 27 من كانون الثاني الحالي.
وأضاف الرفاعي أن ملفي الناديين لم يكونا ضعيفين، لكنهما لم يلبيا الشروط والمعايير المطلوبة، وخاصة من الناحية المالية.
ولم ترد إدارة نادي حطين على تصريحات الرفاعي، إلا أن عنب بلدي رصدت تصريحات سابقة لمدرب الفريق، حسين عفش، للبرنامج نفسه، أكد أن النادي تقدم للمشاركة فعلًا.
وأشار عفش، في 12 من كانون الثاني الحالي، إلى أن “الإدارة عملت جاهدة لتقديم ملف كامل وجاهز، وتقدمت به إلى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ورُفض، علمًا أنه منذ 12 سنة وفريق حطين يقدم عدة ملفات وترفض لعدم مطابقة المعايير”.
وسيشارك الوحدة في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي إلى جانب نادي تشرين بصفته بطل الدوري للموسم الماضي، بينما نادي العاصمة هو بطل كأس الجمهورية.
وأوقعت القرعة، التي أجريت في 27 من كانون الثاني الحالي، الناديين في مجموعتين وصفتا بـ”المتوازنتين”، إذ يلعب الوحدة في المجموعة الأولى مع العهد اللبناني والحد البحريني والنصر العماني.
بينما يلعب تشرين في المجموعة الثالثة إلى جانب السيب العماني والفيصلي الأردني، بالإضافة إلى الفائز من التصفيات التمهيدية.
وستنطلق مباريات المسابقتين، دوري الأبطال وكأس الاتحاد، في النصف الثاني من شباط المقبل بنظام التجمع.
ما شروط الاتحاد الآسيوي؟
تتمحور شروط الاتحاد الآسيوي بالأساس حول استقلالية الأندية، وتحولها إلى مؤسسات مستقلة بشكل كامل عن أي تدخل حكومي، سواء من اتحاد كرة القدم (المطالب بالاستقلالية الكاملة هو أيضًا)، أو من الاتحاد الرياضي العام (أعلى سلطة رياضية في سوريا)، أو من قبل حكومة النظام السوري.
كما يجب أن تمتلك الأندية ملاعب خاصة بها تحقق شروطًا معيّنة، وحسابات بنكية للنادي، وسيولة مادية، علمًا أن العديد من الأندية العربية والآسيوية تحقق هذه الشروط، سواء بعض الأندية الخليجية، أو الإيرانية، ومؤخرًا دخل نادي الوحدات الأردني على خط المنافسة على لقب البطولة.
فيما يلي أهم الشروط التي وضعها الاتحاد:
- يجب ألا تقل عدد الفرق المشاركة في دوري الدرجة الممتازة عن 12 فريقًا في الموسم الرياضي الواحد، وعدد مباريات محدد يجب أن يخوضها الفريق لا تقل عن 21 مباراة وصولًا إلى 33 في الموسم الواحد.
2. أن تستمر فترة الموسم الكروي التي تتضمن الدوري والكأس ومباريات ما قبل الموسم عشرة أشهر في موسم واحد، بينما تكون فترة دوري الدرجة الممتازة ابتداء من ثمانية أشهر في الموسم، وأن يكون الدوري بنظام الذهاب والإياب.
3. أن يشارك في تنظيم مباريات دوري المحترفين ستة حكام دوليين وثمانية مساعدين، مع وجود برنامج دراسي للحكام في الدوري، وكذلك مراقبي المباريات.
4. أن توجد لوائح للدوري وانتقالات اللاعبين وأوضاعهم القانونية، ولائحة للمسابقات، بالإضافة إلى نظام للصعود والهبوط من الدرجات الأدنى في الدوري.
5. ألا يكون الحضور الجماهيري مجانيًا، وألا يقل معدل حضور الجماهير للمباريات عن خمسة آلاف ابتداء من عام 2012.
6. عدم تدخل القطاع العام في إدارة الدوري الكروي، وأن تكون الجهة المنظمة للدوري كيانًا قانونيًا تابعًا لاتحاد الكرة، وأن تكون لها بنية إدارية تنظم المنافسة والتسويق والإعلام والمالية.
وأن يكون ممثلو الأندية واتحاد الكرة والإدارة العليا للدوري أعضاء في الجهة العليا لصنع القرار للدوري (اللجنة التنفيذية)، وأن تكون وظيفة رئيس مجلس الإدارة بدوام كامل، وللدوري مراجعة أرباح وبيان الخسائر والميزانية، بالإضافة إلى وجود مدقق حسابات وحساب بنكي خاص.
7. لا بد أن يكون للدوري نظام تسويقي مركزي يتكون من بعض العناصر، مثل حقوق الإعلام ورعاة محددين وسلع تجارية، وأن تكون له استراتيجيات تطويرية ووسائل نشر (دليل الدوري وبرنامج المباراة وموقع إلكتروني)، على أن تكون العناصر الثلاثة هي المصادر الرئيسة للدخل في الدوري.
8. أن يكون هناك نظام تسجيلي لممثلي الإعلام في المباريات، وكذلك قسم خاص بالإعلام في أمانة السر للدوري، ووجود ضابط إعلامي لكل نادٍ، ولكل ملعب منصة إعلامية، ولكل ملعب مساحة عمل للنقل الإذاعي والتلفزيوني، وعقد مؤتمرات قبل وبعد كل مباراة.
9. ألا يقل عدد مقاعد الملاعب عن خمسة آلاف مقعد، وأن تكون مغطاة بالعشب الصناعي، وأن تكون مطابقة لمواصفات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وأن يكون الملعب ملكًا للنادي ومسجلًا في الدوائر العقارية رسميًا.
10. ألا يقل عدد اللاعبين الذين لديهم عقد احتراف في النادي عن 20 في الموسم الرياضي، وأن تكون كل الأندية لديها إيرادات مثل تذاكر الدخول، وحقوق الإعلام، والرعاة والسلع، ورسوم الانتقالات والإيرادات، وأن تكون جميع الأندية ذات كيانات تجارية تحت قانون البلد، وألا تكون عليها أي مبالغ مستحقة، وتسلم تقارير الأرباح والخسائر والميزانية إلى الأندية المنظمة للدوري.
مشاركة الأندية السورية في دوري أبطال آسيا
تأرجحت مشاركات الأندية السورية في البطولات الآسيوية بين الإخفاق والإنجاز، وحققت هذه الأندية خطوات كبيرة على الصعيد القاري.
وحده الكرامة من استطاع تسجيل اسمه بين كبار أندية آسيا على صعيد دوري الأبطال في الفترة الذهبية له بين عامي 2006 و2009، ولا يزال متابعو كرة القدم السورية من السوريين والعرب يذكرون أسماء لاعبي الفريق، كجهاد الحسين وحسين عباس وفواز مندو والبرازيلي سانتوس وعاطف جنيات ومصعب بلحوس وغيرهم.
كما سبق لأندية الوحدة والجيش والاتحاد المشاركة في البطولة ذاتها، دون أن تستطيع تحقيق أي نجاح يذكر، ولم تستطع حتى عبور الدور الأول من البطولة.