هل تنتهي معاناة قاطني المخيمات في الشمال السوري؟
عنب بلدي- روزنة
تتكرر مأساة السوريين في المخيمات في كل شتاء، ومع هطول الأمطار وتساقط الثلوج تبدأ حملات التضامن مع الأهالي في المخيمات لكن لا حلول جذرية على أرض الواقع تخلصهم من معاناتهم المتكررة، وصار الشتاء فصلًا يترقبه السوريون في الشمال بحذر وخوف من وقوع أضرار في أماكن إقامتهم.
في 15 من كانون الأول 2020، وثّق فريق “منسقو الاستجابة” تضرر 23 مخيمًا من عاصفة مطرية ضربت المخيمات، في الشمال السوري وتسبب بوقوع بعض الكتل الأسمنتية.
برنامج “صدى الشارع” المُذاع عبر راديو “روزنة” تساءل عن المسؤولين عن تحمل مأساة السوريين في المخيمات شمالي سوريا وناقش مع أشخاص على أرض الواقع احتمالية وجود حل جذري لهذه المعاناة.
كما استطلع آراء قاطني المخيمات حول توقعاتهم فيما لو كان العام الحالي آخر عام سيعانون فيه من سوء وضعهم ومعيشتهم، وأجمع سوريو المخيمات أن المأساة ستبقى متكررة معبرين عن فقدهم أملهم من الحلول.
جهود لنقل الأهالي إلى بيوت أسمنتية
مدير فريق “ملهم التطوعي”، عاطف نعنوع، تحدث عن جهود الفريق منذ بداية العام الماضي في إعمار غرف سكنية بدلًا من المخيمات في الشمال السوري، موضحًا أن الفريق نقل 472 عائلة إلى التجمع المبني من الأسمنت.
وأضاف أن هذه الخطوة خففت على الأهالي المعاناة في الشمال من ناحية الدفء والأمان، مشيرًا إلى أن إصلاح المخميات أمر مكلف جدًا ويصل إلى 78 مليون دولار كبنية تحتية ومواد تدفئة للنازحين.
وفي 6 من حزيران 2020، أنهى فريق “ملهم” تنفيذ الجزء الثاني من مشروع “ألف غرفة” أو “الألف وحدة سكنية”، في قرية طورلاها بمنطقة حارم على الحدود السورية- التركية، ليصبح عدد الوحدات المعمرة من المشروع 437 وحدة سكنية.
وأتم الفريق في المرحلة الأولى من المشروع بناء 126 وحدة سكنية في قرية باريشا شمالي مدينة إدلب، وفي الثانية 135 وحدة في منطقة باريشا- قورقنيا، وفي المرحلة الثالثة 176 وحدة سكنية في قرية طورلاها- قورقنيا.
يُوقّع المستفيد عند تسليمه الوحدة السكنية على “عقد منفعة” يحتوي على بعض الشروط الواجب عليه الالتزام بها طوال مدة انتفاعه من الوحدة، منها عدم تغيير الشروط التقنية للوحدة، كإضافة “بلاط مسلّح”، وعدم إخلاء الوحدة دون إخبار الفريق، وعدم بيعها أو تأجيرها.
مخيمات متضررة بسب الأمطار
بلغ عدد المخيمات المتضررة في مناطق شمال غربي سوريا، نتيجة الهطولات المطرية في الشهر الماضي 23 مخيمًا ، بحسب إحصائيات فريق “منسقو استجابة سوريا”، في 15 من كانون الثاني الحالي.
وتعرضت المخيمات الموجودة في المنطقة لأضرار متفاوتة، مع تركز الأضرار الكبرى في مناطق معرتمصرين ومركز إدلب ومخيمات أطمة وأجزاء من مخيمات الريف الغربي للمحافظة.
وبلغ عدد الخيم المتضررة بشكل كلي 49 خيمة موثقة، بينما بلغ عدد الخيم المتضررة بشكل جزئي 107 خيام موثقة.
وتبلغ نسبة احتياج المخيمات المتضررة إلى عوازل مطرية وأرضية 100%، ونسبة حاجتها إلى مواد التدفئة من وقود ومدافئ 98%.
بلغ عدد المخيمات على الشريط الحدودي مع تركيا في ريفي إدلب وحلب نحو 1300 مخيم، بينها 400 مخيم عشوائي، ويقطنها أكثر من مليون نازح داخليًا.
وتفتقد المخيمات للبنية التحتية الأساسية، كالطرقات وشبكات الصرف الصحي، الأمر الذي أدى إلى تكرر مأساة النازحين فيها في كل فصل شتاء بسبب الأمطار التي تغرق الخيام.
معاناة متكررة
المسؤول في وحدة تنسيق الدعم “ACU”، ماهر هديب، تحدث عن معاناة النازحين المستمرة في المخيمات، موضحًا وجود حالات موت بالبرد أو اختناق بوسائل التدفئة بسبب استخدام مواد غير صالحة للاشتعال.
ولفت إلى وجود 1200 مخيم في شمال غربي سوريا بحاجة للمساعدات من ملابس شتوية والكثير من الاحتياجات الغذائية.
وكان العاملون في المجال الإنساني وزعوا مساعدات شتوية على مليونين و300 ألف شخص في عموم سوريا، وشملت المساعدات الضرورية للوقاية من البرد، بما في ذلك أكياس النوم والملابس الشتوية ووقود التدفئة، مع المساعدة في إصلاح واستبدال الخيام.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، في 20 من كانون الثاني الحالي، لاتزال هناك فجوة تبلغ 32 مليون دولار في تمويل هذه المواد الأساسية”.
وبحسب تقييم لمبادرة “REACH” بناء على بيانات المسح الإحصائي لشهر تشرين الثاني 2020، فإن 78% من العائلات لا تستطيع تدبر التكاليف التي يفرضها الشتاء، و54% منهم لا يستطيعون شراء الملابس خاصة، ويضع 60% من سكان المخيمات الاحتياجات الشتوية ضمن أهم أولويات احتياجاتهم.
وحذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA) من أن نقص المساعدات الشتوية، التي لم يحصل عليها سوى 250 ألفًا خلال تشرين الثاني 2020 من أصل 1.5 مليون شخص، يقود سكان المخيمات للاعتماد على طرق تكيّف غير آمنة للحصول على الدفء، مثل إشعال النيران التي قد تسبب الحرائق في الخيام المهترئة.
الأمم المتحدة قلقلة
في 19 من كانون الثاني الحالي، تحدثت الأمم المتحدة عن وجود فجوة في تمويل المواد الأساسية بمنطقة شمال غربي سوريا تبلغ 32 مليون دولار، تزامنًا مع عواصف مطرية تشهدها المنطقة، أدت إلى تضرر المخيمات، وخلّفت أوضاعًا إنسانية صعبة.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، إن التقييم الأولي للأضرار كشف تضرر أكثر من 1700 أسرة في شمال غربي سوريا نتيجة الفيضانات، ودمار أكثر من 200 خيمة، كما تعرضت أكثر من 1400 خيمة لأضرار.
وفي بيان صدر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” في 27 من كانون الثاني الحالي، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها بسبب تأثير الفيضانات الأخيرة وظروف الشتاء على السكان في الشمال السوري.
وذكرت أن ظروف الشتاء تشكل مصدر “قلق خاص” لما يقدّر بنحو 2.2 مليون من النازحين داخليًا ممن يعيشون في ظروف إيواء غير ملائمة في جميع أنحاء سوريا.
وفي استطلاع وجهه البرنامج حول رأي الناس فيما لو كانت هذا الشتاء هو الشتاء الاخير الذي سيعاني فيه النازحون وجاءت نتيجة الاستطلاع 44% نعم سيكون الشتاء الأخير، بينما 56% لا لن يكون الشتاء الأخير.
أُعدت هذه المادة ضمن اتفاقية التعاون بين راديو “روزنة” و”عنب بلدي”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :