أصدر تنظيم “الدولة الإسلامية” و”هيئة تحرير الشام” و”حراس الدين” إصدارات مصوّرة خلال كانون الثاني الماضي.
وتضمنت جميع الإصدارات تدريبات عسكرية واستعراض معارك، ومهاجمة بعض الأطراف، ورواية تلخص رؤية كل طرف للسنوات الأخيرة في سوريا.
تأتي الإصدارات في حين تشهد منطقة البادية السورية تصعيدًا عسكريًا بين تنظيم “الدولة” والنظام السوري، وتوترات أخرى في منطقة شرق الفرات التي أعلن “حراس الدين” وجوده فيها، بين “الجيش الوطني السوري” والنظام و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
كما تتزامن مع الهدوء الذي تشهده محافظة إدلب على جبهاتها منذ أكثر من عام.
تنظيم “الدولة”.. رواية مختلفة عن سوريا لم يسلم منها أحد
هاجم التنظيم ضمن فيلم “النهاية والبداية”، في 2 من كانون الثاني الماضي، جميع الجهات في سوريا، ولم يسلم منه أحد.
وتضمّن الفيلم تسجيلًا لقائد ومؤسس تنظيم “الدولة الإسلامية” الأول، “أبو بكر البغدادي”، قال فيه، “انتدبنا الجولاني من العراق إلى الشام ليلتقي خلايانا في الشام، ودعمناه بالرجال والمال”.
وهاجم الفيلم القائد العام لـ”هيئة تحرير الشام”، “أبو محمد الجولاني”، بعد أن وصلت أنباء عن فساد في “جبهة النصرة” تدور حول “الجولاني” ومقربين منه سعيًا لاعتراف بأنها قوة غير إرهابية،
وأرسل “البغدادي” نائبه “أبو علي الأنباري”، وهو الرجل الثاني في “الدولة الإسلامية”، وأقام “الأنباري” في مقر إقامة “الجولاني”، ليرسل لاحقًا إلى “البغدادي” بأن “الجولاني شخص ماكر ذو وجهين، يحب نفسه ولا يبالي بدين جنوده، ويسعى للظهور الإعلامي، ويطير فرحًا إذا ذُكر اسمه في الفضائيات”، بحسب رواية الفيلم.
إثر ذلك، بحسب الفيلم، اجتمع “البغدادي” مع “الجولاني” ليستمع منه، “وبدأ الجولاني بمسرحية بكاء”، وأصر شرعي “جبهة النصرة” “أبو ماريا الهراري” (القحطاني) على تجديد البيعة لـ”البغدادي”، أملًا في كسب الوقت والسيطرة الكاملة على الجبهة.
لكن “البغدادي” أعلن إلغاء اسم “جبهة النصرة” و”الدولة في العراق” ودمجهما باسم “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، وكان ذلك الإعلان العلني لـ”الدولة الإسلامية” في سوريا.
ودفع ذلك “الجولاني” للتآمر ضد “الدولة”، ومبايعة أيمن الظواهري زعيم تنظيم “القاعدة”، بحسب الفيلم، ليخلط الأمر على عناصر فصيله، لكن “أبو علي الأنباري” استطاع جذب القسم الأكبر منهم.
انحلت “جبهة النصرة” بعد ذلك في “جبهة فتح الشام”، معلنة فك ارتباطها بتنظيم “القاعدة”، لتندمج منذ عام 2017 مع مجموعة فصائل وتشكل “هيئة تحرير الشام” العاملة اليوم في إدلب السورية، تحت قيادة “الجولاني”.
يأتي إصدار “النهاية والبداية” بالتزامن مع عودة نشاط تنظيم “الدولة” مجددًا في سوريا والعراق، إذ زاد نشاطه خلال الأشهر الماضية، ورفع من أهمية الشخصيات التي يستهدفها.
“تحرير الشام”.. ذكرى التأسيس الرابعة
لخّصت “هيئة تحرير الشام”، في إصدار مصوّر بذكرى تأسيسها الرابعة في 28 من كانون الثاني الماضي، سنواتها الأربع من وجهة نظرها.
وجاء في الإصدار أن مكونات “الهيئة” التي شاركت في تأسيسها قدمت تنازلات بعد تشرذم الفصائل وانتصارات وإخفاقات عدة، منها سيطرة النظام على كامل مدينة حلب.
ولا ترى “الهيئة”، بحسب الإصدار، أن “معروف التنازلات التي قدمتها لقي الإنصاف”.
واستنكرت في الإصدار ما كان يجري في جنيف وأستانة من “تنازلات سياسية”، بالتزامن مع سيطرة مقاتليها على حي المنشية بدرعا،
وأشادت بالمعارك التي خاضتها بمشاركة فصائل أخرى، وقالت إنها حققت بسبب ذلك انتصارات في محافظات إدلب وحلب وحماة.
وهاجمت “الهيئة” تنظيم “الدولة الإسلامية”، واصفة إياه بـ”الخوارج”، وذكرت أن مقاتليها غدروا بها في الرهجان والقرى المحيطة فيها بريف حماة.
واليوم، أعلن “جهاز الأمن العام” التابع لوزارة الداخلية في حكومة “الإنقاذ” المدعومة من “تحرير الشام”، أنه قتل المدعو “أبو دجانة الداغستاني” الذي كان ينتمي إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”، في مدينة الدانا شمالي إدلب.
ويشن “جهاز الأمن” في محافظة إدلب عمليات مستمرة ضد خلايا التنظيم في المنطقة، إذ نفذ، في 12 من كانون الثاني الماضي، عملية أمنية ضد خلايا التنظيم في مدينة كفرتخاريم شمال غربي إدلب.
“حراس الدين”.. جغرافيا جديدة
أصدر تنظيم “حراس الدين”، العامل في محافظة إدلب، إصدارًا مصوّرًا لهجوم على قاعدة روسية في الرقة نفذه مطلع العام الحالي.
ويلاحَظ من إصدار “حراس الدين” تسجيل الوجود الجغرافي في منطقة جديدة خارج المنطقة التي اعتاد على العمل فيها.
ويظهر الإصدار الذي نشرته مؤسسة “شام الرباط” التي تنشر بيانات التنظيم، في 25 من كانون الثاني الماضي، القاعدة الروسية التي أقامتها القوات الروسية قرب بلدة تل السمن شمالي الرقة، وانفجار سيارة مفخخة على أبوابها.
وتبنى “حراس الدين” في بيان حينها العملية، وهي الأولى له في الرقة ضمن ما أسماها “غزوة العسرة”، بينما تجاهلت روسيا التعليق عليها.
وتضمّن الإصدار كلمات مصوّرة لمشاركين في عملية تل السمن.
ويعد التنظيم فرع “القاعدة” في سوريا، وهو على خلاف مع “هيئة تحرير الشام” أكبر فصائل إدلب، وجرت سابقًا مواجهات مباشرة بين الجانبين.
وتجنب “حراس الدين” مهاجمة أي جهة عسكرية أخرى، بعكس “هيئة تحرير الشام” وتنظيم “الدولة”.
وهاجم “حراس الدين” الفعاليات السياسية للمعارضة، وقال إن المؤتمرات السياسية عرقلت المعارك ضد النظام.
–