أعلنت السلطات الروسية الإلكترونية اليوم، الأربعاء 27 من كانون الثاني، أنها ستفرض غرامة على منصات التواصل الاجتماعي الكبرى، معللة ذلك بتحريض تلك المواقع القاصرين على الخروج في مظاهرات مؤيدة للمعارض الروسي أليكسي نافالني.
ونقلت شبكة “يورو نيوز” عن الشرطة المراقبة للوسائل السمعية والبصرية الروسية “روسكومنادروز” قولها، إنه “سيتم تغريم كل من فيسبوك وإنستجرام وتيك توك وفي كونتاكت وأودنوكلاسنيكي (…) إضافة إلى يوتيوب، بسبب عدم احترامها الشروط الهادفة إلى عدم نشر دعوات للقاصرين للمشاركة في تجمعات غير مرخص لها في 23 من كانون الثاني”.
ووفقًا لآخر ما سجله المرصد الروسي لـ”مراقبة الاضطهاد السياسي” (ovdinfo)، في 24 من تشرين الثاني الحالي، عبر حسابه في “تويتر”، فإن عدد المعتقلين في أنحاء روسيا بلغ أكثر من 3500 معتقل، موزعين على نحو 100 مدينة في روسيا، وفق ما ترجمته عنب بلدي.
بداية الاحتجاجات
شهد الشارع الروسي احتجاجات في عشرات المدن الروسية، بعدما حث المعارض الروسي نافالني الروس، في 18 من كانون الثاني الحالي، على النزول إلى الشوارع للاحتجاج على سياسة “الكرملين”، وذلك بعد اعتقاله من قبل الشرطة الروسية، وإقرار المحكمة الروسية باحتجازه احتياطيًا لمدة 30 يومًا.
وقال نافالني في تسجيل مصوّر نشره عبر قناته الشخصية في “يوتيوب”، “لا تخف، انزل إلى الشوارع. لا تخرج من أجلي، اخرج لنفسك ومستقبلك”، وفق ما ترجمته عنب بلدي.
وتابع المعارض الروسي، “إذا كان لدينا ما نخافه، فهو خوفك، وحقيقة أن حياتنا كلها سوف تمر تحت حكم هؤلاء اللصوص والأوغاد الذين استولوا على بلادنا. يحرموننا من إمكانيات الحاضر، يسرقون مستقبلنا”، وفق تعبيره.
وأشار إلى أنه لا يمكن تعويض الخسائر الناتجة عن فساد النظام الروسي إلا بتحرك الشعب الروسي، مضيفًا، “لن يساعدنا شيء ولن ينقذنا أحد. كل ما هو مطلوب لانتصار الشر هو تقاعس الأخيار. لا تكن خاملًا”.
فضائح “الكرملين” يكشفها نافالني
منذ أكثر من عقد، بدأ نافالني بمدونة فردية عن المناقصات الحكومية الوهمية والعقود الحكومية “الفاحشة”، ثم أنشأ مؤسسة إعلامية، تحقق في الفساد وإساءة استخدام السلطة في روسيا، وتنتج تقارير مكتوبة ومرئية مكثفة تجذب ملايين القراء والمشاهدين، وفق مقال للباحث السوري في قضايا المجتمع المدني وحقوق الإنسان وائل السواح، في صحيفة “العربي الجديد“.
كما أنشأ المعارض الروسي شبكة من المنظمين الميدانيين الذين كشفوا جهود بوتين في تزوير الانتخابات، وشكّلوا حالة رعب للرئيس الروسي.
اعتُقل مرارًا وأدين مرتين بتهم جنائية ملفّقة، لكن أيًا من هذه الإجراءات لم تنجح في إسكاته.
وقد أثار احتجاجات جماهيرية أجبرت السلطات على إطلاق سراحه في العام 2013، بعد يوم من الحكم عليه بالسجن خمس سنوات.
وبعد إدانته التالية، رفض الامتثال لحكم الإقامة الجبرية غير القانوني، ورفع دعوى قضائية في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان وفاز بها.
وعندما احتجزت الحكومة شقيقه أوليغ، وحكمت عليه بالسجن ثلاث سنوات ونصف السنة، ارتفع صوت أليكسي أكثر وصار أكثر فاعلية.
ومؤخرًا، حاولت شرطة بوتين السرية، في 2020، قتل نافالني عن طريق تسميمه بالمادة الكيميائية “نوفيتشوك”. ولم ينجُ نافالني فحسب، بل شارك في تأليف تحقيق بمحاولة القتل.
وكانت عودة نافالني إلى روسيا، واعتقاله فور هبوط طائرته في موسكو، ومن ثم دعوته الشعب الروسي إلى “النزول إلى الشوارع”، أثارت ضجة كبيرة في البلاد، حيث خرج عشرات الآلاف مطالبين بإطلاق سراحه.
ورفع المتظاهرون أيضًا لافتات تندد بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، كما رددوا شعار “بوتين كاذب” في فلاديفوستوك (أقصى الشرق).
وتظاهر مواطنون روس في نحو 60 مدينة في نهاية الأسبوع الماضي، بحسب ما قالته “أسوشيتد برس” آنذاك، واعتقلت الشرطة أكثر من 3000 منهم بسبب مخالفات عدة، منها التظاهر غير المرخص، أو ارتكاب أعمال شغب، أو حتى عدم احترام الإجراءات الصحية المتعلقة بفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
–