تعاني المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية في مدينة حمص لليوم الرابع على التوالي، انقطاعًا شبه كامل لعقار الإنسولين المخصص لمرضى السكري.
وتشهد أسعار العقار ارتفاعًا “غير مسبوق”، مع تضاعف سعر الإبرة الواحدة في الصيدليات والمستشفيات الخاصة، بحسب ما نقله مراسل عنب بلدي اليوم، الثلاثاء 26 من كانون الثاني.
عبد الرحمن، صيدلاني في محافظة حمص، تحفظ على ذكر اسمه الكامل لاعتبارات أمنية، أكد لعنب بلدي خلو المستشفيات والمستوصفات التابعة لمديرية صحة حمص من “فلاكونات الإنسولين” بشكل “شبه كامل”، ما زاد الطلب عليها من الصيدليات، ورفع سعرها.
وأوضح عبد الرحمن أن “البرنامج الوطني للسكري”، الذي تدعمه الحكومة، يقدم عقار الإنسولين للمرضى “مجانًا”، بعد تشخيص مرضهم من قبل لجنة مختصة، ويمنحهم الدواء اللازم بشكل دوري من المستوصفات والمستشفيات الحكومية.
وتحصل الصيدليات المرخصة على الإنسولين بإشراف نقابة الصيادلة وبكميات “محددة”، ويمكن للصيدليات الحصول على كميات إضافية عن طريق مستودعات الأدوية بشكل “غير رسمي”، وتتناقص كميات الدواء المتوفر في الصيدليات في حال انقطاعه من المستشفيات والمستوصفات الحكومية، وترتفع أسعاره بسرعة لزيادة الطلب عليه.
ووصل سعر “الفلاكونة” الواحدة من الإنسولين الوطني إلى ثمانية آلاف ليرة، والمهربة إلى 12 ألفًا، في حين يبلغ سعرها عادة 3200 ليرة، بحسب الصيدلاني عبد الرحمن.
“أبو إبراهيم”، رجل ستيني من مدينة تلبيسة مصاب بداء السكري، قال لعنب بلدي، إنه راجع أغلب المستشفيات والمستوصفات الحكومية ولم يحصل على أي جرعة، بينما اضطر لشراء ثلاث إبر من الإنسولين، بسعر 7500 ليرة لكل إبرة من إحدى الصيدليات، تكفيه لمدة شهر.
وقال صاحب مستودع أدوية في حمص، لعنب بلدي، إن مصدر الإنسولين الوطني الموجود في الصيدليات أغلبيته من مخصصات المستشفيات والمستوصفات، وطُرح في الصيدليات بصفقات “فساد”.
وأوضح صاحب المستودع أن القائمين على توزيع الإنسولين المخصص للمستشفيات والمستوصفات من قبل مديرية الصحة، يبيعون رصيدهم من العقار للمستشفيات الخاصة أو الصيدليات ومستودعات الأدوية.
ويؤمّن “البرنامج الوطني للسكري” الذي تدعمه وزارة الصحة، مستلزمات علاج المرضى من أشرطة السكري، وأقلام المعايرة، ورؤوس الإبر.
وبحسب إحصائية نشرها موقع “الدليل الطبي السوري”، في 26 من كانون الثاني الحالي، بلغ عدد المصابين بمرض السكري في حمص تسعة آلاف مريض، منهم ألفان شُخّصوا خلال العام الحالي، ونسبة الإناث تشكل 60% من المرضى.
وأشار الدكتور وليد جدوع، رئيس “برنامج السكري” في حمص، إلى وجود 19 عيادة فرعية للسكري متوزعة في المراكز الصحية المنتشرة في جميع أرجاء الحافظة، وتقوم العيادة المركزية بإعادة تقييم الوضع الصحي للمريض كل ستة أشهر أو سنة.
وأضاف الدكتور جدوع أن العيادات تستقبل وسطيًا 60 مريضًا بشكل يومي من المحافظة، علمًا أن قيمة الأدوية المصروفة على المرضى تقدر بالملايين سنويًا.
وحسبما نقلت صفحة “شبكة أخبار حمص الأسد 24/24″، في 24 من كانون الثاني الحالي، عن المكتب الإعلامي في مديرية صحة حمص، فإن المديرية تعمل على توفير الإنسولين في المحافظة “خلال أيام”.
–