يشهد الشارع الروسي احتجاجات في عشرات المدن الروسية، على خلفية اعتقال موسكو المعارض الروسي أليكسي نافالني، الأسبوع الماضي، في حين اعتقلت السلطات الروسية حتى الآن أكثر من 3000 محتج.
وأفادت وكالة “رويترز” بأن الشرطة الروسية اعتقلت أكثر من ثلاثة آلاف شخص واستخدمت القوة لتفريق مسيرات في أنحاء روسيا، السبت 23 من كانون الثاني.
في حين قال مرصد روسي مستقل، لـ”مراقبة الاضطهاد السياسي” (ovdinfo)، عبر حسابه في “تويتر”، إن عدد المعتقلين في أنحاء روسيا بلغ 3324 معتقلًا، موضحًا أن 1320 منهم في موسكو و490 في سان بطرسبرج، وفق ما ترجمته عنب بلدي.
Насчитали 3324 задержанных по всей России, из них 1320 в Москве и 490 в Санкт-Петербурге. Пока мы продолжаем работать с данными и помогать задержанным, оставайтесь с нами — мы все еще ведем онлайн: https://t.co/xXAgJ1yo4Q pic.twitter.com/fmzOGcYmLM
— ОВД-Инфо (@OvdInfo) January 24, 2021
وكان نافالني حث الشعب الروسي، في 18 من كانون الثاني الحالي، على النزول إلى الشوارع للاحتجاج على سياسة “الكرملين”، وذلك بعد اعتقاله من قبل الشرطة الروسية، وإقرار المحكمة الروسية باحتجازه احتياطيًا لمدة 30 يومًا.
وقال نافالني في تسجيل مصوّر نشره حينها، عبر قناته الشخصية في “يوتيوب”، “لا تخف، انزل إلى الشوارع. لا تخرج من أجلي، اخرج لنفسك ومستقبلك”، وفق ما ترجمته عنب بلدي.
وتابع المعارض الروسي، “إذا كان لدينا ما نخافه، فهو خوفك، وحقيقة أن حياتنا كلها سوف تمر تحت حكم هؤلاء اللصوص والأوغاد الذين استولوا على بلادنا. يحرموننا من إمكانيات الحاضر، يسرقون مستقبلنا”، وفق تعبيره.
وقال أحد المتظاهرين في موسكو سيرجي رادشينكو (53 عامًا) لـ”رويترز”، “لقد تعبت من الخوف. لم أحضر فقط لنفسي ونافالني ، ولكن لابني لأنه لا يوجد مستقبل في هذا البلد”.
دول كبرى تدين
سياسة قمع المظاهرات واعتقال مؤيدي نافالني، تبعها تنديد أمريكي بريطاني أوروبي، إذ وصفوا ما يجري بأنه “حملة منظمة” لقمع حرية التعبير في روسيا.
أمريكا
وقالت المتحدثة باسم السفارة الأمريكية في موسكو، ريبيكا روس، إن “السلطات الروسية تعتقل المتظاهرين السلميين والصحفيين (…) حملة منسقة لقمع حرية التعبير والتجمع السلمي”.
وأشارت روس إلى أن ما يجري هو امتداد لسنوات من تشديد روسيا القيود والإجراءات القمعية ضد المدنيين والإعلام المستقل والمعارضة السياسية.
الاتحاد الأوروبي
بموازاة ذلك، أدان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الاعتقالات التي تشنها السلطات الروسية.
وقال بوريل، عبر “تويتر”، “بعد الأحداث الجارية في روسيا، “بقلق أستنكر الاعتقالات الواسعة النطاق، والاستخدام غير المتناسب للقوة، وقطع الاتصال بالإنترنت والهاتف”، بحسب ما ترجمته عنب بلدي.
وأضاف، “سنناقش يوم الاثنين (غدًا) الخطوات التالية مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي”.
Following unfolding events in #Russia with concern. I deplore widespread detentions, disproportionate use of force, cutting down internet and phone connections.
We will discuss on Monday next steps with EU Foreign Ministers #FAC
— Josep Borrell Fontelles (@JosepBorrellF) January 23, 2021
المملكة المتحدة
بدورها، حثت المملكة المتحدة روسيا، السبت 23 من كانون الثاني، على احترام التزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية، في بيان، إن المملكة المتحدة “تشعر بقلق بالغ إزاء اعتقال المتظاهرين السلميين”، داعية “الحكومة الروسية إلى احترام التزاماتها الدولية في مجال حقوق الإنسان والامتثال لها، والإفراج عن المواطنين المعتقلين خلال المظاهرات السلمية”، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”.
وأمضى المعارض الروسي خمسة أشهر في برلين، حيث تلقى العلاج من غاز الأعصاب الذي استهدفه به عناصر من جهاز الأمن الروسي، وفق تحقيق شارك فيه كل من شبكة “CNN”، ومنصة “Bellingcat”، وصحيفة “دير شبيغل” الألمانية.
فضائح “الكرملين” يكشفها نافالني
منذ أكثر من عقد، بدأ نافالني بمدونة فردية عن المناقصات الحكومية الوهمية والعقود الحكومية الفاحشة، ثم أنشأ مؤسسة إعلامية، تحقق في الفساد وإساءة استخدام السلطة في روسيا، وتنتج تقارير مكتوبة ومرئية مكثفة تجذب ملايين القراء والمشاهدين، وفق مقال للباحث السوري في قضايا المجتمع المدني وحقوق الإنسان وائل السواح، في صحيفة “العربي الجديد“.
كما أنشأ المعارض الروسي شبكة من المنظمين الميدانيين الذين كشفوا جهود بوتين في تزوير الانتخابات، وشكّلوا حالة رعب للرئيس الروسي.
اعتُقل مرارًا وأدين مرتين بتهم جنائية ملفّقة، لكن أيًا من هذه الإجراءات لم تنجح في إسكاته.
وقد أثار احتجاجات جماهيرية أجبرت السلطات على إطلاق سراحه في العام 2013، بعد يوم من الحكم عليه بالسجن خمس سنوات.
وبعد إدانته التالية، رفض الامتثال لحكم الإقامة الجبرية غير القانوني، ورفع دعوى قضائية في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان وفاز بها.
وعندما احتجزت الحكومة شقيقه أوليغ، وحكمت عليه بالسجن ثلاث سنوات ونصف السنة، ارتفع صوت أليكسي أكثر وصار أكثر فاعلية.
وأخيرًا، حاولت شرطة بوتين السرية، في 2020، قتل نافالني عن طريق تسميمه بالمادة الكيميائية “نوفيتشوك”. لم ينجُ نافالني فحسب، بل شارك في تأليف تحقيق بمحاولة القتل.
–