ركود بسوق الذهب في سوريا يدفع إلى شراء “البرازيلي”
تشهد أسواق الذهب في سوريا ركودًا، لانخفاض عمليات البيع نتيجة ارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية، ما أدى إلى إقبال مواطنين على شراء “الذهب البرازيلي” عوضًا عن الذهب الأصلي.
ما “الذهب البرازيلي”؟
و”الذهب البرازيلي” هو معدن “فالصو” لا قيمة له، إذ إنه مكون من رصاص وقصدير، لكنه يشبه إلى حد كبير لون وبريق الذهب الحقيقي.
وقال رئيس “جمعية الصاغة وصنع المجوهرات بدمشق”، غسان جزماتي، في تصريح لصحيفة “الوطن” المحلية اليوم، الأحد 24 من كانون الثاني، إن ما يباع في الأسواق تحت مسمى “الذهب البرازيلي” ليس ذهبًا حقيقيًا، وإنما هو مجوهرات تقليدية ولا تمت للذهب بصلة.
وأضاف جزماتي أن “جمعية الصاغة” لا تشرف على عمل المحال التي تبيع “الذهب البرازيلي”، وليست مسؤولة عن عمليات البيع، والمحال التي تبيعه ليست منتسبة للجمعية.
وأوضح أن الجمعية تقدمت بطلب لـ “الاتحاد العام للحرفيين” ليخاطب الجهات المعنية لإلغاء صفة “الذهب البرازيلي” في المحال وكتابة مجوهرات تقليدية، لمنع التلاعب بالمواطنين، إذ إن البعض يشتري “الذهب البرازيلي” على أنه ذهب صُنع في البرازيل.
وأشار إلى أن تسعيره لا يتم عن طريق الجمعية، والأسعار التي يباع بها تحدد من أصحاب المحال التي تبيعه.
و”الذهب البرازيلي” غير قابل للبيع، لذلك من يشتريه يخسر قيمته المادية، كما أنه لا يحافظ على لمعانه ويتغير بعد فترة.
الذهب في صعود.. ما الأسباب؟
ويسيطر الركود على أسواق الذهب في سوريا، ولا يصل حجم المبيعات إلى أكثر من 1.5 كيلوغرام يوميًا، نتيجة لارتفاع أسعاره، ما سبب بإحجام المواطنين عن شرائه لانخفاض قدرتهم الشرائية بالنسبة لجميع السلع، وليس فقط الذهب.
ويغيب الاستقرار عن أسعار الذهب محليًا، ليسجل ارتفاعًا بعد كل انخفاض طفيف، بسبب ارتفاع أسعاره عالميًا وعدم ثبات سعر صرف الليرة السورية.
ووصل سعر غرام الذهب عيار 21 قيراطًا إلى 150 ألف ليرة سورية، في 22 من كانون الثاني الحالي، بسبب ارتفاع سعر الأونصة العالمي، مع تنصيب جو بايدن رئيسًا رسميًا للولايات المتحدة الأمريكية، إلى 1873 دولارًا أمريكيًا، قبل أن يستقر عند مستوى 1855 دولارًا للأونصة.
كما أدى لجوء المستثمرين إلى الذهب جراء تفشي جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، وارتفاع جاذبيته كملاذ آمن وسط احتمالات فرض قيود أكثر صرامة لاحتواء الجائحة، إلى ارتفاع أسعاره عالميًا.
ويتركز شراء الذهب على الادخار من ليرات وأونصات ذهبية، وذلك لكونه الملاذ الآمن في فترة ارتفاع الأسعار والتقلبات بالأسواق.
ويؤثر عدم ثبات سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي في سوريا على ارتفاع أسعار الذهب وعدم استقراره عند مستوى معيّن.
وسجل موقع “الليرة اليوم“، المتخصص بأسعار الليرة والعملات الأجنبية اليوم، الأحد 24 من كانون الثاني، 2890 ليرة سورية سعر شراء الدولار الأمريكي، و2910 ليرات سورية سعر مبيعه.
وبلغ سعر شراء غرام الذهب عيار 21 قيراطًا 150 ألفًا و706 ليرات سورية، وسعر المبيع 151 ألفًا و749 ليرة سورية اليوم، بينما بلغ سعر مبيع غرام الذهب عيار 18 قيراطًا 130 ألفًا و148 ليرة، وسعر شرائه 129 ألفًا و253 ليرة سورية.
لا ذهب خامًا في الأسواق
وبحسب تصريحات رئيس “جمعية الصاغة بدمشق”، فإن كل الذهب الذي يتداول في الأسواق حاليًا هو ذهب مستعمل يباع من المواطنين للصاغة، وبدورهم يعيدون صياغته وطرحه في المحال.
وأوضح جزماتي أن ذلك نتيجة عدم دخول أي ذهب خام إلى الأسواق منذ قرابة عشرة أشهر نتيجة إغلاق الحدود، بسبب تفشي جائحة فيروس “كورونا”، وبالذات إغلاق الحدود مع لبنان التي كان يدخل الذهب الخام عن طريقها.
وأشار إلى أن حجم الذهب الذي يأتي من أسواق القامشلي كل 15 يومًا لا يتعدى الـ20 كيلوغرامًا من الذهب “الكسر”، وترسل بدلًا عنه الكمية ذاتها من الذهب المشغول، بينما سابقًا كان يصل كل أسبوع نحو الـ70 كيلوغرامًا من الذهب “الكسر”.
استيراد الخام وتصدير المصنّع
وكانت وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية في حكومة النظام السوري سمحت، في أيلول 2019، بإدخال الذهب الخام بحوزة العرب والأجانب القادمين إلى سوريا واستبداله بالمصنع منه لإخراجه عن طريق المطارات حصرًا.
قرار السماح جاء بناء على مقترح “الجمعية الحرفية للصاغة في دمشق” القاضي بإدخال الذهب الخام بحوزة العرب والأجانب القادمين إلى سوريا، مقابل دفع رسم بقيمة 150 دولارًا أمريكيًا عن كل كيلوغرام واحد من الذهب الخام.
وكان رئيس الجمعية، غسان جزماتي، أوضح أنه مقابل ذلك، يسمح لمن أدخلوا الذهب الخام باستبداله بذهب مصنّع محليًا بشكل نظامي، عبر المطارات، وتحت إشراف الجمعية ومديرية الجمارك العامة، لرفد الخزينة العامة للدولة بالقطع الأجنبي، بالإضافة إلى تنشيط وتفعيل الورشات المحلية لصناعة الذهب، وتشجيع عودة الأيدي العاملة، وتشغيل الأخرى.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :