ظهر القائد العام لـ”هيئة تحرير الشام”، المسيطرة على إدلب، “أبو محمد الجولاني”، السبت 23 من كانون الثاني، وهو يستمع إلى طلبات مسؤولي المخيمات المتضررة بعد العاصفة المطرية.
ونشرت “تحرير الشام”، عبر قناة خاصة في “تلجرام“، صورًا اطلعت عليها عنب بلدي، أظهرت “الجولاني” وهو يستمع إلى طلبات مسؤولي بعض المخيمات المتضررة، بغرض “تلبيتها”، حسبما ذكرت القناة، التي أظهرت توزيع مبالغ ومواد إغاثية على السكان.
الظهور الرابع من نوعه
وليس هذا الظهور الأول لـ”الجولاني”، إذ زار، في 18 من كانون الأول 2020، أحد المخيمات بريف إدلب، واستمع إلى طلبات قاطنيه، وكانت الزيارة بعد 11 يومًا على وصف الولايات المتحدة “تحرير الشام” بأنها “ذات مصدر قلق خاص”، وبعد أقل من شهر على تحديد مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن قائدها.
وزار “الجولاني”، في أيار 2020، الجرحى والمصابين في أحد المستشفيات، بعد صدام جرى بين مقاتلي “الهيئة” ومحتجين على قرارها إعادة فتح المعابر التجارية مع النظام السوري، وخلّف قتيلًا وجرحى في صفوف المدنيين، إثر إطلاق النار عليهم.
وفي الشهر نفسه، ظهر “الجولاني” في مخيم بإدلب، وهو يستمع إلى طلبات السكان ويسجل احتياجاتهم، كما التقى بشيوخ العشائر في الشمال السوري، لمناقشة شؤون المنطقة، في أواخر آب 2020.
أبعاد الزيارة
وتواصلت عنب بلدي مع أحد الإداريين ضمن مخيم زاره “الجولاني” من قبل، طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، وحسبما قال فإن الطلبات التي سجلها قائد “الهيئة” نُفذ معظمها، مع إتمام بعض المشاريع الخدمية من قبل حكومة “الإنقاذ” تلبية لاحتياجات السكان، في حين ما زال بعضها “قيد الدراسة”.
وأضاف الإداري أن السكان الذين طلبوا طلبات شخصية من “الجولاني” حصلوا عليها، إلا أن تلك الزيارة باعتقاده لم تكن إيجابية على المخيم، بسبب التصنيف “الإرهابي” لـ”الهيئة” وقائدها.
“ربما تتحفظ المنظمات على تنفيذ العمل في المكان الذي زاره”، كما قال الإداري، مشيرًا إلى نقص الدعم الإغاثي المستمر عن المخيم، الذي لم تتغير حاله بعد الزيارة، رغم التواصل الدائم مع المنظمات والمسؤولين والداعمين، الذين يكتفون بتبرير ابتعادهم بأن المشاريع التي ينفذونها نطاقها محدود ولم تشملهم.
ومنذ بداية فصل الشتاء، تعرض 224 مخيمًا لأضرار بسبب الفيضانات التي نتجت عن أربع عواصف مطرية، حسب تقدير فريق “منسقو استجابة سوريا”، الذي قال إن احتياجات المخيمات الضرورية تتمثل بتجفيف الأراضي من الماء، وإقامة شبكات صرف صحي، وحفر خنادق لتصريف الماء و”تبحيص” وتجهيز الطرقات المؤدية للخيام.
وتسيطر “هيئة تحرير الشام”، على مناطق واسعة في محافظة إدلب، بعد محاربة فصائل عسكرية تابعة لـ”الجيش الحر”، وإبعادها عن المنطقة، وتشارك ضمن غرفة عمليات “الفتح المبين” في صد قوات النظام وروسيا عن التقدم في الجيب الأخير للمعارضة في شمال غربي سوريا.
–