عروة قنواتي
تدور عقارب الساعة بشكل سريع أمام أندية عملاقة في كرة القدم هذه الأيام، بل تكاد عقارب الساعة تتجاوز سرعة النتائج والأخبار والمسابقات، فتكشف أسرار غرف الملابس، وتضرب بطموحات الأندية والنجوم عرض الحائط، وتحفظ ماء وجه فرق عريقة قبل الدخول بتفصيلات العام 2021 حين تشتد المنافسة في إياب الموسم ودوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي.
العناوين السريعة مع عقارب الساعة، فشل كومان الهولندي بإحراز السوبر الإسباني ورفع معنويات برشلونة أمام أتلتيكو بلباو، لا أحد يستطيع تقدير الموقف بشكل واضح في النادي الملكي بعد خروج ريال مدريد من كأس الملك ونصف نهائي السوبر الإسباني.
شيء ما يشقق الجدار في ليفربول، صحوة البافاري مع الحذر كالعادة يا سادة، وفي إيطاليا وقبل قرار المقصلة يعتلي أندريا بيرلو والدون البرتغالي ومجموعة السيدة العجوز منصة السوبر الإيطالي على حساب نابولي غاتوزو بهدفين نظيفين.
كيف عاد؟ لا يهم كثيرًا هذا السؤال.
هل يحفظ ماء الوجه بهذا اللقب المحلي؟ أيضًا لا يهم كثيرًا.
ما المهم إذًا؟ أن يقال ماذا بعد السوبر الإيطالي يابيرلو!
يوفنتوس في ترتيب متراجع وخارج حدود الأربعة الكبار حتى الساعة، وأقلام الصحافة الإيطالية بدأت، بل وتابعت نقدها لقرار تعيين بيرلو، ولطالما وصفت القرار بالمتسرع وغير المحسوب، بيرلو الذي أتى على أنقاض ساري، الذي أتى بدوره خلفًا لأليغري طمعًا وحبًا بمنصة دوري أبطال أوروبا، وهذا حق مشروع لكل عشاق اليوفي.
ماذا بعد السوبر الإيطالي يا سيدي؟
في نهائي السوبر، انتصر بيرلو على غاتوزو الذي انتصر على اليوفي في نهائي كأس إيطاليا قبل أشهر، ولليوفي مع نابولي لقاء مؤجل في ذهاب الدوري ولقاء قادم في إياب الدوري، والمباراتان خلال 20 يومًا. ما علينا.
في ترتيب أوراق السيدة العجوز وتجاوز الفوضى، عمل لا يستهان به أمام نجوم الفريق ومدربهم، والجاهزية لتجاوز قطبي ميلان (إنتر ميلان وإي سي ميلان) تبدو كالجاهزية لمعركة عسكرية وبنفس الدقة.
في ذهاب هذا الموسم، فاز اليوفي على الميلان وكان أداء الميلان أفضل، وخسر اليوفي مع الإنتر ولم يكن موجودًا إلا بالقمصان، وفي ليل مظلم حالك السواد وأمام طريق المقصلة، يخرج بيرلو معلنًا انتصاره على نابولي في السوبر بهدفين لرونالدو وموراتا.
كل ما سيأتي بعد السوبر هو صعب أيها النجم الإيطالي!
في الدوري لا يمكن نسيان خلط الأوراق أمام أتلانتا ولاتسيو وساسولو، وفي الكأس المحلية أيضًا، أما في دوري أبطال أوروبا فيبدو التحدي صعبًا يا بيرلو، والطريق شائك وكثير العوائق، وعلى ما يبدو أيضًا أن طموحات اليوفي لهذا الموسم ستبقى في الإطار المحلي ولربما مع خسارة الدوري ومن دون لقب أوروبي!
إن تجاوز بيرلو هذه العقد وفك شيفرتها سيضمن لنفسه البقاء سنوات وسنوات، وإلا!
لن نستعجل الحكم والحديث والعنوان الأخير، وسنكتفي بالمباركة لجماهير اليوفي ولبيرلو بإنجاز السوبر حاليًا، على أن نشاهد في الجولات المقبلة جاهزية بيرلو واليوفي لما هو أبعد من السوبر الإيطالي.