زيدان بين مشروع الريال والأزمات

camera iconزين الدين زيدان أثناء مباراة ريال مدريد ضد ألكويانو (bein Sports)

tag icon ع ع ع

لم يكن الأسبوع الماضي سهلًا على عشاق نادي ريال مدريد الإسباني، فالجماهير اعتادت على التتويج بالألقاب المحلية والأوروبية برفقة المدرب الفرنسي.

خرج الريال من نصف نهائي كأس السوبر أمام أتلتيكو بلباو في مباراة عاند فيها الحظ النادي الملكي عدة مرات، ثم خرج في كأس الملك (البطولة الوحيدة التي لم يحققها زيدان مع الريال) أمام نادي الكويانو، الذي يلعب في الدرجة الثالثة بإسبانيا.

كشفت هذه الهزيمة عمق الأزمة التي يعيشها الريال، والمتمثلة بانخفاض مستوى اللاعبين، والتعثر أمام الفرق الأضعف فنيًا في الدوري المحلي ودوري أبطال أوروبا، بينما نجح بتجاوز الفرق الكبرى في كلتا البطولتين (أتلتيكو مدريد، برشلونة، إنتر ميلان).

وإضافة إلى ما سبق، تتزايد الانتقادات لزيدان لعدم استعانته بالشباب، الحجر الأساس في مشروع ريال مدريد الجديد.

أزمة الشباب.. مشروع النادي على المحك

أزمة زيدان الأولى تتمثل بالشباب في مواجهة ما تطلق عليه الصحافة الإسبانية “الحرس القديم”، وهم اللاعبون الذين حقق زيدان برفقتهم الثلاثية التاريخية في بطولة دوري أبطال أوروبا (منهم مارسيلو وفاران وكروس ومودريتش وكريم بنزيما وفاسكيز وأسينسيو)، في مقابل عدم الاستعانة بلاعبين آخرين كفالفيردي ويوفيتش وأوديغارد ورودريغو).

هذه الأزمة أدت أولًا إلى قرار خروج يوفيتش، وعودته على سبيل الإعارة إلى فريقه السابق، أنتريخت فرانكفورت، ليحقق المفاجأة ويسجل هدفين في أول مباراة له، مع أنه لم يلعب سوى 30 دقيقة فقط، بينما تؤكد الصحف الأوروبية على خروج أوديغارد إلى أرسنال الإنجليزي في الأيام المقبلة، أو عودته إلى ريال سوسيداد.

الأزمة لا تكمن فقط بخروج الشباب، بل ترتبط بأن الحرس القديم نفسه لم يعد بنفس مستواه السابق، وبالتالي فالفريق لا يحصل على النتائج المطلوبة، ولا يوظف اللاعبين الصغار لتطويرهم، وهو ما يضع مشروع بيريز باستقدام اللاعبين الصغار في السن على المحك، رغم أن التجربة نجحت سابقًا مع فاران وكاسيميرو وكارفخال، إذ نجحوا بحصد عشرات الألقاب.

وليس من الواضح لدى زيدان ما أسباب عدم استعانته بالشباب، خاصة أن تصريحاته الصحفية لا تخرج عن نطاق (الجميع يريد اللعب وسنستعين بالجميع).

وفي تقرير لصحيفة “Marca” الإسبانية، نشرته عبر موقعها الإلكتروني في 21 من كانون الثاني الحالي، بلغ عدد “ضحايا زيدان” (حسب وصف الصحيفة) تسعة لاعبين، منهم ستة لاعبين من الشباب، خرجوا في عهد زيدان على سبيل الإعارة أو بيع نهائي.

وتبرز الانتقادات الصحفية في نقطة الشباب، أن جميعهم تقريبًا قدموا مستويات ممتازة مع أنديتهم الجديدة، وبالتالي فإن الانتقاد يأتي من باب أن زيدان فشل بتطوير مواهبهم وإكسابهم الخبرة اللازمة ودمجهم في منظومة الفريق.

جدول اللاعبين الشباب الخارجين في عهد زيدان (تصميم عنب بلدي)

نتائج تبعد الريال عن منصات البطولات

الأزمة التي تواجه زيدان (في واحدة من أكثر لحظاته صعوبة ضمن جدران النادي الملكي، من انخفاض مستوى اللاعبين وعدم توظيف الشباب)، ترتبط بها أزمة تسجيل الأهداف وما يتبع هذا الأمر من فقدان للنقاط.

الريال خاض منذ بداية الموسم الحالي 30 مباراة في أربع بطولات مختلفة، هي الدوري الإسباني وكأس الملك وكأس السوبر ودوري أبطال أوروبا.

وفي حين نجح بصعوبة بتصدر مجموعته والانتقال إلى الدور الثاني في البطولة الأوروبية، خرج الريال مبكرًا من كأس الملك ومن بطولة السوبر، بينما يحتل المركز الثاني على سلم ترتيب الدوري الإسباني بفارق سبع نقاط أمام المتصدر أتلتيكو مدريد، الذي يملك مباراة مؤجلة.

وفي حال نجح أتلتيكو بالفوز في المباراة المؤجلة، سيرفع الفارق بينه وبين الريال إلى عشر نقاط كاملة، وهو ما سيصعب المهمة على الريال للحاق بمنافسه الذي يعيش أفضل فتراته.

ومنذ بداية الموسم، وخلال 30 مباراة، نجح الريال بتسجيل 43 هدفًا فقط، منها 30 هدفًا بالدوري في 18 مباراة، و11 هدفًا في دوري أبطال أوروبا خلال ست مباريات، وهدف واحد في كأس الملك ومثله في السوبر الإسباني.

كنظرة عامة، لا يبدو سجل الريال التهديفي سيئًا خلال الموسم الحالي (هدف ونصف في كل مباراة فقط) في غياب رأس حربة صريح أو لاعب قادر على اقتناص الفرص.

هذا الأمر يؤثر على نتائج الفريق (إلى جانب أداء الفريق وغياب الشق التكتيكي)، إذ خسر الريال 17 نقطة في الدوري عبر خسارته ثلاث مباريات وتعادله في أربع، وهذا الأمر يرتبط أيضًا بفشل الفريق بتسجيل الأهداف.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة