قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن بلاده قد تتدخل بنفسها من أجل إخراج مقاتلي حزب “العمال الكردستاني” (PKK) من قضاء سنجار شمالي العراق.
وفي تصريحات صحفية، الجمعة 22 من كانون الثاني، بمدينة اسطنبول التركية، أكد أردوغان أنه لا يستبعد تدخل بلاده بهدف طرد مقاتلي حزب “العمال الكردستاني” من سنجار.
ولفت الرئيس التركي إلى أن وزير الدفاع، خلوصي أكار، أكد عقب زيارته الأخيرة إلى العراق، استعداد بلاده لتقديم الدعم اللازم لطرد المسلحين من سنجار، في حال طلبت الحكومة العراقية القيام بذلك.
وأبدى أردوغان استعداد بلاده الدائم لتنفيذ العمليات المشتركة، وقال في هذا الصدد، “لدي عبارة أقولها دائمًا، قد نأتي على حين غرة ذات ليلة. هذه هي خلاصة الأمر”.
وكان وزير الدفاع التركي أشار في تصريح له، الأربعاء الماضي، إلى أن تركيا تتابع عن كثب إخراج مقاتلي حزب “العمال” من محيط قضاء سنجار، مبديًا استعدادها لتقديم الدعم في هذا الخصوص.
وقال في هذا السياق، “لاحظنا تقارب وجهات النظر بين الطرفين حول الكثير من الملفات، وهذا يبعث السرور. توصلنا إلى تفاهمات حول العديد من المسائل”.
زيارة قد تكون وراء التغيير
وجاءت هذه التصريحات على خلفية زيارة لخلوصي أكار، برفقة رئيس الأركان، يشار غولر، في 18 من كانون الثاني الحالي، إلى العاصمة العراقية بغداد وإلى أربيل في كردستان العراق، في زيارة غير رسمية مفاجئة.
والتقى أكار خلال زيارته بالرئيس العراقي، برهم صالح، وبرئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، كما نقلت وكالة الأنباء العراقية “واع”.
وأكد الكاظمي حينها رفض بلاده أي تهديد يستهدف الجارة تركيا من الأراضي العراقية، كما لفت إلى ضرورة تفعيل الاتفاقيات التي أُُقرت خلال زيارته الماضية إلى أنقرة.
بالإضافة إلى أهمية التزام أنقرة بتنفيذ تعهداتها الاستثمارية التي قطعتها في مؤتمر الكويت لدعم العراق، عام 2018، بحسب بيان نقلته الوكالة العراقية الرسمية.
كما شملت زيارة أكار، التي استمرت يومين، زيارة إقليم كردستان العراق، لإجراء لقاءين منفصلين مع رئيس الإقليم، نيجيرفان بارازاني، ورئيس وزراء الإقليم، مسرور بارازاني.
وفي 9 من تشرين الأول 2020، وقعت حكومتا بغداد وأربيل اتفاقًا بهدف حفظ الأمن في قضاء سنجار، وإخراج جميع الجماعات المسلحة غير القانونية، وذلك بالتنسيق بين قوات الأمن الاتحادية وقوات إقليم كردستان العراق.
ونص الاتفاق على إنهاء وجود حزب “العمال الكردستاني” في سنجار، وإلغاء أي دور للكيانات المرتبطة بها في المنطقة.
وأعلنت الحكومة العراقية، في 21 من تشرين الثاني 2020، بدء تطبيق الاتفاق، بانتشار قواتها في مواقعها داخل سنجار.
عمليات عسكرية تركية في العراق
نفذت تركيا في العراق عملية “مخلب النسر”، وبدأتها في 15 من حزيران 2020، شمالي الأراضي العراقية، “بهدف حماية أمن حدودها وإبعاد حزب (العمال) وعناصر إرهابيين آخرين، بعد مهاجمتهم مراكز الشرطة التركية والقواعد التركية باستمرار”.
واستهدفت الطائرات التركية في “مخلب النسر” مراكز تعود لعناصر الحزب في مناطق سنجار وقرجيك وقنديل والزاب وأفشين باسيان وهاكورك، التي يتخذها قاعدة له شمالي العراق.
ونقلت وزارة الداخلية التركية في بيان، أنه “بعد عمليات مراقبة بمناطق زاب وأفاشين وبيسان شمالي العراق، جرى تحييد إرهابيين اثنين في غارة جوية”.
ونشرت الدفاع التركية الصور الأولى من العملية، قائلة إنها دمرت 81 هدفًا تتكون من ملاجئ وكهوف تعود إلى “PKK”، مؤكدة عودة جميع الطائرات إلى مرابضها بسلام.
كما نفذت تركيا عملية “مخلب النمر”، التي بدأتها في شمالي العراق، في 17 من حزيران 2020، بهدف تحييد حزب “العمال” والعناصر “الإرهابيين”، الذين يهددون حدودها.
وقالت وزارة الدفاع التركية، إن القوات الجوية وقوات “الكوماندوز” المدعومتين بمروحيات وطائرات مسيّرة انتقلتا إلى منطقة هفتانين في عملية جوية، ردًا على عناصر حزب “العمال الكردستاني” (PKK)، وغيره من المنظمات “الإرهابية” التي تستهدف المخافر والقواعد العسكرية التركية في المنطقة.
واعتبرت أن العملية حققت أهدافها بنجاح، خصوصًا مع مشاركة القوات البرية لـ”الكوماندوز” التركي الذي سبق دخوله قصف مدفعي مكثف.
موقف العراق السابق من التحركات التركية
كانت السلطات العراقية تستنكر الهجمات التركية الحاصلة في المناطق التابعة لها، معتبرة ذلك خرقًا لسيادتها ووحدة أراضيها.
وطالب العراق تركيا، في 15 من حزيران 2020، بإيقاف اختراق الأجواء العراقية، معتبرًا ذلك “تصرفًا استفزازيًا”.
وجاء ذلك في بيان صحفي لـ”قيادة العمليات المشتركة” قالت فيه، “عاودت الطائرات التركية الاقتراب من الحدود العراقية حتى ساعة متأخرة من ليلة أمس، وهذا التصرف الاستفزازي لا ينسجم مع التزامات حسن الجوار وفق الاتفاقيات الدولية، ويعد انتهاكًا صارخًا للسيادة العراقية”.
ودعت إلى “إيقاف هذه الانتهاكات احترامًا والتزامًا بالمصالح المشتركة بين البلدين”، مؤكدة أن العراق على أتم الاستعداد للتعاون بين البلدين، وضبط الأوضاع الأمنية على الحدود المشتركة.
–