وفي حديث إلى عنب بلدي اليوم، الجمعة 22 من كانون الثاني، أوضح مدرّس لمادة الرياضيات من أهالي الدرباسية (تحفظ على نشر اسمه)، أن المدرّسين اعتقلوا بتهمة تدريس المناهج التعليمية الخاصة بالنظام وإعطاء دورات تقوية بهذه المناهج.
بينما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصادر محلية أن مسلحين من “أسايش” اعتدوا بالضرب بالبنادق على المتظاهرين، وخاصة على أهالي المعلّمين المختطفين، قبل أن يطلق عدد من المسلحين النار بشكل عشوائي لترهيب المتظاهرين.
وأدانت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” قيام “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بحملة دهم واعتقال في مدينة الدرباسية بريف محافظة الحسكة الشمالي.
ووثّقت “الشبكة” اعتقال سبعة مُدرّسين، بسبب تدريسهم لمنهج تعليمي يخالف المنهج المفروض من “قسد” في مناطق سيطرتها، وجرى اقتيادهم إلى جهة مجهولة.
وتحدثت “الشبكة” عن مصادرة هواتفهم ومنعهم من التواصل مع ذويهم، معبرة عن مخاوفها من تعرّضهم لعمليات تعذيب، وأن يُصبحوا في عداد المُختفين قسريًا كحال 85% من مُجمل المعتقلين.
وتأتي هذه الحادثة في وقت يشهد توترًا بين النظام السوري و”أسايش” على خلفية اعتقالات واشتباكات متبادلة بين الجانبين.
وفي 29 من تشرين الثاني 2020، أعلن وزير التربية في حكومة النظام السوري، دارم طباع، أن العمل جارٍ لإعادة المدارس التي تديرها “الإدارة الذاتية” (الكردية) إلى سيطرة النظام، متعهدًا بتدريس اللغات الكردية والسريانية والآشورية فيها.
وتحدث حينها عن جهود تبذلها حكومة النظام مع المنظمات الدولية لإعادة المدارس الواقعة تحت سيطرة “الإدارة الذاتية” إليها.
ومنذ عام 2015، بدأت “الإدارة الذاتية” بإدخال المناهج الجديدة باللغة الكردية إلى الصفوف الابتدائية الأولى في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ثم انتقلت بشكل تدريجي إلى تعميم المناهج الجديدة على الطلاب في المراحل الدراسية المختلفة، حتى وصلت إلى الصف التاسع الإعدادي.
وفي نيسان من عام 2019، افتتحت هيئة التربية والتعليم التابعة لـ“الإدارة الذاتية” في مدينة القامشلي، أول أكاديمية تعليمية باللغة الكردية في شمال شرقي سوريا.
وأتت الخطوة حينها تكريسًا لمشروع “الإدارة الذاتية” الذي ترى من خلاله أن من حق الطلاب السوريين الكرد التعلم بلغتهم الأم، بعد أن بدأت بتعليم اللغة الكردية في مدارس المنطقة منذ سيطرتها قبل أعوام.
–