يسود تخوف من الإصابة بمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال الذين أُصيبوا بفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، أو خالطوا أشخاصًا مصابين فيه.
حالات في سوريا ولبنان
وسجلت مستشفى “دمشق” (المجتهد) سبع إصابات بمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة (MIS-C) منذ أيلول 2020، كانت لدى أربع منها نتيجة اختبار إيجابية لفيروس “كورونا”.
وقال رئيس قسم الأطفال في مستشفى “دمشق”، الدكتور قصي الزير، لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، في 5 من كانون الثاني الحالي، إن الحالات السبع المسجلة هي لأطفال تتراوح أعمارهم بين 3 و12 عامًا، وجرت مراقبتهم في المستشفى حتى ظهور التحسن السريري وبدء الشفاء دون أي اختلاطات تذكر.
كما تخوف رئيس مركز أبحاث الأمراض الجرثومية في الجامعة الأمريكية ببيروت، والبروفيسور في طب الأطفال، غسان دبيبو، من ارتفاع عدد حالات المصابين بمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال، في حال ارتفع عدد الإصابات بفيروس “كورونا” بين الأطفال في لبنان.
وقال دبيبو في حديث مع صحيفة “المدن” اللبنانية، في 19 من كانون الثاني الحالي، إن قلة وجود غرف العناية الفائقة المتخصصة للأطفال في لبنان، يجعل الأطفال الذين يصابون بهذه المتلازمة يعانون من إمكانية تلقي العلاج اللازم.
وأوضح أن ثلاث حالات فقط شُخصت لأطفال مصابين بهذه المتلازمة في الجامعة الأمريكية ببيروت، وأنهم تلقوا العلاج وشفوا تمامًا.
ما متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة (MIS-C)
المتلازمة لدى الأطفال ليست داء بحد ذاتها، لأن سببها وعوامل الخطورة المرتبطة بها لا تزال مجهولة حتى الآن، إنما هي مجموعة من العلامات والأعراض المشابهة للمرض النادر “كاواساكي”، تصيب الأطفال بعد إصابتهم بفيروس “كورونا”، أو مخالطتهم لمريض مصاب بالفيروس.
وبحسب تقرير لـ”مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها” (CDC)، تعد المتلازمة حالة يمكن أن تلتهب فيها أعضاء وأنسجة مختلفة من الجسم، بما في ذلك القلب أو الرئتان أو الأوعية الدموية أو الدماغ أو الجلد أو العينان أو أعضاء الجهاز الهضمي.
وتأتي أعراضها الأولية على شكل حمى، ألم بطني، تقيؤ، إسهال، ألم في الرقبة، طفح جلدي، شعور زائد بالتعب، واحمرار شديد في العيون.
وفي الحالات المتقدمة، يعاني المصاب من صعوبة في التنفس، ألم مستمر في الصدر، ألم شديد في البطن، وزرقة الشفاه والوجه.
ومعظم الأطفال الذين يصابون بها تظهر عليهم حالات التحسن في المستشفى بعد وقت، لكن تتفاقم حالة بعض الأطفال بسرعة لدرجة تهدد حياتهم.
وقال طبيب الأطفال بشير طالب، العامل في مركز “صحة المهاجرين” في تركيا، لعنب بلدي، إن العلاج الذي يتلقاه الطفل في المستشفى واسع جدًا بالنسبة لهذه المتلازمة، فهو يعتمد بشكل رئيس على الجهاز أو العضو المصاب بالالتهاب، ودرجة التهابه.
وتُعالج الأعراض غالبًا في قسم العناية المركزة، إذ يحتاج المصاب إلى أكسجين صافٍ ومضادات حيوية وفيروسية، وتعديل نقص السوائل الناتج عنها في الجسم.
علاقتها بفيروس “كورونا المستجد”
توصل أطباء في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، في نيسان 2020، إلى تقارير لأطفال يعانون من متلازمة التهابية شديدة مع أعراض تشبه أعراض “كاواساكي”، وارتبطت هذه المتلازمة بالأطفال الذين أُصيبوا سابقًا بفيروس “كورونا”، أو كانوا مخالطين لمريض مصاب بالفيروس، ولكن الدراسات ما زالت مستمرة حتى الآن لمعرفة معلومات إضافية حولها.
ما متلازمة “كاواساكي”
تتشابه متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال (MIS-C) في بعض العلامات والأعراض نفسها مع مرض “كاواساكي”، وهو مرض مجهول السبب، يصيب بشكل رئيس الأطفال دون سن الخامسة، ويسبب التهابًا في جدران الأوعية الدموية، خاصة التي تزود عضلة القلب بالدم (الشرايين التاجية)، ويسعى الباحثون لمعرفة ما إذا كانت الحالتان مرتبطتين أم لا.
وبحسب تقرير لـ”مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها” (CDC)، اكتشف المرض لأول مرة في اليابان على يد طبيب أطفال يدعى “Tomisaku Kawasaki” (وسمي المرض باسمه) في عام 1967.
وجرى الإبلاغ عن الحالات الأولى خارج اليابان في هاواي عام 1976.
وتشمل العلامات السريرية الحمى والطفح الجلدي وتورم اليدين والقدمين وتهيجًا واحمرارًا في بياض العين، وتضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة وتهيج والتهاب الفم والشفتين والحلق، وغالبًا ما يصيب المراهقين والأطفال الصغار.
ويعد معدل الاستشفاء منه جيدًا، لأن المصابين به يترتب عليهم مراجعة المستشفى، الأمر الذي سهل جمع بيانات إضافية عن خطورته.
–