اتهم المرشح لتسلّم منصب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، تركيا بأنها “لا تتصرف كحليف”، مشيرًا إلى أن واشنطن ستراجع ما إذا كانت هناك حاجة لمزيد من العقوبات على أنقرة بسبب تسلّمها منظومة الدفاع الجوي الروسية “S-400”.
ونقلت وكالة “رويترز” عن بلينكن، مساء الثلاثاء 19 من كانون الثاني، وعشية تنصيب بايدن رئيسًا لأمريكا، قوله إن “فكرة أن يكون شريكنا الاستراتيجي (تركيا) أو ما يسمى بالشريك الاستراتيجي، متوافقًا في الواقع مع أحد أكبر منافسينا الاستراتيجيين وهو روسيا، غير مقبولة”، بحسب تعبيره.
وأوضح مرشح الخارجية أن بلاده بحاجة إلى إلقاء نظرة على تأثير العقوبات الحالية على تركيا، ومن ثم تحديد ما إذا كان هناك المزيد للقيام به، مستطردًا بأن، “تركيا حليف، ومن نواحٍ عديدة لا تتصرف كحليف، وهذا تحدٍ كبير جدًا بالنسبة لنا، ونحن واضحون جدًا بشأنه”.
ضغط على الزناد
في 14 من كانون الأول 2020، فرضت الولايات المتحدة حزمة عقوبات على أنقرة، ضمن قانون “كاستا” (CAASTA)، وذلك على خلفية شراء وتشغيل واختبار تركيا منظومة صواريخ “S-400” الروسية للدفاع الجوي.
وذكرت وكالة “الأناضول” حينها، أن العقوبات شملت رئيس مؤسسة الصناعات الدفاعية في الرئاسة التركية “SSB”، إسماعيل دمير، ومسؤولي المؤسسة مصطفى ألبر دنيز، وسرحات غانش أوغلو، وفاروق ييغيت.
كما شملت العقوبات توقف بنك التصدير والاستيراد في الولايات المتحدة عن تقديم قروض للمؤسسة التركية.
وفي بيان صحفي نشرته آنذاك، أدانت وزارة الخارجية التركية العقوبات الأمريكية، مشيرة إلى أن أنقرة ستتخذ الإجراءات اللازمة ضد قرار العقوبات الذي لا مفر من تأثيره سلبًا على العلاقات بين البلدين.
وانتقد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، فرض عقوبات على أنقرة بسبب شرائها المنظومة الروسية، واصفًا ذلك بالخطوة غير الشرعية من قبل واشنطن.
ما هو “كاستا” (CAASTA)
هو قانون فيدرالي اعتمدته الولايات المتحدة لمعاقبة أعداء أمريكا، ويفرض عقوبات على إيران وكوريا الشمالية وروسيا، وتم تمرير مشروع القانون إلى مجلس الشيوخ وإقراره، في 27 من تموز 2017.
وفي 2 من تشرين الثاني من العام نفسه، وقّع ترامب عليه ليصبح قانونًا، واعتبر القانون في الوقت عينه “معيبًا بشكل خطير”.
سيتم فرض العقوبات على تركيا بموجب القانون، وجاء للضغط على ترامب من أجل تمريرها رغم علاقته الشخصية مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
“S-400” وشرخ العلاقات
أدى شراء أنقرة نظام “S-400” عام 2019 إلى إثارة التوترات مع واشنطن، ففي شباط من العام نفسه، أعلنت تركيا رفضها الاستجابة للضغوط الأمريكية بشأن إتمام صفقة شراء منظومة صواريخ “S-400” من روسيا، معلنة أن الأمر ليس مجالًا للبحث.
وأكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، حينها، أن شراء بلاده منظومة صواريخ “S-400” الروسية هو صفقة محسومة، على الرغم من جهود واشنطن لإقناعها بالتخلي عنها واستبدال منظومة “باتريوت” الأمريكية بها.
اقرأ أيضًا: تركيا تحسم الأمر فيما يتعلق بصواريخ “S-400” الروسية
وعبر الرئيس التركي عن أمله بأن تغير الولايات المتحدة موقفها تجاه شراء تركيا منظومة “S-400” الروسية للدفاع الجوي، مؤكدًا أنه لا عودة عن الاتفاق مع روسيا، وأنه يشكل أولوية دفاعية بالنسبة لبلاده.
بموازاة ذلك، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في أواخر حزيران من العام ذاته، إن على تركيا التخلي عن شراء صواريخ “S-400” الروسية، واصفًا الصفقة بـ“المشكلة”.
وقال ترامب على هامش اجتماعات قمة “العشرين” التي انعقدت في مدينة أوساكا اليابانية، في 29 من حزيران 2019، “يتعيّن على تركيا أن تتخلى عن صفقة (S-400)، إنه أمر غير مقبول، وعلى تركيا عدم شراء هذا النوع من الأسلحة لأنها عضو في (الناتو)، ويجب علينا التقيد بجميع الالتزامات”.
وأشار ترامب في الوقت نفسه إلى أن تركيا كانت دولة صديقة، وأن التعاون التجاري بين البلدين كبير وسيتعاظم.
–