بين خصمين.. أهالي حيي حلكو وطي في القامشلي تحت الحصار

  • 2021/01/19
  • 7:15 م
تعبيرية عن حصار حيين في مدينة القامشلي (تصميم عنب بلدي)

تعبيرية عن حصار حيين في مدينة القامشلي (تصميم عنب بلدي)

17 يومًا مرت على حصار قوات الأمن الداخلي (أسايش)، التابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) لحيي حلكو وطي في مدينة القامشلي، بمحافظة الحسكة.

“ليست الأمور على ما يرام، من واجب المتنازعين مراعاة وجود مدنيين”، حسبما قال طلال الحسن، الرجل الستيني من سكان حي طي لعنب بلدي.

“المتنازعان”، اللذان لم يذكرهما طلال صراحة، لم يرغبا بقبول بعضهما منذ البداية، والأهالي ما زالوا الضحية التي تدفع الثمن، حسب قوله.

على خلفية اعتقالات متبادلة بين “أسايش” وميليشيا “الدفاع الوطني”، سبقها سقوط قتيل وعدد من الجرحى نتيجة إلقاء قنبلة وإطلاق النار، أغلقت “قسد” حيي حلكو وطي في القامشلي الواقعين تحت سيطرة النظام السوري، منذ بداية كانون الثاني الحالي.

تصرفات “غير مسؤولة”

أرجع قيادي من “أسايش”، طلب عدم الكشف عن اسمه، في حديث إلى عنب بلدي، السبب الرئيس لتوترات القامشلي، إلى التصرفات “غير المسؤولة” من قبل قوات النظام في المدينة.

النظام السوري “غير قادر” على حكم المنطقة، و”غير مرغوب فيه” من قبل الأهالي، الذين يديرون شؤونهم عن طريق مؤسسات “الإدارة الذاتية”، حسب رأي القيادي، مشيرًا إلى أن “الإدارة” كانت حلًا وبديلًا “للمركزية والسلطوية والفساد” التي كانت عاملًا رئيسًا في انطلاق الاحتجاجات ضد النظام عام 2011.

من جانب آخر، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، في 10 من كانون الثاني الحالي، خبرًا مفاده احتجاج أهالي حي حلكو على ممارسات “قسد”، و”منعها” دخول المواد الغذائية إليهم، و”حرمانهم” من أي خدمات، “ما يفاقم الأوضاع السيئة التي يعيشونها”.

يخشى سكان الحيين، كما قال عبد النافع خضيّر (35 عامًا)، من سكان حي طي، لعنب بلدي، أن تتحول المنطقة إلى ساحة حرب بين “قسد” و النظام السوري.

لكن الحرب، التي لم تستثنِ أي منطقة في سوريا خلال الأعوام السابقة، لم تخلُ من الاتفاقات المرحلية بين النظام السوري و”قسد”، التي حاولت مرارًا صد كل من تنظيم “الدولة الإسلامية” والقوات التركية المتقدمة شمالًا، مفضلة دعوة النظام إلى “الحوار” على محاربته أيضًا، في حين استمر وصف الحكومة السورية لهم بـ”الانفصاليين”.

تعامل على مضض

“تحاول بعض الأطراف اتهامنا بالعمالة لقوات النظام وهذا غير صحيح”، قال القيادي في الأمن الداخلي (أسايش) لعنب بلدي، مشيرًا إلى أن تجنب الاشتباك المباشر مع النظام كان “قرارًا” من “قسد” لبناء مؤسسات إدارية في المنطقة، والاعتراف والتمثيل الدولي ما زال من نصيب النظام السوري، ومن “الصعب في الوقت الحالي” التفاوض دوليًا خارج هذا الإطار.

وعن الحصار المفروض على حيي حلكو وطي في مدينة القامشلي، أكد القيادي لعنب بلدي أن الحال ستبقى على ما هي عليه “حتى إفراغ المربع الأمني من قبل قوات النظام”، وتوجهها نحو مطار المدينة، الذي يقع في أطرافها الجنوبية، رافضًا الإدلاء بأي معلومات حول المعتقلين لدى الطرفين.

على الجانب الآخر، وحسب رأي أحد مقاتلي “الدفاع الوطني”، الذي جرى التواصل معه في اتصال هاتفي، طالبًا عدم الكشف عن اسمه، فإن “قسد” تبتز قوات النظام، و”تعوّل كثيرًا” على الدعم الأمريكي “غير المحدود” لها، وهي تحقق مصالح دولية على أرض سوريا، حسب وجهة نظره.

المقاتل في “الدفاع الوطني” أكد أن قوات النظام “لا تستطيع حاليًا” القضاء على “قسد” أو حتى فتح جبهة معها، بسبب تعقد الأمور وتشابك المصالح الدولية وارتباط كل منهما بها.

من جانب سكان القامشلي، الذين استطلعت عنب بلدي آراءهم، فإن المناطق التي تديرها “قسد” و”الإدارة الذاتية” تعيش وضعًا أمنيًا واقتصاديًا “أفضل” من المناطق الواقعة تحت حكم النظام السوري.

شيّار خلو (45 عامًا)، يعمل مدرّسًا في القامشلي، يعتقد أن ما يجري في المدينة يهدف بشكل من الأشكال إلى “إفراغها” من سكانها الكرد من خلال “استدامة” التوتر الأمني، ودفعهم للهجرة نحو مناطق أخرى، وخصوصًا نحو الرقة والمناطق البعيدة عن الحدود، لإرضاء الدولة التركية “المحتلة” لمناطق عديدة في شمالي وشرقي سوريا.

وتابع شيار حديثه لعنب بلدي معتبرًا أن “الإدارة الذاتية” هي الحل الأنسب لإدارة مناطق الجزيرة والفرات، التي “عانت الكثير من ظلم وتسلط النظام السوري” خلال السنوات السابقة، بحسب تعبيره.

الدور الروسي “ميّال” لمصلحة النظام

ربط عضو الهيئة الرئاسية في حزب “الاتحاد الديمقراطي” (PYD) آلدار خليل، في لقاء نشرته وكالة “هاوار” في 12 من كانون الثاني الحالي، بين الهجمات التركية على عين عيسى وما يجري من توترات في مدينة القامشلي، معتبرًا أن الهدف واحد وهو محاولة “إضعاف الإدارة الذاتية وإرباكها داخليًا”.

وأيّد القيادي في “الأمن الداخلي” ما قاله خليل، معتبرًا أن الدور الروسي يميل دائمًا لمصلحة النظام الذي تقف روسيا لجانبه، التي تحمل إملاءات لـ”قسد” من النظام، وهذا “مرفوض” من جميع المستويات في شمال شرقي سوريا، على حد قوله.

ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية، الاثنين 18 من كانون الثاني، عن مسؤول مركز المراقبة الروسي- السوري المشترك قوله، إن نحو 300 جندي روسي اتجهوا للحسكة لـ”تهدئة الصراع في المنطقة”، في إشارة إلى التوترات بين الجانبين التركي والكردي، التي بدأت قبل شهر في عين عيسى شمالي الرقة.

وحافظت قوات النظام السوري خلال سنوات الحرب السورية على وجود أمني محدود لها في أحياء من مدينة القامشلي، من بينها حيّا طي وحلكو، كما توجد بعض المؤسسات المدنية التابعة للنظام مثل دائرة السجل المدني والقصر العدلي ومديرية المالية بالقرب من الكراج السياحي، إضافة إلى سيطرة كاملة للنظام على مطار المدينة والقرى المحيطة به في ريفها الجنوبي.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا