حث المعارض الروسي أليكسي نافالني، اليوم الاثنين 18 من كانون الثاني، الشعب الروسي على النزول إلى الشوارع للاحتجاج على سياسة “الكرملين”، وذلك بعد اعتقاله من قبل الشرطة الروسية، وإقرار المحكمة الروسية باحتجازه احتياطيًا لمدة 30 يومًا.
وقال نافالني في تسجيل مصوّر نشره عبر قناته الشخصية في “يوتيوب”، “لا تخف، انزل إلى الشوارع. لا تخرج من أجلي، اخرج لنفسك ومستقبلك”، وفق ما ترجمته عنب بلدي.
وتابع المعارض الروسي، “إذا كان لدينا ما نخافه، فهو خوفك، وحقيقة أن حياتنا كلها سوف تمر تحت حكم هؤلاء اللصوص والأوغاد الذين استولوا على بلادنا. يحرموننا من إمكانيات الحاضر، يسرقون مستقبلنا”، وفق تعبيره.
وأشار إلى أنه لا يمكن تعويض الخسائر الناتجة عن فساد النظام الروسي إلا بتحرك الشعب الروسي، مضيفًا، “لن يساعدنا شيء ولن ينقذنا أحد. كل ما هو مطلوب لانتصار الشر هو تقاعس الأخيار. لا تكن خاملًا”.
وكانت السلطات الروسية اعتقلت نافالني، الأحد 17 من كانون الثاني، وذلك بعد عودته إلى روسيا عقب خضوعه للعلاج في ألمانيا، نتيجة تعرضه لعملية تسمم متعمدة في آب 2020.
وبحسب ما نقلته وكالة “رويترز” للأنباء، حُوّلت الطائرة التي تقل نافالني والقادمة من برلين، من مطار “فنوكوفو” في موسكو، ووُجهت إلى مطار “شيريميتييفو”.
وبررت السلطات الروسية اعتقال نافالني، عند وصوله إلى موسكو، بأنه انتهك شروط عقوبة بالسجن مع وقف التنفيذ صدرت بحقه، بينما سمحت السلطات الروسية لزوجته بالعبور.
في حين أعلنت شركة “بوبيدا للطيران” أن الطائرة التي تقل نافالني اضطرت للهبوط في مطار “شيريميتييفو” لأسباب فنية، موضحة أن الأسباب ذاتها أدت إلى تحويل ثلاث رحلات إلى مطارات احتياطية.
وأوقفت الشرطة الروسية المحامية في “صندوق مكافحة الفساد” الذي أسسه نافالني، ليوبوف سوبو، إثر دخولها المطار، وشقيق نافالني، وعددًا من الشخصيات في المعارضة الروسية، تجمهروا لاستقباله، بينما أكدت السلطات الروسية أن نافالني “سيبقى معتقلًا حتى تتخذ المحكمة قرارًا بحقه”.
واعتُقل المعارض نافالني عند نقطة مراقبة الجوازات في “شيريميتيفو”، كما بث تلفزيون “tvrain” الروسي.
ردود فعل غاضبة وقلقة
مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أعربت اليوم، الاثنين، عن قلقها من توقيف المعارض الروسي، ودعت إلى إخلاء سبيله بشكل فوري.
ونقلت شبكة “يورو نيوز”، عن مكتب مفوضة حقوق الإنسان، ميشيل باشليه، قولها، “نشعر بقلق بالغ إزاء اعتقال أليكسي نافالني، وندعو للإفراج عنه فورًا ولاحترام حقه في الإجراءات القانونية تماشيًا مع حكم القانون”، كما جدد دعواته للتحقيق الدقيق في قضية تسميمه.
بدورها، نددت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، باعتقال نافالني، وطالبت بالإفراج عنه أيضًا، وقالت، “أدين توقيف أليكسي نافالني (…) يتعيّن على السلطات الروسية الإفراج عنه فورًا وضمان سلامته”.
وأكدت فون دير لاين مطالب المفوضية ذاتها بالتحقيق المستقل بتسميم نافالني.
بريطانيا
يضاف إلى ذلك الموقف البريطاني، إذ أعربت وزارة خارجية البلاد عن “قلقها العميق” إزاء إجراءات السلطات الروسية.
ووصف وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، توقيف السلطات الروسية لنافالني بـ”أمر يثير الصدمة”، مطالبًا موسكو بالإفراج عنه، وبالتحقيق في كيفية “استخدام سلاح كيميائي على أراضيها”.
ألمانيا وأمريكا
وطالبت الخارجية الألمانية والخارجية الأمريكية صباح اليوم، الاثنين، بإطلاق سراح المعارض الروسي أليكسي نافالني.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في بيان له، “يجب على موسكو أن تدرك أن نافالني ليس هو المشكلة”، مطالبًا بضرورة إطلاق سراحه على الفور ودون قيد أو شرط، كما دعا الاتحاد الأوروبي إلى إطلاق سراحه.
وفي كانون الأول 2020، فتحت لجنة التحقيقات الروسية تحقيقًا جنائيًا بحق نافالني، لاستخدامه 4.8 مليون دولار من التبرعات لأغراض شخصية.
وفي 8 من أيلول 2020، استفاق نافالني من غيبوبته، في مستشفى “شاريتيه” الألماني، بعد أن نُقل إلى برلين من وحدة العناية المركزة للسموم في مستشفى “أومسك” الروسي في سيبيريا، في 22 من آب 2020، بعد استقرار حالته إثر حادثة التسمم، بحسب وكالة “تاس” الروسية.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفان زايبرت، في 14 من أيلول 2020، أن المعامل المتخصصة في فرنسا والسويد أكدت تسميم المعارض الروسي بغاز الأعصاب (نوفيتشوك) الذي يعود إلى الحقبة السوفييتية.
بينما نفت الحكومة الروسية هذه الرواية، وقالت إن نتائج الفحوص التي خضع لها نافالني في مستشفى “أومسك” الروسي لا تتضمن أي مؤشرات على تسميمه، وأضافت أن “الكرملين” ليست لديه أي قيود تمنع نافالني من العودة إلى روسيا.
وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن نافالني يحظى بدعم الاستخبارات الغربية، واصفًا التقارير الصحفية عن تسميمه بأنها “محاولة لشرعنة مساعي الاستخبارات الأمريكية”.
ويعتبر المعارض نافالني من أبرز خصوم بوتين، وقد برز إلى الساحة خلال احتجاجات 2011- 2012 ضد عودة بوتين إلى “الكرملين” لولاية ثالثة كرئيس.
–