حذر مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس جيبريسوس، من عدم توزيع لقاحات فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) بشكل عادل في دول العالم، الأمر الذي وصفه بأنه “خطر شديد” ويمثل “فشلًا أخلاقيًا وكارثيًا”، وستدفع العديد من الأرواح والأرزاق ثمن هذا الفشل في البلدان الأكثر فقرًا حول العالم، حسب تعبيره.
وقال جيبريسوس خلال افتتاح الاجتماع السنوي للمجلس التنفيذي للمنظمة اليوم، الاثنين 18 من كانون الثاني، إن “الظهور الأخير للمتغيرات السريعة الانتشار في الفيروس، يجعل موضوع طرح اللقاحات بشكل سريع ومنصف أمرًا بالغ الأهمية”.
وحث الدول والشركات المصنعة على مشاركة الجرعات المضادة للفيروس بشكل أكثر إنصافًا في جميع أنحاء العالم.
وإلى الآن، أُعطيت 39 مليون جرعة من عدة لقاحات مختلفة في 49 دولة على الأقل من البلدان ذات الدخل المرتفع، بينما أُعطيت 25 جرعة فقط في أحد البلدان ذات الدخل المنخفض، حسب تصريحه.
وشدد جيبريسوس على أن تطوير اللقاحات الآمنة لفيروس “كورونا” والموافقة عليها بعد أقل من عام من ظهور الفيروس في الصين، أواخر عام 2019، كان “إنجازًا مذهلًا ومصدرًا للأمل تشتد الحاجة إليه”، ومع ذلك “ليس من الصواب أن يجري تطعيم البالغين الأصغر سنًا والأكثر صحة في البلدان الغنية قبل العاملين الصحيين وكبار السن في البلدان الفقيرة، إذ يجب إعطاء الأولوية للأكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض خطيرة والموت في جميع البلدان”، برأيه.
ووفق دراسة مركز “Duke Global Health Innovation Center”، الذي يتابع شراء اللقاحات في جميع أنحاء العالم، في 9 من تشرين الثاني 2020، ذكر أن البلدان ذات الدخل المرتفع والمتوسط حجزت بشكل جماعي ما يقارب من خمسة مليارات جرعة لقاح.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن الدول الفقيرة ستبدأ بتلقي لقاح فيروس “كورونا” بين نهاية كانون الثاني الحالي ومنتصف شباط المقبل.
وقالت مسؤولة اللقاحات في “الصحة العالمية”، كيت أوبراين، في 7 من كانون الثاني الحالي، إن برنامج “كوفاكس” أبرم اتفاقات لشراء ملياري جرعة لقاح.
ويهدف برنامج “كوفاكس” الدولي الذي أطلقته “الصحة العالمية” بدعم من “التحالف من أجل اللقاحات”، إلى المساعدة في ضمان الحصول العادل على اللقاحات ضد “كورونا”.
ماذا عن سوريا؟
وضعت منظمة الصحة العالمية سوريا بين قائمة الدول الـ92، من فئة البلدان المنخفضة الدخل، التي ستدعمها لتلقي اللقاح ما إن يتم اعتماده.
وتوقع مدير منظمة الإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة في حكومة النظام السوري، توفيق حسابا، أن يصل اللقاح في الربع الأول من العام الحالي.
ونقل موقع “هاشتاغ سوريا” المحلي، في 22 من كانون الأول 2020، عن حسابا قوله،”حتى الآن لم تُعرف نوعية اللقاح الذي سيتم تزويدنا به، وهذا الأمر يعود إلى أن منظمة الصحة هي التي ستعتمد اللقاح الذي سيتم تزويد الدول به”، لافتًا إلى أن اللقاح مأجور، وأن الحكومة ستطعم السوريين به مجانًا.
وأشار مدير المنظمة إلى أن “الصحة العالمية” وعدت بتوفير اللقاح في الربع الأول من العام الحالي، “لكنها لم تؤكد هذا بشكل قاطع حتى اللحظة”، لافتًا إلى أنه لا يزال سعر اللقاح الذي ستختاره المنظمة وتزود حكومة النظام به غير معروف.
–