مجاهد صنديد … ببراءة طفل عنيد
أحمد السقا
أحمد أو كما يحلو لأصدقائه مناداته «أبو صالح»
بطل من أبطال الجيش الحر بداريا
مجاهد فطر فراقه قلوب أحبّته..
لحق بركب الثورة منذ بدايتها، تظاهر ولوحق من قبل الأمن.. ابتعد عن أهله وأحبابه عاش كغيره من الثوار يومًا في مأوى وعشرات الأيام بلا مأوى لم يجد فيها سوى الأرض مفترشًا له…
ارتفعت وتيرة الأحداث في بلدته فآثر حمل السلاح والالتحاق بصفوف المجاهدين دفاعًا عن داريا وأهلها على حياته الشخصية …
آلمه رؤية من نزح من الناس إلى مدينته فهّم مسرعًا يتساعد مع أصدقائه في تأمين السكن والطعام وما يحتجونه من متاع.
أحمد من مواليد 1981 عرف بطيبته وحبه للناس بإخلاصه وتفانيه بعمله.. كان محبوبًا بين أصدقائه يهابهُ الجميع ويحترمونه.. قوي الشخصية.. صاحب مبدأ.. كلمة الحق عنده يجب أن تقال مهما بلغ الثمن..
صراحته الشديدة خلقت لديه تخوّف من أن يبتعد عنه الناس !!
زاد حب أحمد للجهاد وتعلّقه بالثورة وإصراره على مواصلة درب النضال بعد المجزرة الكبيرة التي تعرضت لها داريا، حيث كان شاهدًا على كل تلك الأحداث… كان كثيرًا ما يردد سنثأر للشهداء.. سنقاتل، سنناضل، سننتصر بإذن الله.
في أيامه الأخيرة كان كلامه يحمل الأمل والتفاؤل في طياته:
«بإذن الله رح أجي وآخذك على الدبابة لا تزعل لأنك طلعت من داريا لا تزعل لأنك نزحت رح ترجعوا مرفوعين الراس»
هذا ما قاله لأحد أصدقائه قبل الرحيل بأيام
قبل استشهاده بساعة في مكالمته الأخيرة مع أحد أحبابه قال «أغسلو أيديكم مني ديروا بالكم على حالكم»
بعد دخول الأمن إلى داريا هرع مسرعًا إلى اقتحام المشفى الذي استوطنته قوات النظام ولكن ……
رصاص القناص كانت أسرع بالوصول إليه.. خرقت تلك الرصاصة صدره ورمته شهيدًا أمام أعين المجاهدين من رفاقه..
ودعه رفاقه.. ما أقساها من لحظات!
تعالت صرخاتُ أخيه:
«أمك وأبوك بسلمو عليك وين رحت يا خيي»
صرخات عانقت أنين ودموع أصدقائه
أبا صالح عشت رجلاً ومت رجلًا فهنيئًا لداريا بأمثالك من أبطال ..
رحل أبو صالح عن هذه الدنيا يوم الخميس 22 تشرين الثاني 2012
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :