أعلن نادي ريال مدريد الإسباني في صيف عام 2019 التعاقد مع مهاجم نادي إنتراخت فرانكفورت لوكا يوفيتش، مقابل 60 مليون يورو.
انتقال يوفيتش الذي تألق مع ناديه الألماني (فرانكفورت)، شكّل أملًا لقطاع واسع من جماهير ريال مدريد لحل مشكلة خط الهجوم، وانخفاض عدد الأهداف المسجلة منذ رحيل كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس الإيطالي في 2018، خاصة أنه تزامن مع وصول البلجيكي إيدين هازارد قبل يومين فقط، قادمًا من تشيلسي الإنجليزي مقابل 100 مليون يورو.
كما أن وصول يوفيتش يعني أنه من الممكن أن يحل مكان المهاجم كريم بنزيما، الذي يعاني من عدم ثبات المستوى من ناحية التسجيل، خاصة أن مركزه يصنف رقم 9.5، وليس 9، أي أنه ليس مهاجمًا صريحًا.
إلا أن الرياح لم تمشِ كما تشتهي سفن الريال، إذ أخفق هازارد في إثبات نفسه، وتقديم المستوى الذي قدمه مع تشيلسي بسبب الإصابات المتلاحقة، واختلاف أسلوب اللعب بين الدوري الإنجليزي والإسباني، كما أن يوفيتش لم ينجح حتى في حجز مكانة أساسية ضمن الريال، بالإضافة إلى ضغوط الصحافة الإسبانية وسؤالها المتكرر حول عدم مشاركة يوفيتش، وكان رد المدير الفني للريال، زين الدين زيدان، المتكرر “يوفيتش لاعب جيد، وأنا المدرب وأختار اللاعبين وأعتمد على الجميع”.
في النهاية، وصل يوفيتش إلى مدينة فرانكفورت، ليلعب مجددًا على سبيل الإعارة لناديه السابق إنتراخت فرانكفورت.
موهبة واعدة لم تجد لها مكانًا في الريال
بزع نجم لوكا يوفيتش مع ناديه الألماني إنتراخت فرانكفورت، وتحديدًا في موسم 2018- 2019، عندما نجح بتسجيل 26 هدفًا وصنع سبعة أهداف في 44 مباراة.
سرعان ما قرر الريال التعاقد مع يوفيتش، الذي جاء متوافقًا مع سياسته بالتوقيع مع المواهب الشابة (كان يوفيتش عمره 21 عامًا فقط حينها)، وتفاءل كثيرون بقدرة الصربي على مساعدة مدريد.
إلا أن طموحات اللاعب الذي حقق كأس ألمانيا في 2018 اصطدمت بتفضيل زيدان مواطنه بنزيما لقيادة هجوم ريال مدريد، لذا فإن يوفيتش لم يشارك في موسمه الأول بالعاصمة الإسبانية سوى في 27 مباراة، بلغ مجموع دقائقها 806 دقائق فقط.
وبالتالي فإن يوفيتش يعد من أقل اللاعبين في الفريق مشاركة في المباريات، ورغم ذلك استطاع الإسهام بأربعة أهداف، سجل اثنين وصنع اثنين.
كما أن يوفيتش لم يشارك أساسيًا في هذه المباريات سوى في سبع منها، أكمل منها واحدة فقط بشكل كامل، كما غاب عن 12 مباراة بسبب الإصابات، منها إصابته بفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
أما في الموسم الحالي 2020- 2021، فلم يشارك اللاعب سوى في خمس مباريات فقط، من أصل 24 مباراة خاضها الريال هذا الموسم ضمن بطولتي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.
لماذا لم يلعب يوفيتش في الريال؟
رغم أن ريال مدريد يعاني من أزمة في خط الهجوم، إذ إنه يعد أضعف فريق على صعيد السجل التهديفي بين الفرق الأوروبية المتأهلة إلى دور الـ16 من بطولة دوري أبطال أوروبا، ضمن الدوريات الخمسة الكبرى (الإيطالي والإنجليزي والألماني والفرنسي والإسباني)، وفق صحيفة “Marca“، فإن الحل لم يكن وصول يوفيتش إلى ريال مدريد.
زيدان المطالب بإيجاد الحلول لهذه الأزمة، لخّص مشكلة يوفيتش في المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل لقاء فريقه مع أتلتيكو بلباو في بطولة السوبر الإسباني، في 14 من كانون الثاني الحالي، وقال إن يوفيتش مطالب بتسجيل الأهداف، “لقد عانى من الإصابات ولم يتكيف بشكل مثالي، كان عمره 21 عامًا فقط عندما وصل إلى الريال”.
كلمات زيدان لخصت مشكلة يوفيتش في ريال مدريد، لكن التكيف أيضًا يأتي من اللعب المستمر والاعتياد على ضغط المباريات والتفاهم مع زملائه في الفريق، كما أن اللاعب، ونظرًا إلى أرقام مشاركاته مع الفريق، فإنه لم يحصل على فرص كثيرة للعب، أسوة بلاعبين آخرين في الفريق.
مستقبل اللاعب
من المفترض أن تمتد إعارة يوفيتش إلى إنتراخت فرانكفورت الألماني لخمسة أشهر فقط، أي حتى نهاية الموسم الحالي، ودون خيار إعادة الشراء بعد نهاية الإعارة.
غياب هذا البند يفتح الباب أما ثلاثة خيارات أمام اللاعب في المستقبل القريب.
أول هذه الخيارات هي عودة يوفيتش إلى ريال مدريد وحجز مكان دائم في التشكيلة الأساسية، كما حصل مع لاعبين سابقين، منهم الظهير الأساسي الحالي للفريق داني كارفاخال، وهو أمر يعتمد على مدى استعادة اللاعب لمستواه، واقتناع زيدان (في حال استمر بقيادة الريال) أو مدرب آخر بقدرات يوفيتش.
كما يمكن أن يعود لغرض بيعه إلى فريق آخر، كحالة ألفارو موراتا الذي رحل إلى تشيلسي سابقًا، ويلعب لفريق أتلتيكو مدريد حاليًا.
ويمتد عقد اللاعب مع الريال حتى عام 2025، بينما تبلغ قيمته السوقية الحالية 50 مليون يورو، وفقًا لموقع “Transfer Marke” المختص بالقيمة السوقية للاعبين حول العالم.
الخيار الثاني هي بقاء اللاعب في فرانكفورت، وشراء الأخير عقد اللاعب واستمراره باللعب في الدوري الألماني لفترة أطول، وربما حينها يذهب اللاعب إلى فريق آخر بمبلغ أكبر.
ويبقى الخيار الثالث أمام يوفيتش، الرحيل مع انتهاء إعارته إلى فريق آخر دون العودة إلى ريال مدريد، أو البقاء في فرانكفورت.