هل سيتلقى الأطباء السوريون لقاح “كورونافاك” في تركيا
بدأت عملية التطعيم بلقاح “كورونافاك” الصيني ضد فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19) لاختصاصيي الرعاية الصحية في تركيا، في 14 من كانون الثاني الحالي.
ووافقت “مؤسسة الأدوية والأجهزة الطبية” التابعة لوزارة الصحة التركية على “الاستخدام الطارئ” للقاح “كورونافاك”، عقب تقييم المعطيات العلمية حول اللقاح، واكتمال التحاليل المتعلقة به في مختبراتها، طوال 14 يومًا.
عنب بلدي التقت بمجموعة من الأطباء السوريين المقيمين في اسطنبول، وسألتهم ما إذا كانوا سيأخذون اللقاح، وما إذا كان إجباريًا.
جميع الأطباء قالوا إن وزارة الصحة التركية لم تجبرهم على أخد اللقاح حتى الآن، وتركت الخيار لهم.
وقال طبيب الداخلية مازن سريول، العامل في مركز “صحة المهاجرين” باسطنبول، إنه تقدم بطلب لتحديد موعد التطعيم باللقاح الصيني، وأضاف “نحن في أزمة، ولا خيار متاح أمامنا حاليًا للوقاية من فيروس (كورونا) إلا اللقاح، أنا مع أخذه، ولا يمكن التطعيم بالإجبار”.
طبيب الجراحة العامة أكرم دوماني، الذي يدير عيادته الخاصة في اسطنبول، أشار إلى أن “اللقاح جديد والدراسات حوله لم تكتمل تمامًا، ومع ذلك فإن فعاليته ضد الإصابة بفيروس (كورونا) تصل إلى 70%”، لذا قرر أن يأخذ اللقاح.
وقال طبيب الجراحة البولية إبراهيم خليفة، العامل في مركز طبي للاجئين السوريين باسطنبول، إنه سيتلقى اللقاح الصيني، وأضاف أن اللقاحات على مر العصور جميعها تحمل تأثيرات جانبية طفيفة، وتابع “يرجع تردد بعض الأشخاص من أخذ اللقاح، بحسب رأيهم، إلى سرعة تطويره بعد انتشار الوباء، وعدم وجود تجارب كافية ليقتنعوا بجدواه”.
وبيّن طبيب أطفال عامل في مركز “صحة المهاجرين” باسطنبول، (رفض الكشف عن اسمه لأسباب خاصة)، أن اللقاح خضع لتجارب واختبارات كافية، وأنه سيتلقى اللقاح الصيني، ويرى أن أي لقاح متوفر يفي بالغرض الآن، لأنه سيشكل مناعة كافية لمقاومة الفيروس، “الذي قد يصيبنا في المستقبل ولكن مع اللقاح ستأتي الأعراض خفيفة”.
وأضاف أن المخاوف التي لدى الناس حاليًا سببها الرئيس تهويل وسائل التواصل الاجتماعي، مبينًا أن الشركات المنتجة للقاح شركات مرموقة، وتخضع اللقاحات جميعها للرقابة من قبل الهيئات الصحية في بلد المنشأ، ومنظمة الصحة العالمية.
ولم يرفض طبيب مختص بأمراض المفاصل والروماتيزم، في مركز “صحة المهاجرين” باسطنبول، (رفض الكشف عن اسمه لأسباب خاصة)، رفضًا قاطعًا أن يتلقى اللقاح، وقال إنه لم يحدد بعد قراره.
وقالت طبيبة أمراض النساء، العاملة في مركز “صحة المهاجرين” باسطنبول، سعاد الخيرات، إن اللقاحات على مدى سنوات أثبتت فعاليتها في تخفيف الأعراض والتخلص من بعض الأمراض، وأن الشيء نفسه سينطبق على لقاحات فيروس “كورونا”.
لكنها لن تتلقى اللقاح، وستلتزم بالإجراءات الاحترازية التي تلتزم بها بشدة منذ بدء الجائحة، “لأن اللقاح من الممكن أن يكون خطيرًا عليها كونها تعاني من أمراض تمنعها من تلقيه”.
وبحسب استطلاع رأي أجرته عنب بلدي عبر موقعها الإلكتروني، في 3 من كانون الثاني الحالي، شارك فيه 191 شخصًا، قال أغلبية المصوّتين، إن لديهم مخاوف من تلقي لقاح فيروس “كورونا”، واعتبر 72% منهم أن اللقاح مصدر خوف لهم على الرغم من زيادة انتشار الفيروس، في حين رأى 28% منهم أن اللقاح لن يكون مقلقًا في حال وُزع في سوريا.
وتعتبر اللقاحات التي ظهرت حديثًا للوقاية من فيروس “كورونا” أسرع اللقاحات التي تم تطويرها في التاريخ، حيث استغرق ذلك عشرة أشهر فقط، بينما يستغرق إنتاج اللقاحات عادة عدة سنوات.
ومع بدء إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بمنحها الموافقات على استخدام اللقاحات التي صنعتها الشركات، بدأت الشائعات تنتشر حول مخاطر استخدام هذه اللقاحات، ما جعل الكثير من سكان العالم يترددون في الحصول عليها.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :