يضيّق عناصر حواجز “أمن الدولة”، في محيط حيي الشيخ مقصود والأشرفية الخاضعين لسيطرة “الإدارة الذاتية” داخل مدينة حلب، على المدنيين الداخلين والخارجين، ردًا على محاصرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام في القامشلي.
وقال مراسل عنب بلدي في مدينة حلب، إن عناصر حواجز “أمن الدولة” و”الفرقة الرابعة” بدؤوا بتفتيش السيارات واعتقال بعض المدنيين من داخل الحيين، منذ بداية كانون الثاني الحالي، بالإضافة إلى مصادرة بعض البضائع الداخلة إلى حيي الشيخ مقصود والأشرفية.
وتقف السيارات في طوابير طويلة للدخول إلى الحيين أو الخروج منهما، في حين كان يسمح سابقًا للجميع بالمرور دون التدقيق أو التفتيش، أو إتباع إجراءات صارمة مثلما يحدث الآن.
وبحسب أحد العناصر الواقفين عند حاجز السكة في مدخل حي الشيخ مقصود، والذي طلب عدم نشر اسمه، فإن التضييق وإيقاف السيارات وتفتيشها واعتقال المدنيين ومصادرة البضائع، هو جزء من “تعميم وصل إلى تلك الحواجز، بسبب التوترات الحاصلة في القامشلي”، حسبما قال لعنب بلدي.
وشهدت مدينة القامشلي توترات بين عناصر من قوات النظام وعناصر من قوى الأمن الداخلي (أسايش)، التابعة لـ”قسد”، وذلك بعد عمليات اعتقال متبادلة بين الطرفين، وسقوط قتيل وجرحى، في حوادث إطلاق نار وإلقاء قنبلة، بينما يستمر حصار حيي طي وحلكو من قبل عناصر “قسد”، منذ بداية كانون الثاني الحالي.
وأضاف العنصر أن المدنيين استاؤوا من التضييق، و”لكن لا يمكننا عدم تنفيذ الأوامر، خاصة أن أي عنصر يقوم بالتساهل مع أهالي الحيين يسجن بتهمة التعامل مع الانفصاليين”.
وقال أحد سكان حي الأشرفية، طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، لعنب بلدي، “كلما حدثت توترات بين النظام وقسد ندفع الثمن، من خلال تنفيذ اعتقالات للشبان، أو مصادرة بضائع غذائية وفرض رسوم لمرور سيارات الخضار والفواكه التي تأتي من سوق الهال. البارحة واليوم بقيت أكثر من ثلاث ساعات في السرفيس منتظرًا المرور للذهاب إلى عملي”، وأشار إلى أن تلك الحواجز لم تكن تطلب هويات المدنيين عند المرور منها من قبل.
وتسيطر “قسد” على أحياء الشيخ مقصود والأشرفية والسكن الشبابي على طريق “الكاستيلو”، منذ عام 2013، ونصبت حواجز عند مداخلها، ومنعت قوات النظام وميليشياته من الدخول.
وبعد اتفاق مع فصائل المعارضة المسلحة، نهاية عام 2016، سلمت الفصائل أحياء بعيدين والهلك والحيدرية والشيخ خضر وبستان الباشا وكرم الزيتونات لـ”قسد”، بهدف تحييد تلك الأحياء عن قصف النظام وميليشياته.
ولكن “قسد” سلمت تلك الأحياء للنظام السوري والميليشيات الموالية له، مقابل دعمها في صد عملية “غصن الزيتون” التي قامت بها القوات التركية، مع فصائل “الجيش الوطني” السورية، على ريف حلب الشمالي، والتي انتهت بالسيطرة على عفرين في آذار من عام 2018.
–