المندوب السامي الايراني واحجار الدومينو !!!

  • 2012/11/26
  • 7:07 م

عنب بلدي – العدد 40 – الأحد 25 تشرين الثاني 2012

أصبح من غير المنطقي عند الحديث عن سوريا وما تشهده من مجازر وانتهاكات وكل ما تفعله العصابة الحاكمة من أجل استعادة السيطرة على البلاد أن نعتبر بشار الأسد وأتباعه يفعل ما يفعله دفاعًا عن حكمه للبلاد، وأصبحت حقيقة جلية للجميع ولكل قراء المشهد أن كل قراراته وسياساته تصدر من العاصمة الإيرانية طهران ومن منزل المرشد الأعلى تحديدًا وهو الحاكم الفعلي لإيران وراسم الاهتزاز الذي تتبعه مؤشرات الكيانات التي زرعتها إيران في المنطقة.

عندما استخدم بشار الأسد مصطلح تساقط أحجار الدومينو ظن الكثيرون أنه يتحدث بوصفه رئيسًا لدولة لطالما امتلكت أوراقًا في المنطقة ويستطيع تحريك هذه الأوراق بما يتوافق مع مصالحه السياسية، لكن الثورة السورية كشفت الكثير من الحقائق وأزالت الكثير من اللبس الواقع في أذهان قراء السياسة، أزاحت الستار عن المنصب الحقيقي لبشار الأسد وعما يستند إليه في هذه التصريحات، وهي أن بشار ليس إلا حاكمًا لسوريا باسم المرشد، كان ينقل للعالم الرؤية الإيرانية وتوجه المرشد الأعلى لمنطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج، وما يستطيع تحريكه من بيادق في هذه المنطقة من خلال حكومة المالكي في العراق وحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن وحماس في غزة.

كل هذه الخطط والاستراتيجيات بدأت تنهار وتحولت هي إلى أحجار دومينو تتساقط الواحدة تلو الأخرى، من اليمن السعيد والرئيس عبد الهادي الذي اختاره الثوار ليقود المرحلة الانتقالية في البلاد حيث خرج إلى العلن مدعومًا بجيرانه السعوديين ليكشف محاولات إيران التلاعب ببلاده ورافضًا لهذه السياسة الدنيئة ومحذرًا من المساس بأمن اليمن من خلال خلايا الحوثيين المسلحة، إلى لبنان الذي مازال أحراره يصارعون وجود السلاح اللاشرعي بيد حزب الله وانقطاع الإمداد اللوجستي عن حزب الله بسبب مصارعة النظام السوري للانهيار، إلى النجاح المصري والقطري المشهود في احتضان المقاومة الفلسطينية وإعادتها إلى الحاضنة العربية واستعادتها من أحضان طهران من خلال تقديم الدعم اللازم لغزة والعمل الحثيث من أجل رأب الصدع الفلسطيني وقطع حبال الوصال التي لطالما أحرجت حماس وألزمتها بتبني مواقف تخدم المصالح الإيرانية بغض النظر عن أهداف حماس البعيدة من هذه العلاقة مع ايران.

آخر أحجار الدومينو المهددة بالسقوط حكومة المالكي في العراق وهو الحجر الذي يؤكد ارتباط إيران الوثيق بكل ما يحصل في المنطقة، بعد تصريحات نائب المالكي بأن كردستان هي دولة مجاورة وليست إقليم كان تمهيدًا واستعدادًا من إيران لتحريك ورقتها التي قد تكون الأخيرة في حال هدوء قطاع غزة وانتهاء أزمته وهو ما حصل ما إن تأكدت إيران من توقيع اتفاق هدنة بين فصائل المقاومة الفلسطينية من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، حتى بدأت المناوشات والاشتباكات بين قوات البشمركة التابعة لإقليم كردستان المتعاطف مع الثورة السورية وقوات الجيش العراقي التابعة لحكومة المالكي، إشعال الحرب الأهلية في العراق قد يكون التحدي الأصعب أمام الثورة السورية، فالعراق هو مركز تقاطع المصالح الأمريكية الإيرانية وارتباط الكيانات السياسية فيه بدول عظمى سياسيًا واقتصاديًا إضافة إلى الجو الطائفي الذي يسيطر على مسار الحياة السياسية فيه.

وجدير بالذكر أن الأزمة التي تعصف بالاقتصاد الإيراني ودفعت المحتجين إلى الشوارع لمطالبة الحكومة الايرانية بالالتفات إلى واجباتها ومسؤولياتها الداخلية والكف عن زج إيران بكل مقدراتها لتنفيذ أهداف سياسية خارجية لا تتفق مع تطلعات الشعب الإيراني بقدر توافقها مع المراجع الدينية في قم.

رغم كل التجاذبات السياسية الحادة التي ترخي ظلالها على الوضع في سوريا إلا أن استمرار الثوار في مطالبتهم بإسقاط النظام في جبهة واحدة ذات قيادة موحدة ستضمن استمرار الثورة ونجاحها.

مقالات متعلقة

قراء

المزيد من قراء